إن عدد القتلى في موجة الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي اندلعت في البلاد مؤخرًا، وصل إلى 25، بزيادة 5 أشخاص على العدد الرسمي الأخير
 

قال الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمة أمس الأحد إن الولايات المتحدة لم تفلح في تقويض الاتفاق النووي بين طهران والقوى الكبرى، عادّاً أن الاتفاق «انتصار طويل الأمد» لإيران.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن يوم الجمعة الماضي مهلة لحلفائه الأوروبيين الموقعين على الاتفاق النووي الإيراني، لإصلاح «عيوب مروعة» فيه، وإلا فستنسحب منه الولايات المتحدة.
وقال روحاني في كلمته: «الإدارة الأميركية لم تفلح في تقويض الاتفاق النووي... أخفق ترامب، رغم محاولاته المتكررة، في تقويض الاتفاق... الاتفاق انتصار طول الأمد لإيران» بحسب وكالة «رويترز».
وأضاف روحاني إن «أي حكومة سوف تخسر من رصيدها أيضا، إذا تجاهلت أو غيرت الاتفاقات التي أبرمتها حكومات سابقة، لا سيما إذا تم الاعتراف بها دوليا»، لافتا إلى أن ردود الفعل العالمية على ترامب أثبتت ذلك، وأوضح أنها تعكس «انتصار اللياقة السياسية» على حكومة ترامب.
ووافق ترامب يوم الجمعة الماضي على تمديد تعليق العقوبات ضد إيران لآخر مرة لإتاحة فرصة أخيرة للولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين لتعديل الاتفاق.
وتقول إيران إنه لا يمكن إعادة التفاوض على الاتفاق، وإنها ستلتزم به ما دامت الدول الموقعة الأخرى تحترمه، لكنها «ستمزقه» إذا انسحبت منه واشنطن.
في سياق متصل، قال رئيس البرلمان الإيراني على لاريجاني إن البرلمان «لن يوافق على أي تعديلات على بنية الاتفاق النووي»، عادّاً تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن مثل هذه التعديلات تعني العبث بكل الاتفاق.
ونقلت «وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إيرنا)» عن لاريجاني القول خلال جلسة علنية للمجلس: «مجلس الشورى الإسلامي لن يرضخ قط إلى إدخال تعديلات على الاتفاق النووي... طهران لن تقبل بتغييرات ولا التزامات جديدة»، واصفًا تصريحات ترامب حول هذه التعديلات بأنها «تعني العبث بكل الاتفاق».
في سياق آخر، نقلت وكالة أنباء «فارس» عن المتحدث باسم السلطة القضائية في إيران غلام حسين محسني أجئي قوله أمس إن السلطات الإيرانية ألقت القبض على شخص مزدوج الجنسية كان يلتقط الصور أثناء الاضطرابات في الآونة الأخيرة بينما كانت قوات الأمن تسعى لاحتواء أكبر احتجاجات في البلاد منذ 2009.
وأضاف أجئي في مؤتمر صحافي أسبوعي: «في ضوء استنتاجاتي، لدينا معتقل مزدوج الجنسية، وكان هذا الشخص يلتقط صورا ويصور لقطات» من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وكان مسؤول قضائي إيراني قال في مطلع يناير (كانون الثاني) الحالي إن مواطنا أوروبيا اعتقل في الاحتجاجات المناهضة للحكومة في مقاطعة بروجرد غرب إيران، لكنه لم يكشف عن جنسية المعتقل.
وأضاف المسؤول أن المعتقل الذي لم يذكر اسمه «تدرب على يد أجهزة مخابرات أوروبية... تقود مثيري الشغب» وفقا لوكالة «رويترز».
وقال محامون ودبلوماسيون إن «الحرس الثوري» الإيراني ألقى القبض على 30 على الأقل من مزدوجي الجنسية في العامين الماضيين لاتهامات بالتجسس في الأغلب. وأكد أقارب للمعتقلين النبأ.
من جانب آخر، قال أجئي إن عدد القتلى في موجة الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي اندلعت في البلاد مؤخرا، وصل إلى 25، بزيادة 5 أشخاص على العدد الرسمي الأخير.
وصرح أجئي بأن «المسؤولين ما زالوا غير متأكدين من كيفية تقييم الأحداث». وقال: «كنا نتوقع بعض الاضطرابات، ولكن ليست بهذه الأبعاد».
في شأن متصل، قالت وكالات إيرانية أمس إن إيران رفعت أول من أمس القيود عن تطبيق «تلغرام» للتراسل الذي حجبته السلطات عندما كانت قوات الأمن تحاول احتواء أكبر احتجاجات من نوعها في البلاد منذ عام 2009. وقالت وكالة «إيرنا» الرسمية: «أعلن مصدر مطلع انتهاء القيود على تطبيق (تلغرام) وصار بمقدور المستخدمين استخدامه».
ومع انحسار الاحتجاجات، رفعت الحكومة الأسبوع الماضي القيود المفروضة على «إنستغرام»؛ أحد مواقع التواصل الاجتماعي التي استخدمت لحشد المحتجين.
وأغلق تطبيق «تلغرام»، الذي يستخدمه نحو 40 مليون شخص في إيران، قناة اتهمتها طهران بتشجيع العنف، لكنه امتنع عن إغلاق قنوات أخرى، مما دفع السلطات الإيرانية لحجب الدخول إليه.
وقال سكان إن إيرانيين كثيرين يستخدمون تطبيق «تلغرام» من خلال شبكات افتراضية وأدوات أخرى للالتفاف على القيود المفروضة على الإنترنت. لكن مسؤولين قالوا إن مئات الشركات التي تستخدم التطبيق في التسويق تضررت بشدة بفعل القيود على وسائل التواصل الاجتماعي.
ونقلت وسائل الإعلام عن الرئيس حسن روحاني قوله إن نحو مائة ألف شخص فقدوا أعمالهم.
ونظم آلاف من أنصار الحكومة مسيرات ردا على الاحتجاجات التي شكلت أكبر تحد لـ«المؤسسة الإسلامية» منذ الاضطرابات واسعة النطاق التي شهدتها البلاد عام 2009 بسبب مزاعم تزوير الانتخابات.
ولا تزال إيران تفرض قيودا على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ لا تزال السلطات تحجب موقعي «فيسبوك» و«تويتر».