في 11 حزيران الماضي وتحديداً الساعة الثانية من بعد الظهر، نُقل "م.ص" إلى مستشفى كمال جنبلاط مصاباً بعدّة طعنات من سكين حاد. على الفور اتّصلت إدارة المستشفى بفصيلة الشويفات، فانتقلت دورية منها إلى المستشفى، حيث كانت توجد كلّ من "زينب.ش" وابنتها "نيروز.ش" وبحوزتهما كيس بداخله السكين المستعمل في طعن الجريح الذي لقي حتفه نتيجة إصابته بطعنتين في صدره إخترقت إحداها أعلى القلب.

لم تكن أداة الجريمة وحدها المضبوطة في الكيس الأسود، فإلى جانبها كان يوجد بيان قيد المجني عليه ومفتاح منزله.

وبنتيجة التحقيقات تبيّن أنّ السيّدتين المذكورتين (تمّ توقيفهما) تعرّفتا على الضحيّة في اليوم نفسه على أساس أنّه راغب في الزواج، إذ كانت "زينب" (مواليد 1964) ترغب بتزويج ابنتها "نيروز" (مواليد 1988) المطلّقة . يوم الحادث، توجّهت الأم وابنتها مع المغدور إلى منزل الأخير الواقع في محلّة التيرو (الشويفات) بحجّة الإطلاع عليه، فوقعت الجريمة.

كانت إفادة الأم كافية لإدانة ابنتها بعدما قالت أنّ فتاتها هي التي أقدمت على طعن المجني عليه في صدره بواسطة سكين كان يلهو به طفلها، بعدما أخبرها "العريس" نيته أن يُنجب منها طفلاً واحداً فقط. إفادة الوالدة عزّزها اعتراف الإبنة لدى فصيلة الشويفات بارتكاب جريمتها طعناً بالسكين، لتعود وتنفيها أمام مفرزة بعبدا القضائيّة وأمام قاضي التحقيق في جبل لبنان زياد مكنّا قائلة:" أنا لم ارتكب الجريمة ولا أعرف كيف حصلت؟".

لكن وبمراجعة آلات التسجيل والكاميرات المثبّتة في المحلّة، تبيّن أنّ المدعى عليهما حاولتا الفرار من المكان بعد حصول الجريمة، وأنّ زينب كانت تحمال كيساً أسود (نفس الكيس الذي عثر بداخله على السكين المستعمل في الجريمة)، قبل أن يلحق بهما المدعو "ع.ر" ويُرغمهما على العودة.

ابنة الضحيّة التي تلقّت إتّصالاً من أحد الجيران ، أفادت أنّها حضرت فوراً إلى منزل والدها (79 عاماً) ، فشاهدت عنده "زينب" التي طلبت منها عدم إبلاغ القوى الأمنيّة كون جرح والدها سطحيّاً وأنّه سيتعافى، وأضافت أنّ والدها قال لها حرفيّاً : "ضربوني بالسكين"، في حين ردت عليه "زينب": "قلها لبنتك ما عملنالك شي!". وأوضحت أنّ أباها لما شاهد المدعى عليها أمامه أصيب بتوتر ثمّ بدأ يتنفس بسرعة وبدا عليه الخوف الشديد منها، مشيرة إلى أنّ والدها ميسور الحال وهو كان أخبرها أنّه يوجد في منزله مبلغ 5 ملايين ليرة سحبه من المصرف بهدف بناء خيمة على السطح، وأنّ هذا المبلغ لم يُعثر عليه بعيد حصول الجريمة.

وقد بيّنت كاميرات المراقبة الموضوعة أمام مدخل المستشفى أنّ "زينب" كان بحوزتها حقيبة وكيس، وعند توقيفها لم تكن الحقيبة معها. ولدى مواجهتها بالصور الملتقطة لها أصرّت على نفيها لجهة عدم حوزتها أيّ حقيبة من الأساس.

وفي خلاصة القرار الظني، طلب القاضي مكنّا عقوبة الإعدام للمدعى عليهما "زينب.ش" و"نيروز.ش" ، طالباً إحالتهما للمحاكمة أمام محكمة الجنايات.