ما إن علم "م. س" بخضوع شقيقته التي وصلت الى شفير الموت، لعملية صعبة في احدى المستشفيات بعدما نخر المرض عظامها، حتى حزم حقيبته وعاد الى لبنان للإطمئنان عليها. وقد شاءت العناية الإلهية أن تُشفى الأخت من مرضها إثر تلك العملية الجراحيّة التي تكلّلت بالنجاح بعد أن كان "السرطان" قد سيطر على عامودها الفقري، فكانت فرحة الشقيق لا توصف، إلا انّها لم تكتمل بسبب ما أقدم عليه للتعبير عن فرحه فتم توقيفه من قبل رجال الأمن.

"أسند اليك بأنه وبتاريخ لم يمر عليه الزمن أقدمت على إطلاق النار في الهواء في مكان مأهول بمحلة الدورة، هل لك إن تُخبرنا عن السبب الذي دفعك للقيام بهذا الفعل؟" سأل رئيس المحكمة العسكرية العميد حسين عبدالله المتهم "م.س" الذي يحاكم بهذه التهمة الى جانب 4 آخرين. فردّ المستجوب: "أنا أعيش خارج لبنان وقد حضرت اليه في الثاني عشر من شهر آب الماضي للإطمئنان على شقيقتي "د" التي كانت تعاني من مرض السرطان الذي ضرب عامودها الفقري منذ أكثر من سنة ونصف السنة. كانت أختي تعيش بين الحياة والموت وكان الأمل منصبّا على عملية جراحية يمكن ان تشفيها من ذاك الداء الخبيث. واكبت أختي والأطباء بأدق تفاصيل العملية وكانت فرحتي بنجاحها لا توصف. اشتريت المفرقعات ورحت اطلقها في محلة الدورة احتفاءً بذلك لكني لم أطلق النار".

سُئل باقي المدعى عليهم في الملف عمن أطلق النار منهم فنفوا جميعاً، ولدى مواجهتهم من قبل رئيس المحكمة بشريط ڤيديو يُسمع فيه بوضوح صوت إطلاق الرصاص كان نشره الشقيق على الفايسبوك اثر نجاح العملية، تنصّل الجميع من التهمة وأكد "م.س" أنه خلال التصوير كان يبكي من الفرح ولم يُميّز بين صوت الرصاص والمفرقعات الناريّة.

ويصدر الحكم بحق هؤلاء الليلة.