أجرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ ونائب المنسق الخاص والمنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان فيليب لازاريني حوارا مع وسائل الإعلام، حول دور الأمم المتحدة وأولوياتها في لبنان، شدد على "مقاربة كل لبنان التي تعتمدها الامم المتحدة في دعم السلام والامن في لبنان واستقراره وترسيخ استقراره الاقتصادي والاجتماعي".

وفي هذا السياق، شددت كاغ على موضوع "الوقاية في عمل الأمم المتحدة في لبنان"، مشيرة الى أن "الوقاية ليست فقط منع الصراعات بل أكثر من ذلك، انها بحث جدي فى مكافحة الفقر ومنع التطرف العنيف، والعمل مع الاجهزة الامنية وتعزيز الاحترام والالتزام بجميع معايير وقواعد حقوق الانسان".
 
ورحبت بـ"التقدم المحرز بما يتعلق في إعادة تنشيط مؤسسات الدولة بعد انتخاب الرئيس ميشال عون وتشكيل الحكومة"، لافتة الى أن "الوقاية تعني ايضا مواصلة البحث عن فرص لتحقيق تقدم فى تنفيذ قرار مجلس الامن رقم 1701"، معلنة أنها "سوف تقدم احاطة إلى مجلس الأمن الدولي في 20 تموز حول الوضع في لبنان ككل، بالاضافة إلى تطبيق القرار 1701، وإحدى الرسائل ستكون ضرورة أن يتجنب كلا الطرفين أي خطاب أو خطوة يمكن أن تؤدي إلى سوء تقدير في منطقة إقليمية متقلبة".
 
وأشارت إلى "الجهود القائمة من خلال مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان بما في ذلك دعم القوات المسلحة اللبنانية".
 
وبالنسبة إلى الاحداث في عرسال يوم الجمعة الماضي وما تبعها من تطورات، قالت كاغ: "نحن على تواصل مع السلطات اللبنانية للتأكد من ظروف الاعتقال ولكن أيضا وفاة أربعة موقوفين، لا نملك معلومات دقيقة. ولكن من المهم أيضا تكرار أن الامم المتحدة تدين كل الاعمال الارهابية أو محاولات للقيام بعمليات إرهابية".
 
أضافت: "هناك أيضا حاجة دائما إلى التمييز بين المسلحين والمدنيين وأهمية استمرار الحماية والمساعدة واحترام حقوق الإنسان. كما نعبر عن التقدير والامتنان المستمر ليس فقط للجيش اللبناني والاجهزة الامنية بل أيضا للشعب اللبناني لاستضافته لاجئين فلسطينيين وسوريين. وعلينا أيضا أن نأخذ في الاعتبار أن اللاجئين هم من المدنيين الذين يتم حمايتهم من الصراع عبر الحدود، وذلك بفضل الكرم اللبناني".
 
وبالنسبة لمنطقة لبنان الاقتصادية الخالصة، قالت: "الامم المتحدة تلعب دور المساعي الحميدة. نرى في ملف النفط والغاز إمكانية بناء الثقة بين الجانبين، ونحن نرى في ذلك المصالح الاقتصادية المشتركة. كما نعتبر ذلك عنصرا من عناصر الحد من المخاطر في المستقبل، إذا ما استوفيت الشروط وعندما يمكن للطرفين المضي قدما".
 
وكررت القول إن "الأمم المتحدة لا تدلي بأي موقف بشأن وضع الاقاليم أو ترسيم الحدود أو القضايا المتصلة بالاهلية في ما يتعلق بالموارد الطبيعية ما لم يتم تكليفها بذلك من قبل هيئة مختصة تابعة للأمم المتحدة أو إذا طلب منها القيام بذلك من جانب جميع الاطراف المعنية".
 
وعن قانون الانتخاب، أسفت كاغ لـ"غياب الكوتا النسائية"، آملة أن "تعمل كل الاطراف على تأمين مشاركة جدية للمرأة المرشحة في العملية الانتخابية".
 
بدوره، ركز ازاريني على "دعم الامم المتحدة لاستقرار لبنان وترسيخ استقراره الاقتصادي والاجتماعي، بما في ذلك من تداعيات الازمة في سوريا ووجود أكثر من مليون لاجىء سوري في لبنان".
 
وقال: "عندما التقينا في اجتماع بروكسل (في نيسان)، قلنا ان ما قمنا به بشكل جماعي لم يكن كافيا لتغيير مسار الامور، لذلك نحتاج إلى توجه جديد لتكملة جهودنا الجماعية في البلد. إن الطريقة الوحيدة لتغيير اتجاه مسار الامور في هذه الظروف هي من خلال تشجيع النمو وخلق فرص العمل ودعم الاقتصاد، وإن خلق فرص العمل يفيد كلا من السوريين واللبنانيين".
 
أضاف: "في ذلك الحين بدأنا التواصل والبحث مع الحكومة بشأن ما يجب القيام به لزيادة الاستثمار، وتحدث رئيس الوزراء أيضا عن الخطة الاستثمارية الرأسمالية، للاستثمار في البنى التحتية ومن أجل تحضير البلاد لامكانية اعادة اعمار مستقبلية فى المنطقة".
 
وبالنسبة للدعم المالي للبنان، ذكر أن "لبنان تلقى في عام 2016 ما يقارب 1.6 مليار دولار أميركي من خلال الدعم الدولي، لا سيما بشكل منح إنسانية ولكن أيضا بعض المنح الإنمائية"، لافتا الى أن "المجتمع الدولي تعهد في بروكسل بتقديم نفس المبلغ في العام 2017"، مشيرا إلى "البطء في صرف المنح والالتزامات التي تم التعهد بها"، مشددا على "الحاجة إلى إمكانية التنبؤ".
 
وعن موضوع عودة اللاجئين إلى سوريا، كرر كاغ ولازاريني موقف الامم المتحدة من أن "أي عودة للاجئين إلى بلادهم يجب أن تكون طوعيا وفي ظروف تتسم بالسلامة والكرامة، وهذا مبدأ مركزي للقانون الدولي". وقالا: "من المستحيل الاجابة الان عن امكانية وجود مناطق يمكن أن يكون اللاجئون مستعدين للعودة إليها في المستقبل القريب. ويبدو أننا لا نزال بعيدين عن هذا المستوى، لأن الوضع لا يزال هشا للغاية والصراع مستمر. كما كان أمين عام الامم المتحدة واضحا بالنسبة إلى أهمية الدعم المستدام لبلاد مثل لبنان والاردن وتركيا إضافة إلى دعم اللاجئين".
 
وشددت كاغ على "عدم وجود أي بحث في موضوع التوطين للاجئين في لبنان"، وقالت: "هذا الوجود موقت".