أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية"سمير جعجع أن الوقت حان لعودة النازحين السوريين الى بلادهم لأن لبنان تعب من الأعباء الناتجة عنهم خصوصاً وان التوترات تزداد حدّة بين النازحين السوريين واللبنانيين لأسباب اقتصادية، لافتاً الى أن موازنة الدولة عاجزة عن تلبية حاجات اللبنانيين، فكيف بالتالي نستطيع القيام بواجباتنا تجاه السوريين.
وفي لقاء إعلامي، لفت جعجع الى أن حدّة الأعمال العسكرية بدأت تنخفض في سوريا وربما شارفت على الإنتهاء، ما يسمح بعودتهم، محذّراً من وجود بعض المنظمات الإرهابية التي "تتغلغل" في صفوف النازحين، معتبراً أنه بعد سبع سنوات على وجودهم في لبنان باتوا معرّضين للإختراق، الأمر الذي قد لا تُحمد عقباه نظراً الى الأعداد الكبيرة.
واعتبر جعجع أن اي عملية عسكرية للجيش ليست عملية جراحية وأحياناً قد يحصل بعض "الترطش" أو أذيّة، وإذ لفت الى وجود منطقتين آمنتين في سوريا قد تفوق مساحتهما مساحة لبنان على خمس مرات ومنطقة ثالثة ستصبح قريباً آمنة، شدّد على أن هذا ما يدفع الى البحث الجدّي في عودة السوريين الى هذه المناطق.
ورأى ان "قرار عودة النازحين قرار سيادي لبناني"، مضيفاً: نحن أقوياء في بلدنا واستقبلنا النازحين دون طلب من أحد والآن نريد عودتهم، مشدداً على أن الحكومة اللبنانية ملزمة أن تعيدهم.
وأعلن جعجع أن "القوات اللبنانية" أعدّت مذكرة وباتت جاهزة وتم توزيعها على بعض الكتل الصديقة لتضع ملاحظاتها عليها، وتشدّد هذه المذكّرة على أن الوقت قد حان، وتدعو للبحث مع الأمم المتحدة التي تملك خبرة في عمليات الإغاثة.
وفي هذا السياق اعتبر جعجع أن المنظمة الدولية هي الجهة الأنسب لمعالجة هذا الملف، لافتاً الى أن الكلام مع الحكومة السورية سيؤخّر هذه العودة، مشيراً الى أن أي مفاوضات مع النظام السوري ستدخل إليها العراقيل والتدخلات السياسية.
وأكد أن مسألة عودة النازحين تقنية، مشيرا الى ان على الرغم من أن "حزب الله" يدعو الى إبقاء العلاقات مع السوريين، فعندما يطرح الملف على نار حامية على طاولة مجلس الوزراء، فإن أحداً لن يعارض عودتهم، مكرّراً ان التفاوض مع الحكومة السورية بشكل مباشر سيعقّد الأمور، وشدد على أنه في حال تمّ وضع خطة للعودة فإن التيار "الوطني الحر هو أول من سيسير بها. مبديا عدم تشاؤمه لا سيما إذا تمّ التعاطي بمنطق.
ورفض في هذا السياق، العودة العشوائية إنطلاقاً من الجانب الأخلاقي والسياسي، مشدداً على أننا لا نتعاطى مع النازح إنطلاقاً من طائفته ودينه، معتبراً ان باستطاعة مَن لديه إقامة وأوراق ثبوتية يستطيع البقاء في لبنان مثله مثل أي أجنبي، اما عن تفويض مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم التفاوض في هذا الملف، فلفت الى ان اللواء ابراهيم حافظ على العلاقة مع الجانب السوري لا سيما من الناحية الأمنية مع الجهات الأمنية السورية، وهو بالتالي استطاع أن يحرّر أسرى، وبالتالي إذا كان خطّ ابراهيم سيساهم في عودة النازحين فلا مشكلة لدى "القوات اللبنانية" وبالتالي لا مشكلة بتفويضه.
وفي الإطار ذاته، شدّد جعجع على ضرورة تسجيل الولادات السورية في لبنان في خانة الأجانب في وزارة الداخلية، كي نستطيع يوماً ما إرسالهم الى الدول المانحة كي تتحمّل مسؤولياتها تجاههم ونقلهم الى دولتهم، ودعا الى ضرورة الإلتزام بمفهوم الجمهورية القوية بعدما بات لدينا رئيس قوي وبالتالي علينا اتخاذ قرارنا.
أما عن موضوع اللاجئين الفلسطينيين، فلفت جعجع الى أنه مختلف عن موضوع النازحين السوريين، حيث لا مكان للفلسطينيين كي يعودوا إليه.
وشدّد جعجع على أن لبنان أثبت البلد الأقوى في الشرق الأوسط في ظل الأزمة الحاصلة، فلديه جذور قوية تخوّله الصمود، خاصة بعد كل الأمور التي مرّت عليه.
واعتبر أن أية محاولة للإصلاح في لبنان ستعطي نتيجة ايجابية كون الخلل واضح، وأول شيء في هذا الخلل هو "حزب الله" المتحكّم بمفاصل البلد، كتهجّمه على السعودية على الرغم من مصالح لبنان مع المملكة.