يبشر عقار جديد ينتظر أن تجيزه ألمانيا يبشر مرضى الروماتيزم بتحسن كبير يخفض أوجاع المرض إلى النصف كما أثبتت التجارب، وسوف يكون في حال ثبتت فاعليته حجر الأساس للقضاء على المرض كليًا مستقبلًا.

إيلاف من برلين: تحدث البروفيسور بيرنهار هالمش، المتخصص في علاج الروماتيزم، من عيادة كيرشهايم الألمانية، عن عقار جديد واعد ضد مرض التهاب المفاصل (الرومايزم).

وقال هالمش في مؤتمر صحافي لنقابة أطباء الروماتيوم الألمان، سبق مؤتمر النقابة السنوي، إن المؤتمر يحمل العديد من الأخبار السارة لمرضى الروماتيزم على صعيد العلاج والتشخيص المبكر.

تحسن ملحوظ

أشار الباحث إلى عقار جديد يحل اسم "توسيلزوماب" تنتظر إجازته من السلطات الصحية الألمانية، ويعد بنجاح كبير في معالجة الروماتيزم. وهو عقار يلتحم بمستقبل أنترلويكن-6، ويحيده، في المرضى المعانين من التهاب المفاصل. ويعتبر بروتين لويكين-6 أهم مسببات حالة المناعة الذاتية التي تؤدي إلى التهاب المفاصل ونشوء الروماتيزم عند الإنسان.

في التجارب السريرية، منح الأطباء عقار توسيلزوماب إلى 251 مريضًا، قُسموا إلى مجموعتين، نالت المجموعة الأولى العقار أسبوعيًا، ونال أفراد المجموعة لثانية العقار بشكل يومي لمدة أسبوعين. وشهد أفراد المجموعتين تحسنًا في المرض بنسبة 50% بعد سنة من العلاج، رغم أن علاجهم التقليدي بالكورتيزون قد أوقف في منتصف السنة.

عند مقارنة هذه النتائج بمجموعتين أخريين، نال فيها الأفراد علاجًا بالكورتيزون لمدة سنة، أو نالوا علاجًا كاذبًا (بلاسيبو)، اتضح أن نسبة التحسن لم ترتفع عن 18% في المجموعتين.

وعبّر البروفيسور هالمش عن قناعته بأن العلاج بعقار توسيلزوماب سيصبح حجر الأساس في علاج الروماتيزم مستقبلًا، رغم الحاجة إلى أبحاث جديدة حول طول فترة العلاج وحجم جرعات الدواء.

طريقة تشخيص لا جراحية

تحدث هالمش عن تطور جديد في طرق التشخيص المبكر لمرض التهاب المفاصل. أضاف البروفيسور في المؤتمر الصحافي إنه تم التوصل أيضًا إلى طريقة للكشف عن المرض من دون الحاجة إلى أخذ عيّنة عبر عمليات وخز الأبر. وعادة تؤخذ عينة من أنسجة العين، وتفحص بالأجهزة الصوتية الملونة، لتشخيص التغيرات التي تطرأ على الأوعية الدموية بسبب التهاب المفاصل.

وأكد هالمش أن الطريقة الجديدة سريعة ومضمونة وغير مؤلمة، ولا تترك أثرًا يهدد بالتحول إلى ندبة في العين.

عقاران لعلاج التهاب المفاصل الرثياني

من ناحيته، تحدث البروفيسور هانز- مارتن لورنتز، رئيس قسم الروماتيزم في جامعة هايدلبيرغ، عن إجازة عقارين جديدين لمعالجة التهاب المفاصل الرثياني. وعبّر لورنتز عن تفاؤله بالعقارين، لأن ضررهما على جسم الإنسان قليل، ولأن معظم المرضى لا تتحمل أجسادها الأدوية السائدة في علاج التهاب المفاصل الرثياني في السوق.

العقاران هما "توفاسيتينيب" و"باريسيتينيب"، نالا إجازة الاستخدام من قبل السلطات الصحية الألمانية، وأثبتا أنهما أفضل بكثير في معالجة المرض من بقية الأدوية السائدة. وقال لورينتز، وهو رئيس نقابة أطباء الروماتيزم الألمانية، إن العقارين يحبطان عمل كينيز- يانوس 1و3، وهذا يعني أنهما يعملان على الخلايا مباشرة قبل نشوء المرض ويمنعانه.

وأشار لورينتز إلى أن التجارب السريرية أثبتت أيضًا قدرة المرضى، بغضّ النظر عن أعمارهم، على تحمل قوة العقارين. واعتبر العلاج بوساطة محبطات عمل كينيز- يانوس مستقبل أساليب علاج التهاب المفاصل الرثياني.

بالنسبة إلى عقار توفاسيتينيب يعرف الطب أنه مجاز في الولايات المتحدة وسويسرا أيضًا، لكن العقار الذي طوّره يتمتع بميزتين أساسيتيين. أول ميزة أنه تم إنتاجه كأقراص، ولا ضرورة لأخذه بالحقن الموجعة، ثم إنه ثبت في الميزة الثانية أن أعراضه الجانبية أقل بكثير.

نجاح كبير في علاج روماتيزم الأطفال

تحققت نجاحات كبيرة أيضًا في علاج التهاب المفاصل الطفولي في السنوات الأخيرة، بحسب تصريح البروفيسورة كيرستن مندن رئيس قسم روماتيزم الأطفال في شاريتته برلين. وقالت الباحثة في المؤتمر إن النجاح لم يقتصر على معالجة أعراض المرض، وإنما على صعيد تأهيل الأطفال للمستقبل.

قبل عشر سنوات من الآن، كان نصف أطفال الروماتيزم يتعرّضون إلى صعوبات في المشي والحركة عندما يبلغون، لكن 66% منهم اليوم يبلغون الشباب من دون أية مشكلة. وعبّرت مندن عن سرورها لأن حياة هؤلاء الأطفال الشخصية والعملية تحسنت تمامًا وهم يبلغون العشرين.

تأهيل المصابين للعمل

أدى تحسن الطرق العلاجية، وتوافر الأدوية الجديدة، إلى دمج المعانين من الروماتيزم، بمختلف أنواعه، في الحياة الاجتماعية وسوق العمل.

وذكرت البروفيسورة روترود شماله-غريده، رئيس جمعية الروماتيزم الألمانية، في المؤتمر الصحافي أن 52% من النساء المعانيات من الرماتيزم يواصلن أعمالهن بنجاح اليوم مقارنة بنسبة 37% قبل سنوات قليلة. وارتفعت هذه النسبة بين الرجال من47% إلى60 % في الفترة الزمنية نفسها.

ساهمت عوامل عدة في تحسن دمج المرضى بالعمل، ومنها العون التقني الخارجي وتحسن العقاقير وأشكال العمل المرنة التي تخصصها الدولة لذوي الحاجات الخاصة والدعم المادي من وزارات الصحة.

وتقدر منظمة الصحة العالمية إصابة من 0.5-1% من البشر بالروماتيزم على المستوى العالمي. وتسجل 34-83 حالة جديدة كل سنة لدى كل 100 ألف إنسان. وهو مرض يصيب النساء أكثر من الرجال بنسبة الضعف، وإذ يظهر عند النساء في سن تتراوح بين 55-64 سنة، يظهر لدى الرجال في سن تتراوح بين 65-75 سنة.

 

 

(ايلاف)