أعرب وزير الصحة غسان حاصباني في غداء أقامته منسقية "القوات اللبنانية" في زحلة على شرفه، في اطار جولته، عن "سعادته بزيارة البقاع ومدينة زحلة بالتحديد"، مشيراً الى أن "تكون في حضرة زحلة يعني ان تكون في حضرة عروس البقاع وقلبه النابض، زحلة شموخ صنين، زحلة الانفتاح على محيطها امتداد السهل المعطاء. أن تكون في حضرة زحلة يعني ان تكون في حضرة العنفوان وعشق لبنان، زحلة التي اعطت للوطن خيرة شبابها شهداء، وطيف نيسان والبطولة لا يمكن ان يسلك دروب النسيان.أن تكون في حضرة زحلة يعني ان تكون في حضرة الفكر والعلم والادب، زحلة سعيد عقل وعيسى اسكندر المعلوف وميشال طراد وغيرهم كثر".
ولفت حاصباني الى "أن تكون في حضرة زحلة يعني ان تكون في حضرة الفرح وحب الحياة، زحلة الشعر والخمر والبردوني وأهل الكرم وحسن الضيافة"، مشيراً الى أن "جولتي اليوم ليست بروتوكولية أو فرض واجب، بل زيارة تفقدية لأصغي الى هموم وحاجات وتطلعات أهلنا في زحلة، وهي خطوة تكاملية مع مهامي كنائب رئيس مجلس الوزراء في ما يتعلق بترأس لجان الاقضية والمحافظات التي كلفت بها من الحكومة".
وأكد أنه "لقد عانى الزحليون كما اللبنانيون منذ سنوات ترهل الدولة، وهمنا من خلال مشاركتنا في السلطة التنفيذية إستعادة ثقة المواطنين بدولتهم. فمنطق الدولة والمؤسسات والقانون والشفافية والنزاهة والمساواة بين المواطنين عوض قيام صيف وشتاء تحت سقف واحد، وحده هذا المنطق الكفيل باستعادة هذه الثقة، كما أن خلق مناخ مساعد على الاستثمار الاقتصادي والصناعي والزراعي والاستقطاب السياحي يتطلب أولا إستقرارا امنيا وثانيا تحضير البنى التحتية وتأمين الحوافز والتسهيلات والاجراءات القانونية والتكنولوجية لمواكبة الحداثة والانتقال نحو المجتمع الرقمي".
وأكد حاصباني أنه "نعم للاستقرار الامني اولا، فالسلاح المتفلت لا يقتل فقط المواطنين بل أيضا يقتل صورة لبنان. وبكل أسف شهدت زحلة الاسبوع الفائت جريمة مروعة سقطت ضحيتها الشابة سارة سليمان، وذنبها فقط انها كانت في مرمى رصاص همجي. بكل أسف، خسر لبنان كله سارة وليس فقط اهلها. صحيح أن هذه الجريمة هزت المجتمع اللبناني وربما العالمي مع انتشار فيديو لحظة القتل، ولكن الاصح ان إقدام سارة على التبرع باعضائها كانت ارتدادته اكبر بكثير وهز ضمائر كثر"، مشيراً الى انه "وفق القوانين المعمول بها دوليا واخلاقيا، لا يحق للاعلام تسمية لا الواهب ولا المتلقي واطالب الجميع الالتزام بذلك. ولكن أكشف لكم انه خلال 3 ايام من هذه الخطوة اقدم نحو الف وثلاث مئة مواطن على التسجيل للتبرع باعضائهم".
وأكد أن "هذه الخطوة اكبر فرحة لروح سارة وتعزية لأهلها، انا واثق من ذلك. من هنا أغتنم الفرصة لأدعو اللبنانيين وأهل زحلة المعروفين بكرمهم ونخوتهم الى التبرع بالاعضاء".
وأشار الى "أني وأنا في طريقي الى هنا، ولدى عبوري ضهر البيدر حيث يستقبل نظرنا سهل البقاع، تزداد قناعتي بأنه لا بد من الاستفادة من خيرات هذه الارض وطاقات اهلها ونجاحاتهم عالميا، للانتقال بالزراعة الى مستويات اكثر تقدما وإحترافية عبر زراعات نوعية ورؤية إنتاجية وصناعية تتلاءم مع حاجات الاسواق المحلية والعالمية ومع معايير الجودة المعتمدة عالميا ما يسهل تصريف الانتاج. لا يكفي ان نواكب التطور بل يجب ان نكون سباقين في إبتكار اساليب تعطي منتجاتنا افضلية على سواها. وهنا اؤكد لكم واطلب منكم ان تساعدوا مزارعي البقاع في الالتزام في شروط ومعايير الصحة العامة فيما يختص بالمبيدات الزراعية، فاذا لم يلتزموا بهذه الشروط فهم يعرضون اهلنا لامراض مستعصية والسرطان ويعرضون عملهم للمخاطر لان محصولهم سيرفض من قبل الدول المستوردة كما حصل مؤخرا مع دولة الامارات. اتمنى عليكم المساعدة في هذا المجال كون البقاع هو الخزان الاكبر للزراعة اللبنانية".
"وفي ما يتعلق بوزارة الصحة، همنا الاول صحة المواطن وكرامة الانسان، بحيث يؤمن له افضل طبابة واستشفاء. من هنا، نعمل على وضع إستراتجية شاملة وخلق هوية صحية لكل لبناني أو "سجل صحي" حديث ما يساعد على مواكبة وضعه الصحي بشكل ادق وأشمل وعلى كسب الوقت وتوفير الاموال. كما نعمل على وضع آلية تنسيق بالتعاون مع الصليب الاحمر والمستشفيات لتسهيل وصول المرضى الى الطوارئ من دون تكبد عناء توفر سرير او عدمه".
واعلن "لكم اننا بدانا بالتعاون مع كافة الجهات الضامنة في الدولة اللبنانية وعقدنا اجتماعا للجنة كانت نائمة منذ اكثر عشر سنوات للتنسيق بين الجهات الضامنة في الدولة اللبنانية لتأمين وتطوير النظام الصحي بشكل متكامل يخفف العبئ على خزينة الدولة ويحسن ويطور الاستشفاء ليس فقط من قبل وزارة الصحة بل من قبل جميع الجهات الضامنة لحفظ كرامة المواطن اللبناني وحفظ صحته واستشفائه بافضل المعايير ومنذ ان عملنا في هذا المضمار نحن نتعامل مع الضمان الاجتماعي علما انه يخضع لوصاية وزارة العمل علما ان العمل المجدي في هذا البلد هو ان نكون تحت وصاية الشعب اللبناني".
واشار الى ان "الاختلاف في وجهات النظر لن يهزها مقاربة من هنا وهناكا او اي مجرب. هذه الحكومة توافقت ومكوناتها اتفقت على استعادة الثقة فنحن معها لتثبيتها ولتثبيت ما عاهده فاتمنى ان يكون التركيز دائما على ذلك، فنحن جميعا في خدمة لبنان وخدمة اللبنانيين، وحق اللبناني علينا ان نكفل له سلامة الغذاء، لكن هذا الامر حلقات متكاملة تبدأ من الزراعة والري والاسمدة المستخدمة وسلامة النقل والتخزين وصولا الى الاستهلاك. من هنا سلامة الغذاء تبدأ اولا من المصدر، وسوف نتشدد اكثر في هذا الامر بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنية لما فيه صحة وسلامة اهلنا ومصلحة مزارعينا بالحفاظ دوما على جودة المنتجات".