تحت عنوان الشباب السعودي والإيراني ومحاولات دفن 1979، نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالاً للكاتب توماس فريدمان قال فيه إنّ السؤال الأكبر - حول التظاهرات الأخيرة في إيران، والتي تزامنت مع رفع بعض القيود الدينيّة في السعوديّة – هو ما إذا كانت الأحداث معًا تُشكّل بداية نهاية التزمّت والتشدّد اللذين التزمهما العالم المسلم منذ العام 1979
 

وأشار الكاتب الى أنّ الباحث المصري مأمون فندي كان قال إنّ "الإسلام خسر مكابحه، وكلّ العالم شعر بذلك".

ولفت الى أنّ أحداث 1979 أدّت إلى تضاؤل مكانة المرأة، تراجع التعددية، إضافةً الى إطلاق وتغذية مجموعات دينيّة مثل تنظيم "القاعدة" من جهة و"حزب الله" من جهة أخرى.

ولفت الكاتب الذي بدأ عمله كمراسل في بيروت، وما كان يكتبه عن إيران والسعوديّة حينذاك، مضيفًا أنّ العام 1979 شهد أيضًا الإجتياح السوفياتي لأفغانستان، وتشجيع الولايات المتحدة للمقاتلين الممولين من السعودية، الى هزيمة الروس هناك.

أمّا الآن، فلدى السعودية وإيران أمر مشترك، فمعظم شعبهما من الشباب وأعمارهم أقلّ من 30 عامًا، ويتواصلون عبر مواقع التواصل الإجتماعي، ويبدو أنّهم يريدون دفن كلّ ما اكتسبوه من العام 1979.

وفي الحديث عن التظاهرات في إيران، يقول الكاتب إنّ الشباب العاطل عن العمل في إيران يرى كيف تصبّ الأموال للحرس الثوري ومغامراته في سوريا، لبنان، اليمن وضمن المؤسسات الإسلاميّة، وقد أوقفت الحكومة الإعانات لعدد من الإيرانيين.

ولفت الى أنّه خلال زيارته الأخيرة الى السعودية، سمع الكاتب من شبان سعوديين ما يقوله الشباب الإيراني عن أنّهم لا يريدون رؤية رجال الدين، ويرغبون بحياة لا يتدخّل بها أحد، وأن يسمح لهم بالقيادة بحريّة، لا سيما النساء، وحضور الحفلات والمباشرة بفتح أعمال، وممارسة التقاليد السعودية وليس الإسلاميّة فحسب.

وقارن الكاتب بين المرشد الأعلى علي خامنئي في إيران البالغ 78 عامًا من العمر، بحسب الكاتب، والسعودية بقيادة الأمير محمد بن سلمان البالغ 32 عامًا. وتحدث عمّا فعله بن سلمان من إجبار الرئيس سعد الحريري على تقديم استقالته، الى الدخول في حرب اليمن، لكنّ ما يفعله يعتبر إصلاحات برأي الشباب الذين أصبح بإمكانهم حضور المناسبات، والسماح للمرأة بالقيادة ودعوة فنانين عرب الى السعودية، ضمن رؤية 2030، وفقًا للكاتب.

وقال أحد رجال الأعمال الخليجيين للكاتب إنّ بن سلمان يحاول تشكيل النسخة الصينية في السعودية "بلد واحد ونظامان. فإذا كنت مؤمنًا يمكنك زيارة مكّة، وإن لم تكن كذلك فهناك مشاريع تحضّر لقضاء الوقت فيها. أمّا إيران، فعلى عكس السعودية، ليس لديها اهتمام ببلد واحد بنظامين، والرئيس الإيراني حسن روحاني معتدل".