دعا وزير الشباب والرياضة محمد فنيش جميع القوى السياسية إلى "التفاهم والتلاقي لحل أزمة قانون الانتخابات، والتخفيف من منسوب التوتر، والتقليل من الخطاب الذي يثير الخصام، والسعي للمزيد من التواصل والحوار، مع إبداء كل الفرقاء نواياهم واستعدادهم للاستفادة من الوقت المتبقي الذي لم يعد طويلا، بل أصبح قصيرا إذا ما تم بحسب الظاهر تأجيل جلسة المجلس النيابي، وفتح دورة استثنائية لأن يكون أمامنا فترة شهر".
وقال: "علينا أن نستفيد من هذا الوقت، لا من أجل المزيد من المناورات والتشنجات والمناكفات، بل من أجل إيجاد حل وتسوية، وإعادة إحياء مفهوم العمل السياسي، لأن السياسة هي فن إدارة الشأن العام من خلال إيجاد التسويات والحلول المناسبة للمشاكل الداخلية، وليست تعظيم المشكلات والخلافات".

واوضح خلال احتفال أقيم في حسينية بلدة باريش الجنوبية لمناسبة ولادة الإمام المهدي: "إننا بحاجة إلى قانون انتخابات جديد لا سيما وأن الجميع قد رفضوا التمديد، ويدركون تماما منزلقات الفراغ الذي لا يصيب المجلس النيابي فقط، وإنما سيصيب النظام السياسي بكامله وبكل مؤسساته، ولن يكون هناك أحد من الافرقاء السياسيين مستفيدا منه، وبالتالي على الجميع أن يعملوا لوضع قانون انتخابي جديد في الوقت المتبقي على قاعدة حسن وعدالة وصحة التمثيل والمشاركة الفاعلة والصحيحة لكل الفرقاء، وهذا برأينا لا يتحقق إلا باعتماد النسبية، مع انفتاحنا على أي فكرة أخرى".

أضاف: "إننا نملك التأثير في دفع الخطر الوجودي عن لبنان، ولكن لا نستطيع وحدنا أن نكون أصحاب القرار الوحيدين في إدارة الشأن الداخلي، فنحن جزء بسيط منه، ودورنا الأساس الذي صبت جهودنا عليه وستستمر هو حماية البلد. أما في إدارة الشأن الداخلي، فنحن نحاول بما لدينا من حضور وتأثير سواء في الجلس النيابي أو في الحكومة أو في المعادلة السياسية، أن ندفع باتجاه حسن إدارة البلد".

وأكد فنيش أن "معادلة التكامل ما بين دور المقاومة والجيش اللبناني ومعهما الشعب اللبناني باتت حقيقة راسخة، ودليل ساطع لمن لا يزال يعتليه الشك، أو يعيش في ضلاله، أو لا يزال يراهن على حسابات أخرى".

وقال: "هذه معادلة لا يمكن أحدا أن يلغيها، لأنها معادلة حفظ وجود البلد والوطن، وعليه فإن لبنان أصبح اليوم بكل ثقة واطمئنان بمنأى عن الخطرين الصهيوني والتكفيري الإرهابي، ومحصنا أمام مشاريع تفتيت المنطقة التي يسعى إليها بعض من يحاولون رسم الخرائط السياسية مجددا، من خلال أدوار دول إقليمية، طموحاتها وأحلامها وأوهامها ومشاريع فتنها ليست خافية، وكل ذلك بفضل التضحيات والشهداء، والنهج الذي سلكناه انطلاقا من إيماننا والتزامنا الرسالي الذي يدفعنا لحب الوطن والدفاع عنه وعن أبنائه".