تحت مخاطر مداهمة الوقت، اجتمعت أمس لمدة ساعتين اللجنة الوزارية لتطبيق قانون الانتخاب من دون التوصّل إلى أية نتائج، وتحت هاجس السيول الجارفة في البقاع الشمالي وحبات البرد في عكار، يداهم الشتاء البلاد، من دون استعداد في المصافي والمجارير والبنى التحتية، سواء في العاصمة، أو المدن الكبرى، وتحت التوترات الإقليمية والدولية، لا سيما في جنوب سوريا، يحاول الاستقرار أن يثبت اقدامه، عبر التمسك بالتسوية في ظروف بالغة التعقيد تمر بها المنطقة.
وفي هذا الخضم، عاد الرئيس سعد الحريري إلى المملكة العربية السعودية في زيارة عمل في أقل من 48 ساعة، على ان ينتقل بعدها إلى مصر تلبية لدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لحضور منتدى الشباب العربي الأحد، ويلتقي الرئيس السيسي الذي يقيم عشاء للوفود المشاركة في شرم الشيخ، وفي جدول تحركات الرئيس الحريري التوجه إلى اليونان الأربعاء للمشاركة في مؤتمر اقتصادي.
ويتوجه الرئيس ميشال عون إلى الكويت في زيارة رسمية غداً على أن يعود الاثنين بعد عقد قمّة مع أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ولهذا السبب، ترددت معلومات ان الرئيس نبيه برّي، سيتوجه إلى شرم الشيخ لتمثيل الرئيس عون في مؤتمر الشباب العربي.
لجنة قانون الانتخاب
وكانت اللجنة الوزارية لتطبيق قانون الانتخابات فشلت مرّة جديدة بالخروج بحل يرضي جميع أعضاء اللجنة، فيما خص وسائل تطبيق القانون، وبقي النقاش يتمحور على نفس نقاط الخلاف، مع انها باتت محصورة بنقطتين وهما: التسجيل المسبق للناخبين والبطاقة البيومترية، الى جانب المهل و«الميغا سنتر» المرتبطة بهاتين النقطتين.
واللافت انه رغم ان المواعيد أصبحت ضاغطة، خصوصاً وأن القانون كان أنجز قبل خمسة أشهر، من دون اتفاق على وسائل تطبيقه منذ ذلك التاريخ، فإنه لم يتم تحديد موعد للاجتماع المقبل، بانتظار عودة الرئيس الحريري من الخارج.
ومع ذلك، فقد اجمع الوزراء اعضاء اللجنة على انه سجل تقدّم طفيف من دون ان يتم الإفصاح عن نقاطه، باستثناء ما أعلنه وزير الداخلية نهاد المشنوق، من ان هناك أسئلة طرحت تحتاج إلى أجوبة، مؤكداً ان الوقت بات داهماً، فيما ذهب وزير المهجرين طلال أرسلان إلى القول بأن العملية كانت «طبخة بحص» فتحولت إلى «طبخة دبش»، وننتظر أجوبة وزير الداخلية على مجموعة أسئلة طرحها أعضاء اللجنة.
وفي المعلومات، انه لم يحصل أي توافق لا على طبع البطاقة البيومترية للراغبين بالتصويت في مناطق سكنهم، ولا على التسجيل المسبق لهم ولم تحدد مراكز «الميغا سنتر». لكن جرى خلال الاجتماع طرح اقتراح بأن يتم التصويت بواسطة جوازالسفر البيومتري الجديد، الذي بدأ العمل به منذ الصيف الماضي واستحوذ عليه اللبنانيون بسهولة، لكن لم يتم اقرار هذا الاقتراح، كما تم طرح اجراء مناقصة لإصدار بطاقة الهوية البيومترية على ان يباشر المواطنون تقديم طلبات الحصول عليها منذ الان، ولم يتم اقراره ايضا، وسيتم استكمال البحث في هذين الاقتراحين بعد عودة الحريري من السفر، على حد تعبير الوزير يوسف فنيانوس.
اما وزير المال علي حسن خليل فقد أكّد لـ«اللواء» ان الأولوية هي للانتخابات ولعدم ربطها بالبطاقة، في حين رأى الوزير أرسلان انه لا يمكن ان يكون هناك اتفاق على البطاقة والتسجيل المسبق و«الميغا سنتر» دون ان نتفق على تفاصيل أخرى تتعلق بالعملية الانتخابية إذ يجب ان تكون هناك آلية موحدة لعملية الانتخاب فلا يجوز ان يصوت عدد من الناخبين بالبطاقة البيومترية وغيرهم باعتماد وسائل أخرى، لافتاً إلى انه رغم ضغط المهل فإنها لا تزال تسمح بالتوصل إلى اتفاق، املاً الانتهاء في الاجتماع المقبل من مسألة «الداتا» التي طلبتها اللجنة من وزير الداخلية.
ولوحظ ان الوزير باسيل، لم يدل بأي تصريح بعد اجتماع اللجنة، لكنه أعلن خلال عشاء «التيار الوطني الحر» فرع المنية والضنية، انهم (من دون ان يُحدّد من) يحاربوننا بقانون الانتخاب اليوم من خلال لجان وزارية وهدفهم استرداد ما ناله اللبنانيون من حرية انتخاب ومنع تزوير.
وكرر ما سبق ان أعلنه في أقليم الخروب وكان موضع انتقاد من ان «لا عقدة لديه في الدفاع عن المسلمين لأنهم ظلموا، وإذا شعر بعض المسلمين بالاحباط فالتيار سيتصدى له».
وقال انه «في عز الخلاف انشأنا محطة كهرباء في المنطقة ومشروع تخزين نفط وعملنا خطوط غاز، لكن أكثر من مليار دولار أوقفتها السياسة وعادت اليوم.
سياسياً، وفيما يرتقب ان يطل الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، في 11 أشهر الحالي لمناسبة «يوم الشهيد»، ويضمن خطابه مواقف سياسية مهمة في ضوء التطورات الإقليمية والداخلية، سجلت أمس، أوّل محاولة لرأب الصدع بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر»، خلال الزيارة التي قام بها أمين سر تكتل التغيير والإصلاح النائب إبراهيم كنعان إلى معراب، حيث التقى رئيس حزب «القوات» سمير جعجع في حضور وزير الإعلام ملحم رياشي، مشددا على ان العلاقة المشتركة يجب ان تبقى استراتيجية في سياق الحفاظ على الحضور والشراكة.
جولة ولايتي
وبالنسبة لجولة مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، على الرؤساء الثلاثة، بالإضافة إلى الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله ووزير الخارجية جبران باسيل، فقد نقلت وكالة الأنباء «المركزية» عن أوساط وصفتها بأنها واسعة الاطلاع، قولها ان زيارة ولايتي للبنان من دون إعلان مسبق عنها هدفت إلى نقل نتائج قمّة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني قبل يومين، حيث حضر لبنان في صلب محادثات الزعيمين.
وقالت هذه الأوساط، ان الرئيس بوتين شدّد خلال القمة على وجوب الحفاظ على استقرار لبنان وعدم استخدام ساحته صندوق بريد لتبادل الرسائل الساخنة، وأن بوتين الذي سيلتقي نظيره الأميركي دونالد ترامب على هامش قمّة «اسيان» الأسبوع المقبل، يرى ان لا مصلحة لطهران بالتصعيد من البوابة اللبنانية، وانه تبعا لذلك يتوجّب عليها اعتماد لغة التهدئة خشية من انفجار الوضع في المنطقة في ضوء رفع سقف المواقف العربية ولا سيما الخليجية، ومعها الولايات المتحدة تجاه إيران.
وفي تقدير هذه الأوساط ان زيارة ولايتي المفاجئة جاءت لتؤكد التجاوب الإيراني مع المسعى الروسي، وأن المواقف التي اعلنها سواء من السراي الحكومي أو من عين التينة ترجمت مقرارات القمة، حيث أكّد على استقلال لبنان وقوته وحكومته، معلناً تأييده للتحركات والإجراءات التي يقوم بها الرئيس الحريري على مستوى المنطقة، ومن أجل مصلحتها، وأن كان اعتبر ان الانتصار اللبناني على الإرهاب، وكذلك الانتصار السوري والعراقي يُشكّل انتصارا لمحور المقاومة على مستوى المنطقة.
ومثلما تمنى الرئيس الحريري على الرئيس بوتين عندما التقاه في مدينة «سوتشي» على البحر الأسود الشهر الماضي، بأن تسعى موسكو لمساعدة لبنان في عودة النازحين السوريين، كذلك فعل الرئيس ميشال عون، عندما التقى ولايتي، وربما لاحقا خلال زيارته لطهران، حيث أكّد انه في إمكان إيران ان تلعب دورا فاعلاً في الوصول إلى حل لمعاناة النازحين والمساعدة على اعادتهم إلى أرضهم، لا سيما في المناطق التي تنعم باستقرار أمني.
وأبلغ عون ولايتي، بعدما استبقاه في بعبدا لأكثر من ساعة، ان لبنان الذي يعيش على أرضه حالياً أكثر من مليون و600 ألف نازح سوري لم يعد قادراً على تحمل أعباء هذا النزوح، وأن التحرّك الإقليمي والدولي الذي يقوم به لبنان يهدف إلى الطلب من المجتمع الدولي والأمم المتحدة العمل على تسهيل عودة النازحين، علماً ان بعض المواقف الدولية حيال هذه المسألة لا تتناغم والرغبة اللبنانية، ما يطرح علامات استفهام كثيرة حول الغاية من تأخير هذه العودة.
وأعرب الرئيس عون للمسؤول الإيراني عن رغبة لبنان في تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها في المجالات كافة، واعداً بتلبية الدعوة التي وجهها إليه الرئيس الإيراني لزيارة طهران.
يذكر أن الزائر الإيراني كان يشارك في مؤتمر لدعم المقاومة عقد الأربعاء والخميس في بيروت.
الموازنة
إلى ذلك، أوضحت مصادر وزارية لـ«اللواء» أنه بعد توقيع الرئيس عون لقانون موازنة العام 2017 فإن الارجحية باتت كبيرة لبدء الحكومة بمناقشة موازنة العام 2018 في الأسبوع المقبل ،لكن المصادر أشارت إلى أن الوزراء لم يتسلموا شيئا بعد.
 وأشار وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني لـ«اللواء» إلى أن ما نقله الرئيس الحريري الى الوزراء في الجلسة الحكومية عن زيارته إلى المملكة العربية السعودية يؤشر إلى أن الأمور طبيعية والأجواء أكثر من جيدة. وإن التركيز بنصب على السلام.وأكد الوزير تويني أن أي موضوع يتصل بالقضاء يتابع من خلال القضاء حصرا.
وتوقفت مصادر وزارية عند شكل الوفد الوزاري الذي يرافق الرئيس عون إلى الكويت وتنوعه الأحد. وقالت إن الزيارة تنقسم في عناوينها إلى ثنائية وسياسية.
وأشارت إلى أن الملفات المطروحة على بساط البحث تهم لبنان والكويت معا واللذين تجمعهما علاقات تاريخية. ورأت أن النتائج المتوخاة منها قد تظهر سريعاً بما يعكس روابط هذه العلاقة .