رأى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في كلمة له بمنتدى الدوحة الـ17 أن "انعقاد هذا المؤتمر يثبت أهميته عاما بعد عام بطرح المواضيع السياسية والاجتماعية والاقتصادية ويتيح فرصة نقاشها للوصول الى حلول تحقق الاستقرار لكل دولنا"، مشيرا الى أن "أبرز ما تحتاجه منطقتنا هو الاستقرار فلا أمن ولا تنمية ولا ازدهار من دون استقرار، وهذا يجب أن يكون الهدف الاساسي لتحقيقه خاصة وأن الجماعات المتطرفة تعي هذا الامر وتحاول ضرب الاستقرار في كل انحاء العالم".
ولفت الحريري الى أنه "في زمن العولمة أصبح التطرف معولما والاخطار كلها معولمة فلا مجال لمواجهتها الا برد معولم. دولنا العربية تواجه تحديات عديدة منها ما هو مشترك ومنها ما هو خاص، ولكل دولة مقاربة خاصة لمواجهة التحديات الا أن الهدف واحد ويجب أن يكون ايجاد فرص عمل للشباب عبر تحفيز النمو الاقتصادي بالشراكة بين القطاعين العام والخاص"، مذكرا أن "لبنان عانى من شلل سياسي انعكس اقتصاديا طوال 3 أعوام، واليوم بعد انتخاب رئيس وتشكيل الحكومة المؤشرات عادت للتحسن ولو ببطء، ونشكر الصناديق العربية التي لطالما كانت داعمة".
وشدد على أن "لبنان يواجه عائقا أساسيا أمام ورشة النمو الاقتصادي تتمثل بوجود مليون ونصف نازح ولاجئ، ولقد قام اللبنانيون ودولة ومجتمع مدني بكامل واجباتهم حيال الازمة، وهذا ليس فيه منة أو جميل لكن لبنان لن يتمكن من استمرار مواجهة تداعيات الازمة منفردا، فأعداد اللاجئين تلامس نصف أعداد المواطنين ما ضاعف معدلات البطالة الى 20 في المئة وأرهق الخدمات العامة والبنى التحتية وعجز المالية العامة، وزيادة الفقر 30 بالمئة"، مضيفا: "عدد التلامذة السوريين بالمدارس الرسمية 230 ألفا، مقابل 200 ألف تلميذ لبناني مع العلم أن التسرب المدرسي بين اللاجئين مرتفع، وهذا الضغط تشهد مثله المستشفيات الطرقات والمياه، والناتج المحلي اللبناني تكبد خسارة أكثر من 18 مليار دولار".
وأشار الحريري الى أن "حكومتنا قررت مواجهة الازمة ووضعت رؤية موحدة قائمة على رفع البنى التحتية والخدمات واعادة تأهيلها وتمكينها من الاستمرار، ونطلق هذه الخطة لأن واجبنا النهوض بالاقتصاد وحماية بلدنا وتوفير فرص العمل لشبابنا ونعول على المساندة الدولية والعربية، ونعلم أن أخوانننا العرب سيكونون في طليعة المشجعين وقيادة المجتمع الدولي للمساهمة في ضمان استقرار بلدنا".