"بنطاله" فضحه "مفاتيحه" اثبتت براءتها، "ورنة هاتف" منزلها انقذتها. هذا ليس بلغز، بل هذه مفاتيح قصة واقعية حدثت منذ وقت في احدى بلدات البقاع الاوسط.

يوم الثلاثاء من شهر شباط الماضي ، رن جرس الباب، توجهت "تغريد" لتفتح الباب، فتفاجأت بصاحب الورشة الذي التزم بعض اعمال الصيانة من دهان وبلاط وديكور في منزلها، انه "شادي". اومأت له بالدخول مع اعتذارها منه بأن زوجها ليس في المنزل للشروع بالعمل، وانها بصدد الخروج للالتحاق بمركز عملها عند طبيب الاسنان في الجوار.

اجاب شادي بالنفي وانه لا يريد العمل، بل فقط يريد أخذ بعض لوازم العدة لأنه بحاجة ماسة اليها في ورشة اخرى. أخذ شادي يماطل بلملمة العدة، وراح يتلكأ بتنفيذ طلب تغريد بالمغادرة لأنها لا تريد ان تتأخر عن موعد بدء عملها، وراح يطيل الكلام معها، مستغلا اختلاطه بها يوميا بحكم الوقت الطويل الذي كان يمضيه في منزلها منذ ان بدأت الورشة.

حينها نفذ صبر تغريد وقامت بفتح باب مدخل المنزل طالبة من شادي الخروج، فتوجه نحوها مسرعا، واغلق الباب بقوة، واقترب منها، وأمسك بها وحاول ادخالها الى غرفة النوم بالقوة، وكانت تغريد تتخبط منتفضة بحيث تسببت بسقوط عدد من الأواني على الارض وتحطمها. ثم ألقى شادي بتغريد على السرير، وخلع بنطاله محاولا اغتصابها، لكنها منعته من ذلك، واحدثت له خدوشا في خديه وشفتيه بأظافرها، وقد جاء رنين الهاتف في المنزل ليثنيه عن استكمال اعتداءه عليها، فحاول منعها من الاجابة لكنها اخافته بعدما قالت له ان قريبتها التي تقيم معها في نفس المبنى قد سمعت صراخها، وهي تتصل بها للاطمئنان عليها، فارتدى شادي سروالا كان مرميا الى جانب السرير، وهو عائد لزوجها، وارتدى سترته بالمقلوب وفر مسرعا من المنزل.

عندها سارعت تغريد الاتصال بزوجها "ربيع" الذي صادف وجوده بالقرب من المنزل، واخبرته تفاصيل ما حصل معها، فسارع الاخير باتجاه المنزل، واذ به يرى " شادي" يمشي مترنحا بالقرب من كنيسة الحي، وقد بدا عليه الاضطراب، وآثار الخدوش والدماء تنزف من وجهه، فقام رييع بتوبيخه واقدم على ضربه، لولا تدخل الجيران الذين استطاعوا ان يفضوا الاشكال. عندها هدد ربيع شادي قائلا له" بشوفك بالمخفر". وتركه وانصرف.

صعد ربيع المنزل فرأى زوجته تجهش بالبكاء وكانت على شفير الانهيار، فنقلها الى اقرب عيادة طبيب شرعي، الذي حدد في تقريره ان تغريد تعاني من رضوض في كامل انحاء جسمها، وخدش سطحي في وجهها، مع احمرار في الصدر.

شادي الذي اوقف وجاهيا لمدة شهر تقريبا، نفى في افادته ان يكون قد حاول اغتصاب تغريد، بل ادعى انه صبيحة ذلك اليوم توجه الى منزل تغريد طالبا منها ان تدفع له مستحقاته، فحصل تلاسن فيما بينهما بعدما تنصلت من مسؤولياتها، وقامت بالاتصال بزوجها بسبب الخلاف المالي المذكور لكنه لم ينتظر قدومه بل غادره وانتظره امام المبنى، ولدى وصوله حصل عتاب بينهما. في المقابل لم يقدم شادي تفسيرا مقنعا لوجود المفاتيح العائدة له مع المدعية التي كان قد تركها في منزلها، داخل سرواله الذي نسيه هناك بعدما لبس بنطال زوجها عن طريق الخطأ.

وبعد اطلاع محكمة الجنايات في البقاع على كافة النقاط المتعلقة بهذه القضية، اصدرت المحكمة قرارها بسجن " شادي" لعامين ونصف العام مع تجريده من كافة حقوقه المدنية ومصادرة امواله واملاكها وادارتها بواسطة رئيس قلم المحكمة المذكورة قيما عليها.