ورد في صحيفة "المستقبل" أن والد الشاب مارسيلينو ظماطا يقف حائراً امام قوس محكمة الجنايات في بيروت، فالرجل أنهكه تعب الانتظار، انتظارٌ يقارب العامين على مقتل وحيده في شباط العام 2016 من دون أن ينال المتهمان عقابهما بعد.

شعر الوالد سهيل ظماطا أن ضربة السكين التي غرزها الجاني الفلسطيني أحمد سعد وبتدخل من رفيقه حسن فقيه في جسد وحيده، هي نفسها التي أصابته أمس، حين طلب وكيلا المتهمين إخلاء سبيلهما.

تجمّد الوالد لبرهة في مكانه إلى جانب وكيل العائلة المفجوعة المحامي ربيع معلولي، إلتفت يمنة ويسرة بعيون مليئة بالدموع، قبل أن يتوجه إلى رئيس المحكمة القاضي سامي صدقي قائلاً: "مش معقول".

ولا شعورياً ضرب بيده على الطاولة أمامه قائلاً: "أنا لا أسمح بأن يقدّما إخلاء سبيل".

لم يكن الوالد قد تنبّه إلى أن وكيله المحامي معلولي طلب الإبقاء على المتهمين موقوفين وردّ طلبي إخلاء سبيلهما، ليوضح له رئيس المحكمة ما طلبه وكيله بهذا الشأن، ليخرج من القاعة بعد رفع الجلسة إلى السابع من شهر شباط المقبل، وهو يجرّ وراءه ذيول الخيبة مما آلت إليه الجلسة التي كانت مخصصة لسماع عدد من الشهود، بعدما سبق للمحكمة في هيئتها السابقة أن استجوبت المتهمين، فأقرّ حينها سعد بطعن المغدور أربع طعنات بسكين كانت بحوزته، فيما نفى فقيه أن يكون قد عمد إلى شلّ حركة المغدور أثناء تلقيه تلك الطعنات القاتلة.

حالة من الترقب والانتظار عاشها المدعي سهيل ظماطا قبل أن ينادي رئيس المحكمة القاضي سامي صدقي محاطاً بمستشاريه القاضيين لمى أيوب وربيع معلوف، على المتهمين سعد وفقيه بعدما كان الأخير قد أُحضر من سجنه في عاليه، منتظراً قرابة الساعتين زميله سعد لينضمّ إليه في قفص الإتهام حيث راحا يتحادثان تحت أعين الوالد الذي كان قد اتخذ من المقعد الأخير في القاعة مكاناً له.

بقي المتهمان كما الوالد على هذه الحال، إلى أن حان بدء الجلسة، التي أبرز في مستهلها المحامي سمير سليم وكالته عن سعد بعد اعتزال محامي الأخير، وأرفقها بطلب لتخلية سبيله، وبلائحة تتضمن سماع شهود، أُبلغت نسخة عنها إلى الجهة المدعية واطلع عليها ممثل النيابة العامة القاضي يحيى غبورة الذي ترك أمر استدعاء الشهود إلى المحكمة فيما تريث بإبداء رأيه بطلب إخلاء السبيل إلى حين الاطلاع على الملف. كما تقدمت وكيلة فقيه بطلب إخلاء سبيل لموكلها طالبة الأخذ بعين الاعتبار وضعه الصحي كونه يعاني من "كهرباء في الرأس"، وقاطع فقيه موكلته قائلاً من قفص الإتهام: "أنا ما دخّلني هوّي معترف إنّو قتلو" قاصداً بذلك سعد الذي كان ماثلاً إلى جانبه. كما طلبت وكيلته عرضه على طبيب السجن.

سارع وكيل الجهة المدعية المحامي معلولي إلى طلب ردّ طلبي إخلاء سبيل المتهمين "فنحن أمام جريمة قتل"، معتبراً أن هناك مماطلة من جهة الدفاع، بعد تعيين المتهم سعد محامياً جديداً للدفاع عنه.

وقبل رفع الجلسة إلى السابع من شهر شباط المقبل، قرر رئيس المحكمة تكرار دعوة الشاهدين اللذين حضرا وكذلك دعوة شهود آخرين.