جال الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري، في البقاع الغربي وراشيا، وزار بلدات لالا، القرعون، جب جنين، المنارة والخيارة، يرافقه النائب أمين وهبي، رئيس اتحاد بلديات السهل محمد المجذوب، المنسق العام للبقاع الغربي وراشيا محمد حمود، المنسق العام لهيئة شؤون التواصل الشعبي محمود القيسي، أعضاء المكتب السياسي وسام شبلي، نوال مدللي وفادي سعد، المنسق العام للإعلام عبد السلام موسى، زياد أمين وبهاء شحادة.
 
واستهل أحمد الحريري جولته من بلدة لالا، حيث زار مبنى البلدية، واجتمع مع رئيسها حسين طربين وأعضاء المجلس والمخاتير، وبحث معهم في شؤون أبناء البلدة، مقيمين ومغتربين، وسط تأكيد طربين "الوفاء لمشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري وحامل الآمانة الرئيس سعد الحريري".
 
ووصف الحريري البلدة بـ"جنة البقاع الغربي"، منوها بوفاء أهلها وحرصهم على إكمال مسيرة الرئيس الشهيد. وقال: "اذا تفرقنا وتركنا بعضنا يأكلوننا، ولكن خلال 12 سنة على غياب رفيق الحريري والقضية مستمرة، وستبقى 112 سنة و 1012 سنة و2012 سنة، لأن كل واحد منكم شعر عندما خسر الرئيس الشهيد انه خسر قطعة منه، قطعة من قلبه وروحه ومن مستقبله وماضيه وحاضره، لانه كان يمثلنا جميعا وكان يحمل همومنا، وكان يعمل بصمت، لم نكن نعرف كل انجازات رفيق الحريري الا بعد استشهاده، نحن اقرب الناس لم نكن نعرفها".
 
وشدد على "أننا في الظروف الصعبة دائما نعود الى الاولويات، ماذا كانت اولوية رفيق الحريري؟ كان لديه اولويتان خلال الحرب الأهلية، الاولى إيقاف الحرب، والثانية حماية الناس والجيل الصاعد، وبعد الحرب كان لديه اولوية اعادة اعمار البلد بسواعد الجيل الصاعد، الذي علمه وغيرهم من المغتربين الذين تركوا البلد بسبب الحرب الاهلية، وإذا أردنا أن نتابع المسيرة يجب ان نقرأ في كتاب رفيق الحريري".
 
واعتبر أن "الهدف الرئيسي لاستعادة الثقة بالبلد هو الاستقرار الامني والاقتصادي، وذلك لا يتم بالخلافات، بل بالتوافق على مصلحة الناس وعدم التفريط بها، فثمة امور سيبقى هناك خلاف حولها كمسألة السلاح غير الشرعي وتورط "حزب الله" في سوريا، ولكن مصلحة الناس يجب ان نتفق عليها، وعلينا كمسؤولين ان نفكر بكيفية ايجاد الحلول، واليوم النقاش يتمحور حول قانون الانتخابات، ونحن في صلب لعبة انشاء القانون وتحديد مفاصله، وأي قانون نجد في مصلحة البلد ومصلحة تيارنا وناسنا نوافق عليه، أما إذا كان العكس فنرفضه".
 
وختم بدعوة مسؤولي تيار المستقبل في البقاع الغربي وراشيا إلى "ان يقوموا ب 10% من الذي كان يقوم به رفيق الحريري في التواصل مع الناس، والتمسك بقيمه التي زرعها فينا"، متوجها إلى أهالي لالا بالقول: "من 12 سنة لم يبق احد لم "يبل" يده فينا، من اغتيالات وخيانات وطعن بالظهر وغيرها، ولكن انتم كنتم قوتنا، ولولا الناس نحن لا شيء، ومهما فعلنا من أجلكم سنبقى مقصرين، لانه ما بادلتمونا اياه في الـ 12 سنة الماضية لا يثمن، ومهما فعلنا حتى 100 جيل لا يمكننا ان نرد هذا الجميل".
 
ومن لالا، انتقل أحمد الحريري الى جب جنين برفقة مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس، حيث قدم واجب العزاء بوفاة حسين خليل جبارة، والد مستشار وزير الداخلية الدكتور خليل جبارة.
 
ثم انتقل الى القرعون، حيث لبى دعوة رجل الاعمال احمد جميل كرام إلى مأدبة غداء تكريمية أقامها على شرفه، في حضور النواب وهبي، زياد القادري، روبير غانم وانطوان سعد، خالد الزغبي ممثلا النائب وائل ابو فاعور، الوزير السابق محمد رحال، المفتي الميس، مفتي راشيا احمد اللدن، الاب ادوار شحاده، الشيخ اسدالله الحرشي، امام بلدة مشغره الشيخ عباس ذيبه، قائمقام راشيا نبيل المصري، قائمقام البقاع الغربي وسام نسبيه، العميد المتقاعد محمد قدوره، القاضي عبد الرحمن شرقية، رئيس اتحاد بلديات البحيرة يحيى ضاهر، رئيس اتحاد قلعة الاستقلال فوزي سالم، رئيس رابطة الاساتذة الجامعيين الدكتور محمد الصميلي، رؤساء بلديات ومخاتير من قضائي البقاع الغربي وراشيا، ممثلين عن التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، شخصيات ثقافية وتربوية وسياسية وعسكرية وروحية واجتماعية وشبابية من القرعون والجوار.
 
بعد تقديم من الشيخ احمد حمود، أشاد صاحب الدعوة أحمد كرام الدين "بدور الرئيس سعد الحريري في الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد"، متوقفا عند "حجم التضحيات الكبيرة التي قدمها وما زال الرئيس الحريري من أجل الحفاظ على استقرار وسلامة لبنان".
 
ثم تحدث المفتي الميس عن تاريخ القرعون وتميز اهلها في لبنان وبلاد الانتشار. واستعاد محطات كثيرة تعبر عن عمق العلاقة بين هذه البلدة ومشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مثنيا على ديناميكية الامين العام وارتباطه الوثيق والقوي بالناس كل الناس في ارجاء الوطن.
 
من جهته، حيا أحمد الحريري "بلدة القرعون، البلدة الصامدة والمقاومة التي سطرت ملاحم كبيرة ضد العدو الإسرائيلي، وقدمت شهداء نكرمهم ونضعهم على رؤوسنا". واعتبر أن "البقاع الغربي وراشيا هو نموذج يجب أن يحتذى به في كل لبنان، نموذج في الاغتراب الذي ما زال متمسكا بأرضه، نموذج في العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، نموذج في الكفاءات والعلم".
 
وشدد على "وجود تفاهم عميق وجدي ما بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، يجب علينا ان نواكبه ونترجمه استقرارا اكثر ومشاريع اكثر وانتظاما اقتصاديا اكثر وأكثر، لأنها فرصة نادرة يعيشها البلد بعد 12 عاما من الخلافات السياسية التي عطلت المؤسسات، مع أن بعض السياسيين يبدو ممتعضا من هذا التفاهم والتوافق، وهذا طبيعي، لأن كل حركته السياسية قائمة على التناقضات وعدم التفاهم ما بين اللبنانيين، لكننا كتيار سياسي اذا اردنا ان نقرأ في المسيرة الطويلة والوطنية للرئيس الشهيد رفيق الحريري لا نقرأ الا كيف قرب وجهات النظر بين اللبنانيين وتمكن من جمعهم على انهاء الحرب الاهلية وعلى استغلال الفرصة النادرة، دوليا واقليميا عام 1989، ليصنع السلام اللبناني".
 
اضاف: "نحن اليوم في كل المسار السياسي الذي يتبعه الرئيس الحريري نقرأ بهذه التجربة الوطنية، ونقول من السهل جدا ان تدمر البلد، ولكن من الصعب جدا ان تعيد اعماره. من هذا المنطلق ماضون بهذا التفاهم وهذا الانفتاح الذي نكرسه لمصلحة البلد، ونأمل أن نتمكن من اقرار قانون انتخابي قريبا، لإجراء الانتخابات النيابية، ونحن جميعا متعطشون لها، لأنه من حق الناس ان يخوضوا هذا الاستحقاق الديمقراطي والتعبير عن رأيهم مهما كان".