إرتأى رجل في العقد السادس من العمر، وسيلة مبتكرة لكسب المال من دون عناء، فتمكّن في دقائق معدودة وبإتصال هاتفي واحد من تحقيق مأربه. وقد ذاع صيت "المحتال" في عدد من المناطق اللبنانيّة، بعدما تشابهت الطريقة التي اعتمدها في النصب على أصحاب المحلات التجارية الذين سارعوا إلى تقديم شكاوى ضدّه.

أحد الذين وقعوا ضحيّة ذاك العجوز، هو "م. ر" صاحب محل سمانة في محلّة الدكوانة حيث تقدّم بشكوى أمام النيابة العامة الإستئنافية ضد حامل الرقم (...)، مدلياً أنّ الأخير إتّصل به على هاتف محلّه، مُصرّحاً أنّه يُدعى "الياس عازار" معرّفاً عن نفسه أنّه جاره في المحلّة، وطلب منه أن يوصل إليه إلى منزله في البناية المجاورة، بعض الأغراض والمأكولات، إضافة إلى صرافة 100 دولار وأن يحسم منها ثمن الأغراض التي طلبها.

وبالفعل إنتقل "عامل الديليفري" إلى البناية التي أرشده إليها "المعلّم" لإيصال الطلبية، وما إن وصل إلى مدخل البناء، حتّى صادف رجلاً عرّف عن نفسه أنّه "صاحب الطلبيّة"، واستلم منه الأغراض وصرافة الـ 100 دولار، محسومٌ منها قيمة البضاعة، وقبل أن يُسّلمه "الياس" المئة دولار، إدّعى أنّه نسي أن يطلب منه غرضا آخر من المحل وأرسله لإحضاره، واعداً إيّاه بأن تنقده زوجته في المنزل في الطابق الثالث المبلغ حين يعود.

لمّا رجع الشاب من الدكان لم يجد صاحب الطلبيّة في المدخل، وعندما سأل عن منزل الياس عازار تبيّن أنّه إسم وهمي ولا وجود له في البناية ولا في المحلّة وأنّه استولى على المبلغ المالي وتوارى عن الأنظار.

وتكرّرت سُبحة الإحتيالات مع عدد من الأشخاص ومن بينهم "جورج.م" صاحب سوبر ماركت البيطار في مزرعة يشوع وغيره من المحال التجاريّة والسوبرماركات، وبعد التحريّات اللازمة تبيّن أنّ مستعمل الرقم الهاتفي (...) هو "ح. د" (مواليد 1958) فألقي القبض عليه، حيث اعترف بالإحتيال على المدّعين بالطريقة الموصوفة في الشكوى، مقرّاً أنّه ارتكب هذا الفعل 25 مرّة في أماكن متفرّقة من الأراضي اللبنانيّة معدّداً إيّاها.

إلاّ أنّ الرجل عاد وأنكر تورّطه بعمليات الإحتيال المذكورة، ما عدا تلك المتعلقة بميني ماركت المختار في محلّة الدكوانة، فيما أسقط المدعين حقوقهم الشخصيّة عن المدعى عليه، فتمّ إطلاق سراحه بكفالة قدرها 300 ألف ليرة تخصّص لضمان الحضور، وأحيلت أوراقه لجانب النيابة العامة لإيداعها المرجع القضائي المختصّ.