أثارت قصّة الغرق الجافّ، كما أُطلق عليها، للصبي فرانسيسكو ديلغادو Francisco Delgado (10 سنوات) في تكساس، هلع الكثيرين الذين نشروا قصته عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتوعية الأهل. فبعد خروج الصبي من حوض السباحة شعر فرانسيسكو بألم في المعدة لم ينتبه إليه أهله. بعد مرور أسبوع نُقل الطفل إلى المستشفى بعد نوبات ألم قوية. توفي فرانسيسكو، ورُجّح أن يكون سبب الوفاة "الغرق الجاف" المسبب لمضاعفات في التنفّس بعد التعرّض للغرق. 
 
منذ نشر هذه القصّة والاتصالات لم تتوقف في عيادات الأطباء للاستفسار عن صحّة هذا الموضوع ومضاعفاته. لم يسمع أحد بهذه التسمية من قبل، برغم معرفتنا الملمّة بحوادث الغرق المختلفة. فما هي حقيقة "الغرق الجافّ" أو "الثانوي"؟ وما هي أهم النصائح إن ظهرت بعض الأعراض على طفلك؟
 
أكّدت رئيسة قسم العناية الفائقة للأطفال في الجامعة الأميركية ماريان مجدلاني لـ"النهار" أن مصطلح الغرق الجافّ أو الثانوي غير موجود طبياً وإنما هناك فقط ما يعرف بالغرق الفوري، لكن قصة الصبيّ في تكساس شكّلت حالة رعب وذعر عند المواطنين الذين يتصلون بالعيادات الطبّية للاستفسار عن هذا الموضوع. وأشارت إلى أنه من المهم جداً أن نوضح أولاً أن وفاة فرانسيسكو لم تكن بسبب الغرق الجافّ كما ذُكر وإنما باحتمال إصابته بفيروس أو حدوث شيء لا علاقة له بالغرق الجافّ.
 
وشدد مجدلاني على وجود 3 أنواع من الغرق:
 
* الغرق الفوري الذي يؤدي إلى الوفاة.
 
* الغرق الذي يسبب ضرراً أو أذية في جسم الطفل.
 
* الغرق الموقت دون أعراض: تعرّض الطفل للغرق وإنقاذه.
 
وتتابع رئيسة قسم العناية الفائقة للأطفال في الجامعة الأميركية أن على الأهل التنبّه إلى الأعراض التي تظهر لدى الطفل خلال الـ 24 ساعة الأولى. وأن الحديث عن ظهور أعراض بعد أسبوع من حادثة الغرق غير صحيح طبّياً وعلمياً. إذاً أهم الأعراض التي ينبغي للأهل مراقبتها تتمثل بالآتي:
 
تعب وحاجة إلى النوم.
 
سعال قوي.
 
صعوبة في التنفس.
 
لذلك تناشد مجدلاني الأهل مراقبة أطفالهم إن عانوا هذه الأعراض والتوجه بهم إلى المستشفى، علماً أن أكثر الحالات شيوعاً تقتصر على إجراء صورة شعاعية للرئتين للطفل والتأكد من كمية المياه في الرئة قبل خروجه الفوري من المستشفى. فيما تتمّ معالجة بعضهم من خلال مصل وجهاز الأوكسجين إذا كانت كمية المياه كبيرة في الرئة، أو وضع جهاز تنفسي للطفل ليومين في المستشفى. أما الحالة الأسوأ التي يمكن أن يتعرّض لها الطفل فهي عدم قدرته على التنفّس وتوقف قلبه أثناء خروجه من حوض السباحة أو البحر.
 
وفي النهاية، من المهم جداً أن نعرف أن لا وجود لمصطلح الغرق الجافّ الذي تردّد مؤخراً على مسامع الكثيرين، وإن حالة الغرق بحدّ ذاتها ومضاعفاتها المحصورة في 24 ساعة الأولى هي التي تُشكّل إنذاراً على صحّة الطفل ومدى خطورتها.