تعتبر الحوادث الغامضة في لبنان قليلةً نوعاً ما.. فمعظم الأحداث من جرائم قتل أو سرقة وحتى خطف، كانت مصادرها معروفة، لكنّه تمّ التعتيم عليها، وذلك مقابل أحداث لم يتوصّل أحد إلى معرفة نهايتها.

لغز "طائرة الموت" فوق بحر بيروت

تبرز في هذا السياق أغرب حادثة طيران حصلت في العالم وليس لبنان فحسب، في شهر تشرين الأوّل 1957 حين اختفت طائرة تابعة لشركة "طيران الشرق الأوسط" اللبنانيّة بعد 13 دقيقة فقط من إقلاعها من مطار بيروت متوجّهةً إلى الكويت.

ووصلت نداءات إستغاثة من القبطان شكرالله أبي سمرا إلى برج المراقبة في مطار بيروت الدولي، تفيد عن إشتعال جزء من الطائرة فوق مدينة صيدا.

النداء الثاني أفاد به أبي سمرا أنّه أصبح قريباً من مطار بيروت، والثالث والأخير كان "فقدت السيطرة عليها.. سامحوني"، لتضجّ الصحف المحليّة والعالميّة بالخبر المؤسف الذي ذهب ضحيّته 27 راكباً إلى جانب 5 من أفراد الطاقم.

الطائرة المنكوبة كان على متنها إلى جانب ضحاياها، سبائك من الذهب وزنها 450 كيلوغراماً، كانت معدّة للنقل من الكويت إلى البحرين.

لم يُعثر على أي جثة أو حطام ولا حتى قطعة من الطائرة ولا دليل حسي عن مكان سقوط الطائرة، على الرغم من أنّها كانت قريبة جدّاً من بيروت ولا تبعد أكثر من 13 كيلومتراً عن الشاطئ، ليبقى لغز الطائرة مبهماً حتى تاريخه مع العلم أنّ أحد الغوّاصين البريطانيّين أتى إلى لبنان في العام 2000 للبحث عن الذهب وحطام الطائرة لكنّه لم يفلح.

أكبر عملية سرقة مصرف في التاريخ.. في لبنان!

لا تزال عمليّة سرقة "البنك البريطاني" في لبنان العام 1976 (في خضمّ الحرب الأهليّة) التي تُصنّف اليوم من أكبر عمليّات سرقة مصارف في التاريخ، من العمليّات المبهمة ولغزها غامض.

في وسط بيروت التجاري اليوم، (باب إدريس سابقاً) دخل مسلّحون مجهولون المصرف قبل قصف محيطه بوابلٍ من القذائف أخلى المكان ودخل هؤلاء وسلبوا ما قيمته 31 مليون جنيه إسترليني، أي ما يعادل 600 مليون دولار أميركي وقتها.

هذه الحادثة دوّنها كتاب "غينيس" العالمي كأكبر عمليّة سرقة مصارف في التاريخ، والصحف العالميّة منها "التايم" و"نيوزويك" و"ديلي تلغراف" وجّهت أصابع الإتهام إلى منظّمة التحرير الفلسطينيّة التي كانت فاعلةً خلال الحرب الأهليّة، معتبرةً أنّهم سرقوا أموال بريطانيا، البلد الذي إعترف بدولة إسرائيل (وعد جيمس بلفور).

هذا مع العلم أنّ هنالك فصائل فلسطينيّة أخرى وميليشيات لبنانيّة يمينيّة كانت فاعلة في تلك المنطقة، لكنّ بريطانيا إتّهمت جماعة ياسر عرفات مباشرة.

بعد 40 سنة، ظهرت أدلّة جديدة لدى القضاء اللبناني تفيد بأنّ عمليّة السرقة إشتركت فيها مجموعات مسلّحة لبنانيّة مختلفة وتقاسمت أرباح سرقة البنك فيما بينها.

فيما أحد الصحافيّين البريطانيّين، كتب تقريراً أشار من خلاله إلى أنّ هناك يداً بريطانية خفيّة تقف وراء الموضوع وعمليّة السرقة كانت مجرّد قصة للإعلام، فيما الواقع هو أنّ المخابرات البريطانيّة قامت بسحب الأموال وإعادتها إلى بريطانيا ضمن عملية "كومندوس" بالتعاون مع سفارة البلد في بيروت.

إغتيال 4 قضاة على قوس العدل.. والقتلة مجهولون

فيما كان 4 قضاة لبنانيّين داخل محكمة الجنايات في مدينة صيدا في العام 1999 يتابعون جلساتهم بحضور المحامين وعدد من الناس، سُمع إطلاق نار كثيف عمّ أرجاء المحكمة وترافق مع صيحات الموجودين وتدافعهم للهرب من القاعة.

ما هي إلا دقائق ودخلت الشرطة لتجد القضاة الأربعة (القاضي الرئيسي وأعضاء هيئته الإستشاريّة) غارقين بدمائهم. بحسب التحقيقات، فإنّ القاعة كانت ملاصقة تماماً لموقف السيارات أي هنالك ثغرة أمنيّة درسها الجناة قبل تنفيذ عمليّتهم إذ دخلوا من الموقف وأطلقوا الرصاص ثمّ فرّوا إلى جهةٍ لا تزال مجهولة ولا يزال أصلاً أعضاء العصابة مجهولون.

فلم تتبنَّ أيّ جهة العمليّة التي تُعتبر الأولى من نوعها في لبنان من حيث إغتيال قضاة على منصة العدالة.

(yallafeed)