رأى وزير الخارجية جبران باسيل ان "احدى علامات الصحة في البلد عندما لا يتناول احد اي انسان من دون وجه حق، فالاخطر عندما يتساوى الفاسد والآدمي، الطبيب الكفوء والطبيب المقصر وهذا ما يجعل المواطن يفقد ثقته بأي احد، سواء طبيب او سياسي عندما يتم التشهير بالجميع، وهذا الامر يجب معالجته وعلى وسائل الاعلام المحاسبة في القضاء عند تناول اي احد من دون حق، وهناك الكثير من الاخبار التي يجري تداولها في وسائل الاعلام وهي عارية من الصحة، ومؤخرا جرى النقاش في مجلس النواب حول قضية مؤذية لسمعة لبنان في النفط بسبب خبر قرأه نائب في جريدة ويطال المواطنين في عقولهم وسلامة ورجاحة تقديرهم للامور، هذا يضرب المجتمع وثقته ببعضه البعض وبدولته ويجعلنا نصل الى المخدر الذي نعيش فيه اليوم".

وخلال العشاء السنوي لهيئة الاطباء في "التيار الوطني الحر" أمل باسيل "ان تستطيعوا ازالة هذا الغبن وتحقيق كل مشاريعكم النقابية خصوصا ان لدينا الكثير من المشاريع السياسية الصحية في البلد، نأمل ايضا ان نكون على طريق تحقيقها خاصة حول الظلم الواقع على المواطنين نتيجة الاستنسابية السائدة في التوزيعات الصحية على المستشفيات والمناطق التي لم تراع، يوما اي منطق او معيار فنرى مثلا مستشفى يخدم منطقة صغيرة ويضم عددا صغيرا من الاسرة يتلقى مساعدات اضعاف مستشفى كبير يخدم منطقة مكتظة وعدد اسرته يفوقه باضعاف، فهذه استنسابية سياسية نتعرض لها واعتقد ان على وزير الصحة معالجة هذا الموضوع سريعا لان هذا الامر يخضع له وحده وبسهولة يستطيع وضع المعايير المناسبة لسقوف المالية للمستشفيات بالشكل اللازم، وهذا ابسط اجراء اصلاحي يجب اجراءه في الوزارة بعملية توزيع عادلة ومنصفة طبعا هناك امور كثيرة ايضا من طريقة تطبيب المواطنين والتغطية الصحية وصولا الى البطاقة الصحية الشاملة وحقوق المواطن بالتمتع بصحة جيدة، فهذه امور مفروغ منها خصوصا واننا ننظم الاسبوع المقبل مؤتمر الطاقة الاغترابية ونحن نفتخر بالطبيب اللبناني الموهوب في الخارج واستلامه مواقع مهمة، وقد تسجل في المؤتمر مالا يقل عن 75 طبيبا من الخارج للمشاركة وقد اطلقنا معهم جمعية الاطباء المنتشرين في العالم، سواء في بلجيكا وكندا وفرنسا وغيرها فهناك حوالى 550 طبيبا لبنانيا في بلجيكا وفي فرنسا، ما يزيد عن 500 طبيب لبناني، اما في اميركا ففي مستشفى واحد في هيوستن هناك 100 طبيب لبناني وكذلك في البرازيل والارجنتين واميركا اللاتينية حيث المستشفى اللبناني السوري، اضافة الى ان وزير الصحة الارجنتيني كان لبناني الاصل، وما اكثر اللبنانيين الذين يحملون براءات اختراع ونجاحات كثيرة، فلبنان لديه القدرة بان يبقى مستشفى الشرق طالما لديه المستشفيات الناجحة والقطاع الطبي الذي يساهم في السياحة الطبية ومداخيل البلد واشجع كل طبيب لبناني مقتدر انشاء مستشفى في الخارج وخصوصا في افريقيا حيث هناك نقص كبير في المستشفيات والخدمات الطبية، فالمستشفيات اللبنانية الناجحة تستطيع الانتشار في الخارج والاستفادة من قدراتها وتوظيف اللبنانيين وخصوصا الاطباء الذين لديهم فرص عمل كبيرة".

وأضاف "كل هذا هو نتيجة حرص وطننا، وهذا ما يلزمه العناية الكبيرة، ونحن الان في مرحلة صياغة قانون الانتخاب وبصراحة اقول اننا نعاني من كل الامراض في هذا القانون من وجع الرأس الى وجع القلب والمعدة حين نصاب بالقرف كل الامراض نعاني منها الا وجع الضمير ونشكر الله على ذلك، لكن اكتشفنا ايضا كم من الامراض توجد ليس فقط في البلد بل في سياسيي البلد، فهناك الالزهايمر السياسي عندما يتحدث احد عن شيء بالامس ويناقضه اليوم، يقترح فكرة معينة وفي اليوم التالي ينكر انه سمع بها، يقنعك بفكرة ما وعندما تقتنع في اليوم التالي يخالفك الرأي لا نستطيع العمل في قضية على مستوى اصلاح نظامنا السياسي واختيار امكانية العيش معا باستقرار ولا يكون لدينا حد ادنى من المكاشفة والصراحة، نحن نعتبر اننا نعمل الكثير في البلد ولكن الاكيد اننا نخبر الناس بالحقيقة وننظف الكذب السياسي على قدر استطاعتنا وهناك بعض الناس الذين يزعلون من قول الحقيقة الامور كما هي في ظل نظام طائفي نعيش به، وعندما نقول ان طموحنا هو النظام العلماني نقول ايضا الحقيقة، وكل من يهاجمنا في الاعلام حول الطائفية عندما نسألهم خلال الاجتماعات ان كانوا مستعدين للذهاب للدولة المدنية يرفضون، ماذا يعني ان نعتمد نظاما انتخابيا فقط لمد اليد على مقاعد نيابية باسم الغاء الطائفية وممارسة المواطنة، بينما في حياتنا الباقية نعيش الطائفية في اعماقها؟. هذا يدل ان المرض ليس فقط "الزهايمر" هناك "ليكتوماتيا" قوية فهناك البعض تعودوا مد اليد على كل شيء الا على جيبه الخاص، مد اليد على حقوق الناس ونحن نعاني اليوم من مد اليد على تمثيل الناس وهذا اخطر ما يمكن وهو اللعب بصحة وحق تمثيل المواطنين من خلال مبدأ المناصفة المعتمد في لبنان وبميثاقنا الوطني الذي كرس العيش المشترك ومبدأ المساواة بين بعضنا مسلمين ومسيحيين ومواطنين لاي منطقة او فكر او معتقد انتمينا"، لافتا إلى ان "هذه القضية تشكل خطرا كبيرا وان لم تعالج اليوم تهدد كل مصيرنا المشترك لاننا لا نستطيع التخيل عدم قدرتنا على التفاهم على معايير واحدة من العدالة، وما نعالجه اليوم يعطينا الطمأنينة الكبيرة ليس بيننا فقط بل لوطننا ولذلك يلزم المكاشفة والمصارحة ولا يحتمل التسويف واضاعة الوقت، نحن امام لحظة حقيقية يجب تكريس تصميمنا على وقف الغاء الديموقراطية، ومن يقلق من عدم قدرة المواطنين على التصويت مثل بعضهم، عليه اولا اعطاءهم حق التصويت لانه سبق وحرمهم من هذا الحق مرتين ومدد للمجلس النيابي ويحاول تكرارها للمرة الثالثة ان صح له الامر".

وسأل: "كيف لاحد يريد التمديد لمجلس النواب ويقول عن قانون الانتخاب انه غير صالح لانه لا يعطي المواطن حقه الكامل وهو يحرمه من هذا الحق بالتمديد؟ كما يعملون على تشويه الحقائق لان كل القوانين التي طرحناها تراعي معايير العدالة وهم يطلبون التعديل بها وبعدها يهاجمون التعديل الذي طلبوه"، اضاف: "لدينا ورقة طويلة بالقوانين التي اقترحناها ولم نترك قانون في العالم لم نطرحه وقد عانينا من أمراض كثيرة التفكير بقصد التوصل الى قانون يلغي اي عذر لاي احد بعدم الموافقة عليه من غير المعقول عدم الموافقة على اي قانون ورفضها كلها للابقاء على مقاعدكم النيابية والمخرج بالتمديد اي ديموقراطية في العالم تسمح عند كل استحقاق ان تحدد الاكثرية النيابية لنفسها؟ عندها تقتصر انتخاباتنا على الانتخابات الفرعية عند وفاة احد النواب"، مشددا على ان "القضية سرطانية تضرب جسم الوطن ولا تحتمل الا الاستئصال، وفكرة التمديد في البلد يجب استئصالها وهنا ادعو الاطباء وخصوصا الجراحين لمساعدتنا على اسئصال هذه الامراض في لبنان ونعيد له صحته ونضارته ونعيش جميعا ايام جميلة ونتشارك الفرح ونشرب كاس لبنان عاليا".