بماذا تتميز هذه الحركة الإحتجاجية عن الثورة الخضراء في 2009 ؟
 

تتميز الاحتجاجات الايرانية الحالية عن تلك التي اطلق عليها الثورة الخضراء عام ٢٠٠٩، بعدة عوامل من حيث: ١ـ المكان، ٢- الأسباب، ٣- مساحة الاحتجاجات، ٤- الواقع الطبقي والتركيبة الاجتماعية للمتظاهرين، ٥- مطالب واهداف التظاهرات، ٦- قيادة التظاهرات، ٧- الموقف من المقدس، هذه العوامل وغيرها اوجزها لكم على هذا النحو:-

أولا: - من حيث مكان انطلاق التظاهرات
- انطلقت التظاهرات الحالية في مدنية مشهد، ثاني أكبر مدن إيران، بينما كانت طهران هي المدينة التي تركزت فيها تظاهرات عام ٢٠٠٩. 
- سبب أساسي كان وراء انطلاقة التظاهرات ٢٠٠٩ في طهران كونها العاصمة السياسية التي أعلن فيها فوز احمدي نجاد ضد منافسه الإصلاحي حسين موسوي، بينما كان انطلاقها في مشهد بسبب وضوح صورة الأزمة المعيشية في البلاد.

ثانيا: - أسباب التظاهرات
- انطلقت تظاهرات عام ٢٠٠٩ بسبب تزوير الانتخابات، بنما السبب المباشر للتظاهرات الحالية هو ارتفاع أسعار المحروقات وبعض السلع الغذائية وزيادة الضرائب، الى جانب البطالة وكبت الحريات. 
- كانت صورة الازمة الاقتصادية في مدينة مشهد اكثر وضوحا، وذلك لعدة أسباب من بينها، خسارة أكثر من ١٥٠ الف عائلة من المدينة اموالها دون الحصول على سكن في مشروع (شانديز السكني)، وهو أكبر عملية فساد، قام بها المسؤولون الإيرانيون، عبر النصب والاحتيال على المواطنين، كما فقد المواطنون المودعون أموالهم في بنوك مشهد وذلك بعد اعلان عدد من البنوك افلاسها، فيما كان موقف الحكومة اللامبالاة والتجاهل، كما أصبح الفقر والادمان والبطالة ينهش في جسد هذه المدينة.

ثالثا: - مساحة الاحتجاجات
- تركزت حركة الاحتجاج عام ٢٠٠٩، على طهران وشيراز بشكل أساسي. بينما انتشرت التظاهرات الحالية على نطاق أوسع بكثير من سابقاتها.
- امتدت الاحتجاجات الشعبية الحالية الى اكثر من ٧٠ مدينة، شملت اصفهان، كرمان شاه، شيراز ، رشت، يزد، ومدينة شاهرود في محافظة سمنان، وكاشمر بمحافظة خراسان رضاوي مشهد، ونيشابور، وكاشمر، وبيرجند، وشاهرود، قم، الأهواز، قوجان، ساري، قائمشهر، قزوين، زاهدان، همدان، خرم آباد، سبزوار، بجنورد.

رابعا: - الواقع الطبقي والتركيبة الاجتماعية للمتظاهرين
- تنتمي غالبية المشاركين في احتجاجات عام 2009 الى الطبقة الوسطى وطلبة جامعة طهران، فيما ينتمي اغلب المشاركين في الاحتجاجات الحالية، الى جميع طبقات وفئات المجتمع، وينشط فيها بشكل فعال العمال والشرائح محدودة الدخل والفقيرة والمهمشة، التي تعيش تحت خط الفقر.
- لا يختلف وضع المواطنين في المدن الايرانية الأخرى عن وضع اقرانهم في مشهد، التي مر آنفاً التطرّق الى سوء اوضاعهم الحياتية والمعيشية.
- يعد العامل الاقتصادي وسوء الأحوال المعيشية الدافع الأساسي للاحتجاجات، لكن سرعان ما برز العامل السياسي واحتل موقع مهم في صدارة الاهداف.
- مما تقدم يؤكد ان الاسباب الموضوعية والذاتية للاحتجاجات متوفرة لانطلاقة حركة شعبية ضد الفقر والبطالة والفاقة.

خامسا: - مطالب واهداف المتظاهرين
- الموقف من الغلاء وارتفاع الاسعار والفقر والبطالة، هي المطالب الأساسية.
- طالبت الاحتجاجات الحالية بتغيير النظام، وهتفت برحيل مرشد الثورة السيد خامنئي،. وهي بهذا تذهب الى تغيير النظام وليس الحكومة، وهكذا تجاوزت مطالب الإصلاحيين في تظاهراتهم عام ٢٠٠٩، بإصلاحات داخل النظام. 
- عبر الإصلاحيّون في تظاهراتهم عام 2009 عن الغضب من تيار المحافظين والسخط على تزوير الانتخابات. فيما عبر المتظاهرون الان على سياسة الحكومة الاقتصادية وعلى النظام السياسي الذي يقوده المرشد خامنئي لهذا كانت الشعارات توجه ضد روحاني والمرشد وتمزق صورهم.
- بمعنى اخر ركزت تظاهرات ٢٠٠٩، على اصلاح النظام، والعودة به الى عهد السيد الخميني، فيما ركزت التظاهرات الحالية على تغيير النظام برمته.
- استهدفت تظاهرات عام ٢٠٠٩ على الوضع الداخلي أساسا، بينما استهدفت التظاهرات الحالية تدخل إيران في الصراعات الإقليمية، حيث تعده هو أحد أهم أسباب تدهور الاوضاع الاقتصادية في ايران.

سادسا: - قيادة التظاهرات
- المعارضة الرسمية (الإصلاحيون) هم من قاد تظاهرات ٢٠٠٩ ممثلين بحسين موسوي ومهدي كروبي، فيما كانت القيادة الشعبية هي من يتولى قيادة التظاهرات الحالية والتي لم تتحدد بشخصيات محددة، انما هي قيادات افقية، وبهذا تقع ضمن الحركة الاحتجاجية الجديدة من حيث المفهوم.
- لم يطغَ تيار سياسي معين على الاحتجاجات الحالية، فالاحتجاجات غير متحزبة لأي تيار او حزب سياسي في إيران، كما كانت عليه تظاهرات عام ٢٠٠٩، لصالح الإصلاحيين. 
- الشرائح محدودة الدخل والفقيرة والمهمشة هي من تقود الاحتجاجات الحالية، ولذلك ليس لديها ما تخسره امام حاجتها للعيش الكريم.

سابعا: - الموقف من المقدس 
- لم تمس تظاهرات عام ٢٠٠٩، قدسية المرشد خامنئي، وعدت المرشد الراحل السيد الخميني هو المقدس الذي يجب الرجوع الى وجهته. فيما مست التظاهرات الحالي قدسية المرشد خامنئي وطالبت بإسقاطه ووصفته بالدكتاتور.