بدأ وزیر الخارجیة جبران باسیل جولة أوروبیة أمس سعیا من الدبلوماسیة اللبنانیة لتوضیح جوانب المشهد السیاسي اللبناني لعواصم القرار في العالم، والتأكید على موقفه بضرورة عودة رئیس الوزراء سعد الحریري، الذي أحدثت استقالته المفاجئة من الریاض تداعیات كبیرة داخل لبنان وخارجه، وكذلك التأكید على حرص لبنان ألا یكون ساحة لتصفیة الحسابات الإقلیمیة والدولیة.

وأكد باسيل في حديث لـ"الأهرام" أن لبنان سیقرر الخطوة التالیة إذا لم یعد الحريري وعائلته إلى بیروت.

ولفت الى أنّ الاستقالة جاءت ملتبسة وغامضة، إذ لأول مرة في تاریخ الجمهوریة یحدث أن یقدم مسؤول لبناني استقالته من الخارج، ولم یسجل العرف الدستوري أی سابقة مماثلة، خاصة أن استقالة رئیس الوزراء هي عمل سیادي بامتیاز والأصول والأعراف تقضي بتقدیم رئیس مجلس الوزراء استقالة خطیة إلى رئیس الجمهوریة خلال لقاء یجمعهما، لكن هذا لم یحدث في الواقع، لذلك شكلت الاستقالة الملتبسة صدمة للبنانیین الذین لم یتوقعوها.

وأوضح أنّ الأزمة دفعت الرئیس میشال عون إلى التعاطي بحكمة ومسئولیة وطنیة كبرى، عبر التریث، وقال إنّ لبنان ملتزم بالاتفاقیات والقرارات والمواثیق الدولیة والاعراف الدبلوماسیة، وعلى رأسها میثاق جامعة الدول العربیة الذي ینص على احترام سیادة الدول الأعضاء والذي لا یقبل من خلاله لبنان أن یتم التدخل بشأن

أي دولة عربیة، ومن باب أولى عدم الاعتداء علیها، تماما كما یطالب لبنان بعدم التدخل في شؤونه الداخلیة والاعتداء على حریته وسیادته واستقلاله وكرامته ووحدته.

وأشار الى أنّ الرئیس عون أبدى ترحیبه بتلمیح الحریري تراجعه عن الاستقالة، والحكومة قائمة ومستمرة في أعمالها، ذلك لأن الاستقالة من الخارج عمل غیر دستوري، لذلك لا تعتبر الحكومة "حكومة تصریف أعمال"، وننتظر عودة الرئیس الحریرى إلى بیروت، واذا أراد الاستقالة فلتحصل الاستقالة من بیروت إلى الداخل اللبناني، وهذا حقه لأننا بلد دیمقراطي.

وقال إنّ تحذیر دول الخلیج لرعاياها لیس الأول من نوعه، ونحن نشدد على أن لبنان بلد السلام والحوار والتلاقي ونأمل في عودة الأمور إلى مكانها الطبیعي، وسنعمل على دعم وزیادة الخطوات التي یسعى الیها لبنان لحمایة نفسه.

وعن زیارة البطریرك مار بشارة بطرس الراعي إلى الریاض ولقاء الملك سلمان وولي عهده، قال باسيل: "البطریرك یزور الریاض في إطار السیاسة اللبنانیة التي یعتمدها الرئیس میشال عون، والبطریرك ككل السیاسیین اللبنانیین یسعون إلى عودة رئیس الوزراء سعد الحریري إلى بیروت، والبطریرك یسعى في تحركاته إلى تحقیق الاستقرار في لبنان".

 

 

(الأهرام)