وصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ليل أمس، إلى الرياض قادماً من المدينة المنورة، بعد أن دشن عدداً من المشاريع التنموية في المنطقة.

وكان في استقباله عند سلم الطائرة بمطار قاعدة الملك سلمان الجوية، الأمير مقرن بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، نائب أمير منطقة الرياض الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز، وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، الأمير فيصل بن فهد بن مقرن بن عبدالعزيز، الأمير سعود بن سلمان بن عبدالعزيز، الأمير فيصل بن أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز، إضافة إلى عدد كبير من الأمراء والعلماء وعدد كبير من المسؤولين من مدنين وعسكريين ومواطنين. كما كان في استقبال الملك سلمان رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري.

ودخلت أزمة استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أسبوعها الثاني أمس من دون أن يظهر أي مخرج منها، فيما تكثفت الاتصالات الخارجية مع كبار المسؤولين اللبنانيين وأبرزها أمس اتصال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون برئيس الجمهورية ميشال عون. وشدد ماكرون على «التزام فرنسا دعم لبنان ووحدته وسيادته واستقلاله، والمساعدة في تثبيت الاستقرار السياسي والأمني فيه»، وفق المكتب الإعلامي للرئاسة اللبنانية.

ويصل إلى الرياض الأربعاء المقبل وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان في زيارة كانت مبرمجة مسبقاً يبحث خلالها التطورات الأخيرة في لبنان واستقالة الحريري وقضايا المنطقة الأخرى.

وفي واشنطن (أ ف ب)، حضت الولايات المتحدة السبت جميع الدول والأطراف على احترام سيادة لبنان عقب الفراغ في السلطة باستقالة الحريري. وأفاد بيان عن الناطقة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز بأن «الولايات المتحدة تدعو جميع الدول والأحزاب إلى احترام سيادة لبنان واستقلاله وآلياته الدستورية». وأعلنت أن واشنطن ترى في الحريري «شريكاً جديراً بالثقة»، و «تؤكد أن الجيش اللبناني وقوات الأمن اللبنانية هي السلطات الأمنية الشرعية الوحيدة في لبنان».

وتابعت: «في هذه المرحلة الدقيقة، ترفض الولايات المتحدة كذلك أي محاولات من قبل الميليشيات داخل لبنان أو أي قوات أجنبية لتهديد استقرار لبنان وتقويض المؤسسات الحكومية اللبنانية أو استخدام لبنان قاعدة لتهديد دول أخرى في المنطقة».

وبينما أجرى البطريرك الماروني بشارة الراعي اتصالات بقيادات لبنانية تمهيداً لزيارته المملكة العربية السعودية غداً حيث سيلتقي كبار المسؤولين في الرياض ثم يجتمع مع الحريري، دعا الرئيس عون المشاركين في ماراتون بيروت السنوي الذي يقام اليوم «إلى أن يكون الماراتون تظاهرة رياضية وطنية للتضامن مع الرئيس الحريري ومع عودته إلى وطنه». وأوضح المكتب الإعلامي الرئاسي أن عون «دعا المملكة العربية السعودية التي تربطنا بها علاقات أخوة وصداقة متجذرة، إلى توضيح الأسباب التي تحول حتى الآن دون عودة الرئيس الحريري إلى لبنان ليكون بين أهله وشعبه وأنصاره».

ومساء، غرّد وزير الدولة لشؤون الخليج العربي في وزارة الخارجية السعودية ثامر السبهان قائلاً: «المزايدات في موضوع الحريري مضحكة جداً، وكل هذا الحب والعشق. قتلتم أباه وقتلتم أمل اللبنانيين في حياة سلمية ومعتدلة وتحاولون قتله سياسياً وجسدياً. الغريب حقيقة هو من يغرّد معهم وسنكشف قريباً الشخص الذي باع اللبنانيين ويحرض علينا الآن».

كما قال القائم بالأعمال السعودي في بيروت الوزير المفوض وليد البخاري أثناء استقباله وفداً من العشائر العربية أمس، إن «وضع الحريري بإرادته في السعودية»، لافتاً إلى «أن عودته رهن به شخصياً». وإذ أكد ممثلو العشائر «الالتزام بتوجيهات المملكة والوفاء لها»، طالب بعضهم «بأن يتوجه الرئيس الحريري إلى لبنان لإعادة كرامتنا من طريق تقديم استقالته من القصر الجمهوري ونحن سنكمل مع السعودية إلى أبد الآبدين».

واعتبر رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل أن «عودة الحريري لا تحل المشكلة وإن كنا نتمنى عودته في أسرع وقت، والمنطق يقتضي وجوده في لبنان وأي مواطن يجب أن يعبر عن رأيه بكل حرية». وقال: «كتاب الاستقالة يتضمن نقاطاً جوهرية. ولنكن واقعيين، لبنان وإرادته وقراره مصادرة... والرئيس عون أعطى نوعاً من الغطاء لسلاح حزب الله، وهو ما يثير تساؤلات المجتمع العربي والدولي». ورأى أنه «لو كان الوضع طبيعياً، لما استقال الرئيس الحريري، ولما أخذت السعودية مواقف حادة بهذا الشكل».

اما رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع فتوجه إلى «الذين يذرفون الدموع على غياب الرئيس الحريري» قائلاً: «لو كنتم فعلاً تريدون عودته إلى لبنان لتطلّب الأمر قراراً واحداً هو الانسحاب من أزمات المنطقة».

وأوضح المكتب الإعلامي للرئاسة اللبنانية أن عون اجتمع مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم واطلع منه على نتائج لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان، ثم لقاءات أجراها في العاصمة الفرنسية. وذكرت مصادر رسمية أن جانباً من تحرك اللواء إبراهيم يتصل بمعلومات عن تحركات من أجل افتعال مشكلات أمنية من خلال بعض المخيمات الفلسطينية.