لم يأتِ لقب "لصّ المساجد" الذي أُلصِق بالفتى "ب.ق" من لا شيء ، فاحتراف الأخير للسرقة من داخل جوامع بيروت وتواريه بعد كلّ عمليّة جعله يستحق هذا اللقب عن"جدارة" . فالشاب الذي لم يتخطّ أعوامه الخمسة عشرة بات اليوم في قبضة الأجهزة الأمنيّة بعد كشف مخطّطه ومطابقة بصماته.

خطّة "اللّص الصغير" كانت تقتضي بأن يدخل للصلاة في أوقات الفجر أو العشاء إلى الجامع الذي يقع اختياره عليه، ينتظر كي يخلو المُصلّى من روّاده ليختبىء في الحمّام، وبعد إقفال الباب الرئيسي للمسجد يصول ويجول في أرجائه وينظّف صناديق التبرعات من أموالها مستخدماً أسلوب الكسر والخلع.

عشرات الدعاوى انهالت على النيابة العامة في بيروت بحق مجهول، وبعد مسح آثار البصمات المرفوعة من المساجد المسروقة، تبيّن تطابقها مع انطباعات بصمات أصابع المدعى عليه "ب.ق" (مواليد العام 2002، مكتوم القيد) الذي كان أُدخل سابقا سجن رومية بجرائم سرقة مساجد أيضاً ليخرج منه بعد شهرين ويعود إلى مزاولة "مهنته" المعتادة.

تمّت مواجهة السارق بما نُسب إليه وبشرائط الفيديو المسحوبة من كاميرات المراقبة وببصماته، فاعترف بقيامه بالسرقة من داخل صندوق تبرّعات مسجديّ حمد في محلّ الطريق الجديدة والخاشقجي في قصقص، مسجد ذي النورين في محلّة بشارة الخوري، جامع العرب في برج البراجنة ومسجد الرحمن في الحمرا، مضيفاً أنّه صرف المبالغ الماليّة لأغراضه الخاصّة.

وقد احيل المدعى عليه أمام محكمة الدرجة الأولى في بيروت الناظرة في قضايا جنايات الأحداث، بعدما اعتبر قاضي التحقيق فعله منطبقاً على جناية المادة 639 |200 من قانون العقوبات معطوفة على المادة 422|2002 لعلّة القصر.