شدد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان على أن "لبنان بحاجة الى وئام واستقرار وامان فالنترفع جميعا الى مستوى القضية الكبرى، فالمرحلة دقيقة وتتطلب حكمة ووعيا"، مشيرا الى أن "رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري خبره لبنان واللبنانيون وخبره ايضا أهل السياسية وهو اليوم يقوم بمهام وطنية بامتياز، يمليها عليه ضميره الوطني تجاه الشعب وهو ضمانة وطنية كبرى على كل صعيد وما يقدمه من أجل مصلحة لبنان وتعزيز وحدة الصف والتماسك الداخلي وتحصين الوحدة هو عمل مشهود له".
وأكد دريان أنه "يجب مساندة الحريري ومساعدته بتحقيق وتوفير كل الطاقات والجهود لايجاد قانون انتخابي جديد"، معتبرا أن "ما يحدث اليوم من نقاشات ومشاورات وتواصل لايجاد قانون هو مسؤولية الجميع. ليتعاونوا مع الحكومة ويبقوا الخلافات في الرأي ضمن الاطر الموضوعية. الوفاق الوطني صمام الامان في وجه المخاطر".
وفي كلمة له خلال مؤتمر بعنوان دور المؤسسات الدينية الرسمية في تعزيز عمليات الحوار والسلام، لفت الى أنه "يجب علينا نحن العاملين في المؤسسات الدينية أن نتحمل مسؤوليات جسان في استعادة الزمام في تدبير شأن الاسلام والمسلمين وتعزيز قيم التسامح والحوار والسلام في مجتمعاتنا المتنوعة والمتعددة وفي تعزيز قيم الاعتدال والوسطية التي هي تعاليم ديننا الاسلامي القائم على الرحمة والعدل. ديننا الاسلامي دين دعوة وتبليغ، دين الرحمة والحوار والسلام".
وأشار دريان الى أن "مقاصد بعثة الانبياء والمرسلين وحكمتها، النهوض بالبشرية من براثن الاحقاد والكراهية الى الحب والعدل والسلام، كل ذلك بالموعظة والمحاضرة والمجادلة بالتي هي أحسن. لقد أقام الله العلماء والقادة الدينيين على مهمة الانبياء والمرسلين بعد ختم الرسالة بسيد البشر محمد، ليكون هؤلاء النخبة من العلماء القادة الدينيين حاملي تلك الرسالة ومبلغي تلك الامانة، ونحن اليون نعيش زمات كثيرة فكرية وسياسية واجتماعية واقتصادية، أغلقت بسببها مسارات الانسانية المعاصرة وجنحت الى أهواء شديدة الخطورة ضاعت معها قيمة الرحمة والاخلاق وتشوهت صورة الانسان الصافية القائمة على منهج عمرة الارض والتآخي، فتتأكد هذه المسؤولية الكبيرة على العلماء والقادة لتجلية الصورة الحقيقية لثقافة الاسلام في العالم التي هي أصل من أصول الدين الاسلامي القائم على الرحمة".
وشدد عى أن "القادة الدينيين عليهم واجب كبير في نشر ثقافة الحوار والسلام ومواجهة الصعوبات والتحديات التي تهدد مسار البشرية لأن ثقافة الحوار والسلام هي ثقافة الانسانية، ولا استمرار لهذا النسل البشري الا نشر الحوار والسلام"، مضيفا: "الاسلام دين خير ورحمة وعدل ومحبة وتحاور وتعاون واثار ومن يتهم الاسلام بالارهاب فإتهامهم مرفوض ومردود عليه. نحن المسلمين في لبنان نقدر حرية الرأي ونعترف بالاخر ونحترمه ونرفض أن يوصف الاسلام بالارهاب والتطرف وهو الدين الذي يأمر بالعدل وينهي عن الفحشاء والمنكر".
وأكد "أننا سنبقى نعول على الكلمة السواء والحوار لاننا أمة وسط. ان السلام ليس بكثرة المال ولا النفوذ ولا القوة المفرطة، ان السلام بالحب والعدل والرحمة والشفقة واستشعار حاجات المقهورين من الشعوب المغتصبة حقوقهم واراضيهم"، لافتا الى "أننا نستخدم الكلمة القرآنية والنبوية وسيرة السلف الصالح واجتهاداتنا من أجل القيام بمهام التكليف، ونحن على المنابر وفي الدروس ومعاهد التعليم والجامعات وتربية الصغار والتوجه للشباب، لكن ظهرت خطابات أخرى باسم الدين لقيت نجاحات، وكنت ممن ظنوا أن المسألة مسالة قدرات أو امكانيات وأن نجاح هذه الجماعات يعتمد على الاتقان في استخدام وسائل الاعلام، لكن أجد أن الامكانيات المادية ووسائل التواصل موجدين لكن الحاسم في الامر هو التحويلات التي أجروها على المفاهيم والثوابت الدينية، بحيث أصبح العنف عملا مبررا، وبعدما كان المسلم واثقا بربه وجماعته صار مطاردا ومهددا باسم الدين ".
ورأى دريان أن "مهام العلماء مهددة بسبب دعوات التطرف والتكفير والعدوان على الدين والاوطان"، مضيفا: "في مصر جرى الهجوم الارهابي عىي كنيستي طنطا والاسكندرية أزهقت فيهما أرواح عشرات المصلين ولا مبرر الا الكرهية والاجرام وخراب الوطن، وفي سوريا بعد 6 سنوات على حروب مدمرة، يقتل المئات في هجمات كيميائية ثم بتفجيرات بقافلة تنقل مهجرين معذبين".