رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أنّ "لو أنّ كلّ المسؤولين عن الشؤون الزمنية العامة في أوطاننا يمارسون سلطتهم وواجباتهم بنور الحقيقة، لنعم الشعب كلّه بالخير العام والعدالة والسلام واحترام كرامة الإنسان وحقوقه"، مشيراً إلى أنّ "لو أن جميع المسؤولين عن الشأن العام اختبروا جمال الحقيقة الّتي تحرّر، لتحرّروا هم من مصالحهم الماديّة غير المشروعة وحساباتهم الآنيّة ومن تجارة المحاصصة، وحرّروا غيرهم، ولقدّروا قيمة الأحرار الّذين يستمدّون قوّتهم من كفاءاتهم وأخلاقيّتهم واستقامتهم واحترامهم للقانون، لا من الإستزلام والإستقواء والولاء للأشخاص، ولبحثوا عنهم وعهدوا إليهم بالمسؤوليّة الّتي هم جديرون بها".
ودعا الراعي، خلال ترؤسه قداساً إحتفاليّاً في باحة الصرح البطريركي في الديمان، الشبيبة المارونية في لبنان وبلاد الإنتشار إلى "عدم الخوف لأنّهم في قلب الله". كما دعاهم إلى "التشدّد والتحلّي بالشجاعة والشهادة للحقّ، لبناء مجتمع أفضل حيث ما وجدوا والإنطلاق كالنسور إلى أوطانهم، متجدّدين بالقيم الإنجيليّة والأخلاقيّة".
ونتوّه إلى أنّ "الموارنة قد كتبوا تاريخهم على أرض لبنان، حيث الكرسي البطريركي والقديسون والتقاليد والروحانيّة والثقافة والحضارة المارونية. وحيث تجربتهم السياسية في بناء دولة لبنان المميّزة عن سواها من البلدان المحيطة. فهي دولة تفصل بين الدِين والسياسة، وتتبنّى قاعدة العيش معا مسيحيِين ومسلمين بالمساواة في الحقوق والواجبات، وبالمشاركة المتوازية والمتوازنة في الحكم والإدارة؛ كما تعتمد النظام الديمقراطي وكلذ الحريات المدنية العامة، ومبدأ التعددية الثقافيّة والدينيّة في الوحدة".