فتح مقر السفير الفرنسي لدى لبنان والمعروف بـ «قصر الصنوبر» أبوابه للجمهور للسنة الثانية على التوالي وليوم واحد أمام الزوار في إطار الأيام الأوروبية للتراث. ويأتي هذا الإجراء على رغم التنبيه الذي كانت القنصلية الفرنسية وجهته عبر رسائل نصية الى رعاياها في لبنان بتجنب الأماكن العامة خلال 48 ساعة وكان الأحد من ضمن هذه الساعات التحذيرية.

وتحت شعار «مئة سنة من العلاقات اللبنانية- الفرنسية»، جال الزائرون في قاعة الطعام الكبيرة والصالون الكبير والردهة وصالون الموسيقى ومكتب السفير والصالون العثماني ونصب الموتى ومعرض الصور عن تاريخ القصر منذ نشأته حتى العام 1975 وخلال فترة الحرب وفترة إعادة بنائه ونهوضه.

وخصصت جولة للإعلاميين انتهت بلقاء مع السفير برونو فوشيه الذي وصف القصر بـ «المنزل الجميل جداً في بيروت، المكان التاريخي الذي أعلنت فيه عام 1920 رسمياً دولة لبنان الكبير». وقال: «هذا المقر يشكل إرثاً للبنانيين لأنه يختزن تاريخهم وذاكرتهم ويجب أن يزوروه. هذا المنزل صحيح انه للسفارة الفرنسية ولكنه منزل اللبنانيين في شكل كامل، فاللبنانيون مرحب بهم هنا، وهذا القصر لا يفتح أبوابه فقط في أيام التراث اليوم إنما في مناسبات عدة، ففي 14 تموز (يوليو) استقبل حوالى 4600 لبناني وفرنسي لبناني، وأهلاً وسهلاً بالجميع هنا».

وحين سئل السفير الفرنسي عن فتح قصر الصنوبر على رغم «الظروف الأمنية الحالية»، قال: «الظروف الأمنية دائمة ومستمرة، ويجب الحفاظ على اليقظة والانتباه ولكنها يجب ألا تمنعنا من أن نعيش حياتنا. حالياً يتم تدارك الخطر، والقوى الأمنية في لبنان تقوم بعملها في شكل جيد جداً ونحن نتعاون معها عندما تكون هناك أحداث وتطورات ومستجدات».

وعن تحذيرات القنصلية للرعايا الفرنسيين في لبنان قال: «أمن الجالية الفرنسية مسؤوليتنا ونحن ندير هذا الأمر مع باريس، وعندما تطلق سفارات أخرى تحذيرات لمواطنيها بهذا الوضوح لدينا الخيار إما بعدم قول شيء أو بإعلان شيء متناسب معها. نحن قاطعنا هذه المعلومات مع السلطات اللبنانية وكانت موثوقة ورأيتم انه تمت توقيفات وأن هناك شيئاً ما. نحن نثق بقدرات القوى الأمنية اللبنانية ويقظتها وقدرتها على إحباط كل ما يمكن ان يحاك لهذا البلد، ولكن من الطبيعي أن نأخذ في الاعتبار ما يحصل».

ومضى قائلاً: «الخطر دائم نظراً إلى الظروف المحيطة بلبنان ويجب علينا جميعاً أن نكون يقظين. من يريد أن يسيء الى البلد يستهدف اللبنانيين بقدر ما يستهدفنا نحن».