بعد سبعة اعوام على جريمة القتل المزدوجة في بلدة ضهر العين- قضاء الكورة، والتي ذهب ضحيتها الشقيقان نايف وطوني صالح، أصدرت محكمة الجنايات في بيروت حكمها بالحبس المؤبد للمتهم حنا البرساوي وإنزال العقوبة تخفيفا الى حبسه 20 عاما.   

تبين ان خلافات عائلية وسياسية كانت تشوب العلاقة بين المتهم حنا البرساوي واولاده من جهة، والمغدورين من جهة اخرى، بدأت عقب مقتل عزيز صالح وطوني عيسى عام 2005 في البلدة نفسها. واعتبر في حينه مناصرو المغدورين الاخيرين وبينهم آل برساوي ان ابناء يوسف صالح وقفوا الى جانب القاتل وامنوا له الهرب. واستمرت العلاقة متوترة بين العائلتين. وخلال عام 2010 حصلت إشكالات بينهما، آخرها قبل حصول حادث القتل بيومين، إذ حصل إشكال بين المغدورين وشقيقهما جاك من جهة والظنين جوزف البرساوي والياس حنا البرساوي من جهة اخرى تخلله تضارب أصيب خلاله شقيق المغدورين بكسر ورضوض، مما استوجب نقله الى المستشفى لإجراء جراحة. وتدخل المصلحون من وجهاء البلدة لحل النزاع بين الطرفين وانتهت الجهود الى حل الموضوع حبيا، على ان يتكفل آل البرساوي بدفع نفقات الاستشفاء وفك حجز السيارات ودفع تعويض، ويتم لقاء المصالحة ودفع المستحقات المالية فور خروج جاك من المستشفى. وحصل هذا الاتفاق في منزل آل صالح قبل ليلة من قتل المغدورين. وتبعا لهذه المصالحة، حصل تراجع متبادل عن الدعاوى في موضوع حادث التضارب، وجرى ترك جوزف والياس البرساوي رهن التحقيق الى حين الوقوف على الوضع الصحي لجاك صالح.

مساء 28/5/2010، حضر المغدور طوني صالح الى ملحمة شقيقه المغدور نايف صالح الذي كان يلعب الورق، وطلب من نايف التحدث اليه وحصل جدال وتدافع بينهما، ووقع طوني على طاولة المكتب فتمزق سرواله وكان غاضبا واعلم الحاضرين انه اثناء حضوره الى الملحمة شاهد الظنين جوزف البرساوي الذي قام بتوجيه حركة مستفزة له بإصبع يده، وأبدى امتعاضه من خروج الظنين من السجن، وكذلك الياس البرساوي قبل خروج شقيقه من المستشفى. فقال له نايف من اجل تهدئة روعه انه سيتصل بكل من طوني دانيال ورامي فزاعة لتوبيخهما، ولحق به كل من شقيقه نايف في سيارة وعبدو هاشم وداني بشارة في سيارة وحاولوا مرارا اصعاده في السيارة ومنعه من التوجه الى مكتب طوني دانيال، لكنه لم يرض. كما حاول اثنان من اهل البلدة لدى مرورهما على دراجة وفي سيارة جيب اصعاد المغدور معهما من دون ان يفلحا. وبوصول طوني صالح قرب محل للالعاب يبعد 30 مترا عن ملحمة البرساوي، دخل ورشة قيد الإنشاء فحاولوا من جديد اصعاده في سيارة شقيقه نايف من دون ان يفلحوا، وتناول طوني قضيب حديد وهددهم به. عندها طلب المغدور نايف ترك شقيقه طوني بحاله لانه لن يصعد معهم بالقوة.

في غضون ذلك كان البرساوي قد خرج امام ملحمته ووقف ومعه زوجته وابنه الظنين جوزف البرساوي وآخرون، وشاهد صالح يجتاز الطريق متجها نحوه. وقال "بعدك جايي لهون يا ..." واقترب من طوني وشهر مسدسه وعاجله بطلقات نارية عدة أردته. عندها ترجل المغدور نايف من سيارته فعاجله حنا أيضا بطلقات نارية وأرداه. وتابع اطلاق النار على طوني وهو ممدد أرضا. وحصل اطلاق النار في ثوان.

واعترف المتهم بعد تسليم نفسه بإطلاق النار على طوني بعدما خشي ان يتعرض له بالاذى. واقدم على ذلك بعدما أتى طوني نحوه سيرا، فخرج من المحل وحصل ما حصل، مشيرا الى ان طوني كان يحمل كرباجا او حديدا في يده وراء ظهره ولم يكن ينتظر مجيئه مع شقيقه، وفوجئ لانه كان هناك مصالحة ستتم بعد خروج شقيقهما من المستشفى.

وألزم الحكم البرساوي ان يدفع للجهة المدعية ورثة الضحيتين 300 مليون ليرة بدل عطل وضرر. وصدر الحكم وجاهيا في حق المتهم.