عقد المكتب السياسي لـ"تيار المستقبل"، اجتماعه الدوري، برئاسة نائب الرئيس باسم السبع، في بيت الوسط، مساء أمس، وأصدر في ختامه البيان الآتي:

أولاً: عبر المكتب السياسي عن ادانته بأشد العبارات، لمجزرة خان شيخون التي ارتكبها نظام بشار الأسد بحق المواطنين السوريين الأبرياء. وشدد على أن هذه الجريمة الوحشية هي حلقة في مسلسل إجرامي دنيء يتواصل منذ سنوات، وتشارك فيه جهات إقليمية ودولية، على مرأى من أنظار العالم، الذي نتطلع الى صحوته من غفوة إنسانية طال انتظارها، فلا يكتفي بعد الان بالإدانة والاستنكار والتفرج على صور الضحايا في وسائل الاعلام، فيقوم بكامل واجباته ومسؤولياته المقابل الانسانية التي تضع حداً لمعاناة الشعب السوري ولمجازر بشار الأسد وشركائه في تدمير سوريا وقتل ابنائها وتهجيرهم في اصقاع الدنيا.

ان "تيار المستقبل"، اذ يضم صوته الى الصرخة التي أطلقها الرئيس سعد الحريري في هذا المجال، يعبر عن تضامنه مع الاشقاء السوريين في وجه الطاغية بشار الأسد وكل من يمده بالعون والتأييد وأدوات القتل والدمار، ويؤكد على الترحيب بأي خطوة تكبح جماح بشار الأسد وحلفائه عن ارتكاب المجازر وتقود سوريا الى السلام الوطني وتنهي مسلسل الآلام الذي يتعرض له شعبها، ويرمي بظلاله علينا في لبنان وعلى العالم العربي واستقرار مجتمعاته.

ثانياً: هنأ المكتب السياسي الرئيس سعد الحريري، بتقليده وسام جوقة الشرف الفرنسي من رتبة كوماندور، في الاحتفال الذي تقدمه الرئيس فرانسوا هولاند، وشكل مناسبة لتظهير موقع الرئيس الحريري ومكانته لدى فرنسا وقيادتها، ودوره المميز في إطلاق عجلة الحوار الوطني وانهاء الفراغ الدستوري في لبنان، وقيادته “تيار المستقبل” ومسيرة الدفاع عن سيادة لبنان وحريته واستقلاله رغم التهديدات التي طاولته والمخاطر التي تعرض لها بسبب مواقفه من النظام السوري.

وإذ توقف عند الجولة الأوروبية التي استكملها الرئيس الحريري بزيارة برلين واجتماعه الى المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، نوه بكلمته أمام مؤتمر بروكسل حول مستقبل سوريا وقضية النازحين، ورأى فيها خارطة طريق واقعية لمواجهة تداعيات النزوح السوري، وخطوة رئيسة في اتجاه تصحيح المسار الذي اختاره المجتمع الدولي لمعالجة هذه المعضلة .

ثالثاً: أكد المكتب السياسي على أن تيار المستقبل مستمر بانفتاحه الإيجابي على كل الطروحات الانتخابية للوصول إلى إقرار قانون جديد، مع التشديد على حرصه على أن يكون التوافق السياسي بين كل الأطراف جسر العبور إلى هذا القانون، في موازاة حرصه على القيام بما يلزم، لتفادي الوصول إلى أي فراغ في السلطة التشريعية، وما سيترتب عليه من سلبيات من شأنها أن تهدد النظام العام وسلامة المؤسسات الدستورية.

رابعاً: شدد المكتب السياسي على مواكبة تيار المستقبل للقضايا المطلبية النقابية والشعبية، لا سيما في ما يتعلق بوجوب إقرار سلسلة الرتب والرواتب، وانهاء مسلسل الانتظار الذي بات يشكل عبئاً حقيقياً على الأمن الاجتماعي، ويستدعي قراراً حاسماً يعيد الحق الى أصحابه ويلبي الحد الممكن من حقوق القطاعات المعنية بالسلسلة .

خامساً: استمع المكتب السياسي الى تقرير خاص، يتصل بعمل المجلس البلدي في بيروت، وشكاوى المواطنين في الأحياء الشعبية تجاه التقصير في تحقيق بعض الخدمات .وقرر في هذا الشأن تشكيل لجنة تتولى متابعة هذا الموضوع، والتواصل مع رئيس بلدية بيروت للوقوف على الشكاوى ورفع تقرير حولها الى رئيس التيار.

سادساً: سجل المكتب السياسي رفضه التام لكل مظهر أمني خارج نطاق المؤسسات العسكرية والأمنية الشرعية، واعتبر العراضة التي شهدتها الضاحية الجنوبية مؤخراً، وبغض النظر عن اسبابها وخلفياتها الحزبية، علامة سوداء من علامات الخروج على القانون وتجاوز حدود السلطة ومسؤولياتها في مكافحة الجريمة ودورها الحصري في ملاحقة الخارجين على القانون .

ان "تيار المستقبل" يحذر من هذا المنحى الخطير، الذي يؤشر لوجود نيات مبيتة، لدى كل فئة تستقوي بحمل السلاح، لبناء منظومة أمنية خاصة تتقنع بشعار حماية المجتمع من اوكار المخدرات وتجارها .فالأمن بكل مستوياته وأسبابه، هو مسؤولية الدولة وسلطاتها الشرعية، وأي جهة تخالف هذا المنطق تسلم مناطقها الى مزيد من الفوضى والاضطراب وعدم الاستقرار، والى الفلتان الاجتماعي الذي لا طاقة للبنانيين على قبوله او التعايش معه.

سابعاً: تابع المكتب السياسي الشؤون الخاصة بالورشة التنظيمية، وأقر لائحة العضوية وطلب الانتساب، ولائحة هيئة الإشراف والرقابة.