أظهرت التحقيقات القضائية فظاعة الجريمة البشعة المتهم بارتكابها السوري أحمد جمعة بدم بارد، والتي ذهب ضحيتها المغدورة "صباح ر." بعدما ظنّ الجاني أنّ المجني عليها ميسورة الحال، لكنّ غلّة المتهم كانت 27 ألف ليرة فقط وهو المبلغ الوحيد الذي وجده بحوزتها.

فقد أصدر قاضي التحقيق الأوّل في جبل لبنان نقولا منصور قراره الظنّي في قضية قتل "صباح ر." وينشر "لبنان 24" وقائعه التالية:

بتاريخ 3 تشرين الثاني الماضي، عُثر على جثّة المغدورة "صباح ر." في الشقة المستأجرة من قبلها بالقرب من منتجع الليالي في جونية بعد مرور عدّة أيام على قتلها وتنفّخ جثّتها. وقد باشرت القوى الأمنية إجراءاتها فورًا، وتبيّن أنّ شعبة المعلومات تمكّنت بعد متابعة لحركة الإتصالات والترصد من توقيف أحمد الجمعة (سوري، 28 عاماً) الذي كان آخر من زار المغدورة قبل قتلها.

بالتحقيق معه، أفاد أنّه دخل لبنان في شهر تشرين الأول من العام 2015 خلسة عبر منطقة جبليّة في محلّة المصنع، وتوجّه إلى منزل أحد أصدقائه في بئر حسن حيث عمل في شركة مقاولات، وبعدها في شركة في ضبيّة ومن ثمّ في محلّة النبي شيت في البقاع كنجار باطون، وتنقّل بعد ذلك في وظائف مختلفة من بينها عمله كدهّان في محلّة جونية.

مكث المدعى عليه لمدّة أسبوع في مربع منتجع الليالي، وقد تعرّف هناك على "صباح" التي كانت تشغل شقّة في المشروع وهي تعاني من مرض عضال. وكان أنّ حضرت المغدورة في إحدى المرّات إلى غرفته وطلبت منه المساعدة في برمجة "الواتساب" على هاتفها. وتوطّدت العلاقة بين الطرفين حتى صار "أحمد" يزورها في شقّتها لإجراء بعض التصليحات من تغيير شرطان كهربائيّة وغيرها وتطوّرت العلاقة أكثر لتبلغ ممارسة الجنس وكانت المغدورة – بحسب القرار الظنّي- تعطيه المال مقابل ذلك.

استمرّت الأمور على هذه الحال رغم إنتقال المدعى عليه إلى محلّة اليمّونة حيث عمل هناك كنجّار باطون، كان خلال تلك الفترة يزور "صباح" في شقّتها الكائنة في مربع الليالي ويمارس معها الجنس بناء على اتصال مسبق بينهما ومقابل 20 ألف أو 30 ألف ليرة لبنانية.

في 28 تشرين الأول الماضي، تلقّى المدعى عليه اتصالاً من "صباح" أخبرته فيه أنّها ترغب بلقائه، فاتفقا على اللقاء في مساء اليوم التالي في شقّتها وقد عقد العزم حينها على تنفيذ مخطّطه وسرقة المغدورة لظنّه أنّها ميسورة.

في اليوم التالي، عرّج أحمد جمعة على منزل صديقه "أحمد.ش" في منطقة برج أبي حيدر ومكث عنده لتمضية الوقت حتى يحين موعد اللقاء مع "صباح"، وقبل مغادرته طلب من أحد الأشخاص السوريين المقيمين مع "أحمد.ش" ويدعى "طلعت" استعارة لفّة الشريط اللاصق الموجود دون إعلامه عن سبب حاجته له، فأخذها بنيّة تكبيل يدي ضحيّته وفمها تمهيدًا لتنفيذ عملية السرقة بعد أن يقوم بضربها على رأسها.

التاسعة مساءً، توجّه "أحمد" إلى منزل "صباح" التي تركت له باب الشقّة مفتوحًا، فدخل وتبادلا أطراف الحديث ثمّ مارسا الجنس وبعد أن اغتسلا، همّ "أحمد" بالمغادرة فسارت "صباح" أمامه إلى باب الشقّة لتودّعه، عندها ارتأى الضيف أن الوقت قد حان لتنفيذ خطّته لناحية قتلها وسرقتها، فقام بضرب "صباح" على رأسها من الخلف بيديه، إلّا أنّ الأخيرة لم تتأثّر بالضربة وراحت تصرخ وتقاومه، فقام عندئذ بوضع يديه على عنقها وضغط بقوّة حتى سقطت على الأرض دون أي حركة، ثمّ عمد إلى تقييد يديها بالشريط اللاصق الذي لفّه حول فمها أيضا، وراح يبحث بالمنزل عن الأموال فلم يجد إلّا 27 ألف ليرة لبنانية فسرقه مع جهازين خلويين عائدين للمغدورة فضلا عن بطاقتها المصرفية وغادر الشقّة بعد أن أقفل الباب وراءه دون أن يفك قيد المجني عليها وتركها على حالها من دون أن يرف له جفن أو أن يتأكد إذا كانت قد فارقت الحياة أم لا.

وفي الطريق رمى الجاني شريحة هاتف المغدورة وحاول سحب الأموال من بطاقة المجني عليها فوجدها من دون رصيد، فعاد أدراجه وبات ليلته عند "أحمد ش." الذي لاحظ وجود هاتف جديد معه ولما ساله عن مصدره أخبره أنه مسروق فعرض عليه الأخير شراءه، فاشتراه بمبلغ 140 ألف ليرة، وانتقل بعدها الجاني إلى محلة اليمونة حيث تمكنت شعبة المعلومات من إلقاء القبض عليه.

قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور طلب في قراره الظني عقوبة الإعدام للمدعى عليه أحمد الجمعة والأشغال الشاقة المؤقته لـ"أحمد ش." ( التدخل في الجرم) وأحالهما للمحاكمة أمام محكمة الجنايات.