تحاول دراسات عدة أن تتناول بشكل علمي أعراض الموت وكيف يشعر من يمر بسكراته.
 
وفي تقرير حديث للنيويورك تايمز حاولت الطبيبة سارة بيسكين، أستاذة الأمراض العصبية بجامعة بنسلفانيا الأمريكية، أن تنقل لنا أبرز أعراض الموت.
 
تؤكد بيسكين أن الموت له أعراض بيولوجية خاصة، وإن الأسباب التي تؤدي إلى الوفاة يمكن أن تختلف من شخص لآخر، إلا أن الساعات قبل الوفاة تكون متشابهة عند غالبية البشر.
 
فما هي أبرز أعراضها؟
 
هل نتألم؟
 
"بفضل التطور الطبي وتوافر الأدوية أصبح من النادر أن يموت الشخص متألماً"، هكذا تطمئننا بيسكين في مقالها، مضيفةً أنه "حتى بعض أعراض الموت التي كانت تسبب ألماً في الماضي صار لها علاج".
 
وتعدّ "حشرجة الموت" من أبرز أعراض الموت التي قد تصيب من يحتضر في آخر 16 ساعة من حياته، وهي من الأعراض غير المؤلمة، ولا يصحبها ضيق في التنفس.
 
ويسبب هذا العرض خللاً في البلع، إذ تصبح حركة لهاة الحلق أو الـuvula ضعيفة جداً، ويصبح إتمام عملية التنفس صعباً على الرئة في وجود اللعاب المتزايد عليها، نتيجة ضعف اللهاة في تمريره بشكل طبيعي.
 
ولعلاج هذا العرض يستخدم الأطباء الأدوية التي تقلل من إنتاج اللعاب.
ضيق التنفس
 
عرض آخر يواجهه من يحتضر، بحسب مقال بيسكين، هو "ضيق التنفس"، إذ يشعر من يركد على فراش الموت بعدم الراحة في عملية التنفس، وهو أحد أكثر الأعراض شيوعاً في نهاية العمر.
 
ويعمل الأطباء على تخفيفها عن طريق الأفيون والمورفين. تستخدم هاتان المادتان لأن بعض الباحثين يرون أن سبب ضيق التنفس هو عدم التوافق بين كمية الهواء التي يحتاجها المخ والكمية التي تستطيع الرئة أن تضخها.
 
وتوفر المواد الأفيونية العلاج لأنها تقلل من شهية الدماغ للهواء بحيث تهدئ من شراهة المخ للتنفس وتهدئ من إشارات الألم التي يرسلها المخ للجسم.
 
التهيج الطرفي
 
وهناك عرض شائع آخر هو "التهيج الطرفي"، الذي تصفه بيسكين في مقالها بأنه من أصعب الأعراض التي يمر بها المحتضر، إذ يُحدث تشنجاً في أطراف الجسم، وقد ينتفض الشخص المقبل على الموت من السرير وهو في حالة من التشنج والشلل التام.
 
وهناك أسباب جسدية للتهيج الطرفي، منها احتباس البول، والعلاج غالباً يتم عن طريق الأدوية المهدئة، لكن في بعض الحالات يستخدم الأطباء العلاج النفسي والروحاني.
 
ماذا سنرى حين نموت؟
 
بحسب شهادات الأشخاص الذين كانوا على وشك الموت لكنهم نجوا، فإن رؤية "أضواء بيضاء مشرقة، ومشاعر وأحاسيس عن حياتهم تجري بشكل سريع أمام عيونهم" هي أبرز ما شاهدوه.
 
يفسر تقرير للبي بي سي هذه المشاهدات التي يحكي عنها الناجون من الموت بأنها قد تكون ناتجة عن زيادة في النشاط الكهربائي في الدماغ.
 
وقد أظهرت دراسة أمريكية أجريت على الفئران ظهور مستويات مرتفعة من الموجات الدماغية في لحظة الموت، وأكدت أن الدماغ يكون نشطاً جداً خلال عملية الاحتضار.