إلى جانب عمله بصفة "حمّال" في مطار بيروت الدولي، إنتمى ابن عرسال المدعو "أ.ف" إلى مجموعة متطرّفة، قام بتنفيذ أوامرها بتهريب أشخاص وسيّارات إلى الجرود. كانت معرفة ابن المنطقة بالطرقات جيّدة، تماماً كمعرفته بأبنائها.

خلال فترة عشرة أيّام، وفق إفادته، تمكّن العرسالي العشريني من تهريب 4 سيّارات من أنواع مختلفة، إضافة إلى عدد من الشبّان أوصلهم إلى "جبهة النصرة" حيث كان عناصرها متواجدين في الجرود. كانت المكافأة على النقلة الواحدة 50 ألف ليرة فقط (مقابل تهريب ثلاثة "رؤوس").

لكن سرعان ما اكتشف أمر "الحمّال"، فجرى توقيفه من قبل رجال مخابرات الجيش اللبناني، بعدما اتصلوا به وأخبروه أنّه سيتم استيضاحه عن بضعة أمور. منذ ذاك اليوم والموقوف يمكث في زنزانة "رومية"، الى أن تمّ إخراجه منها بالأمس ليتم سوقه للمحاكمة أمام المحكمة العسكريّة.

لم يُنكر ابن بلدة عرسال ما أسند إليه، بل اعترف صراحةً بنقل عدد من الأشخاص والسيّارات إلى الجرد في غضون فترة وجيزة، بسبب حاجته الماديّة. وردّاً على سؤال عن قيامه بمراقبة تحرّكات الجيش وإبلاغ "النصرة" بها قال: "أنا أبلغت ابن خالي فقط عن الدوريات المتواجدة في المنطقة لأنّه لا يملك "بطاقة أمن عام".

ينفى المستجوب إنتماءه إلى أي تنظيم إرهابي، مستشهداً بواقعة تعرّضه للخطف و"القتل" (الضرب) على أيدي عناصر "النصرة". ويضيف بصوت متقطّع: "كيف أكون مع "النصرة" وهم خطفوني من ضيعتي وقتلوني (أشبعوني ضرباً)!". وباستيضاحه من قبل رئيس المحكمة العميد حسين عبدالله عن سبب تعرّضه للخطف قال: "مشاكل نسوان.. لقد أرسلت رسالة إلى فتاة هي في الحقيقة شقيقة أحد عناصر "النصرة"، ولمّا علم شقيقها بفحواها اختطفوني ليلاً وعذّبوني ثمّ تركوني بعد ساعات، ما اضطرني الى ترك الضيعة مع أهلي هرباً منهم.

وفي نهاية المحاكمة ترافع وكيل الدفاع عن المتهم طالباً منح موكّله أوسع الأسباب التخفيفيّة.