أعلنت منظّمة إغاثة طبّية، أن هجمات يُشتبه أنّها بأسلحة كيميائيّة، قتلت 100 شخص على الأقلّ في محافظة إدلب التي تُسيطر عليها المعارضة في شمال غرب سوريا الثلاثاء، وخلّفت 400 شخص آخرين يُعانون من مشكلات في التنفّس.
 
وقال اتّحاد منظّمات الرعاية والإغاثة الطبّية، وهو تحالف لمنظّمات إغاثة دوليّة يُموّل مستشفيات في سوريا وله مقرّ في باريس، إنّ عدد الوفيّات من المرجّح أن يرتفع.
 
وأضاف الاتحاد، أن قرية خان شيخون الواقعة في جنوب إدلب، ضُرِبَت في بادئ الأمر قبل توجيه ضربات إلى مركز منظّمة الخوذ البيضاء للدفاع المدني في خان شيخون ومستشفى الرحمة.
 
وتابع الاتحاد: "شاهدنا أكثر من 40 ضربة منذ الساعة السادسة والنصف. عدد الضحايا مستمرّ في الإرتفاع وكذلك الضربات في منطقة إدلب، إضافة إلى هجمات غير كيميائيّة في حماة".
 
وأثار هذا الهجوم الكيميائي في شمال غرب سوريا، تنديداً دوليّاً واسعاً. ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً، غداً الأربعاء، لبحث "الهجوم الكيميائي"، وفق ما أعلنت السفيرة الأميركيّة لدى الأمم المتّحدة. وكانت بريطانيا وفرنسا طلبتا عقد الإجتماع.

وعبّرت منظّمة حظر الأسلحة الكيميائيّة الثلاثاء، عن "قلقها الشديد" بعد الهجوم الذي يرجّح بأنّه كيميائي في محافظة ادلب السوريّة. وقالت المنظّمة في بيان، إنّها "قلقة جدّاً اثر الهجوم المفترض بالأسلحة الكيميائيّة الذي تحدّثت عنه وسائل الإعلام صباحاً (الثلاثاء) في خان شيخون، المنطقة الواقعة في جنوب محافظة إدلب"، مؤكّدةً أنّها "تجمع وتُحلّل معلومات من كلّ المصادر المتوافرة".
 
من ناحيتها، اعتبرت وزيرة خارجيّة الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يتحمّل "المسؤوليّة الرئيسيّة" في الهجوم الذي يُرجّح بأنّه كيميائي.

وألقى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أيضاً، بالمسؤوليّة بشكل مباشر، على قوّات الحكومة السوريّة في الهجوم الكيميائي. وقال هولاند في بيان: "مرّة أخرى سينفي النظام السوري الأدلّة على مسؤوليّته عن هذه المجزرة"، مضيفاً: "مثلما حدث في 2013، يُعوّل بشار الأسد على تواطؤ حلفائه للتصرّف من دون خوف من العقاب".

ولفت وزير الخارجيّة الفرنسيّة جان مارك آيرولت، إلى أن المعلومات الأولى تُشير إلى عدد كبير من القتلى بينهم أطفال في محافظة إدلب، موضحاً أنّه "طلب الدعوة إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي".
 
من جهته، اعتبر وزير الخارجيّة البريطانيّة بوريس جونسون، أن الهجوم في شمال غرب سوريا، "يحمل كلّ سمات هجوم نفّذه النظام السوري". وقال جونسون في بيان: "رغم أنّه ليس بإمكاننا بعد التأكّد ممّا حصل، إلّا أن ذلك يحمل كلّ سمات هجوم نفّذه النظام الذي استخدم أسلحة كيميائيّة بشكل متكرّر".
 
بدوره، ندّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بالهجوم "الكيميائي" في شمال غرب سوريا، واعتبره "غير انساني"، محذّراً من أنّه يُمكن أن يُهدّد محادثات أستانة للسلام في سوريا.

إلى ذلك، أكّد موفد الأمم المتّحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا، أن المنظّمة الدوليّة تسعى إلى "تحديد واضح للمسؤوليّات" و"محاسبة مرتكبي الهجوم الكيميائي في شمال غرب سوريا"، مشيراً إلى أنّه "هجوم كيميائي تمّ شنه من الجوّ".
 
وأعلنت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتّحدة حول حقوق الإنسان في سوريا، أنّها "تُحقّق حاليّاً" في هجوم يُرجّح بأنّه كيميائي وقع في شمال غرب هذا البلد.
 
وقال المحقّقون في بيان، إنّ "التقارير التي تُشير إلى أنّه هجوم نفّذ بأسلحة كيميائيّة تُثير قلقاً بالغاً. إنّ اللجنة تُحقّق حاليّاً حول الظروف المحيطة بهذا الهجوم، بما فيها المزاعم عن استخدام أسلحة كيميائيّة".

وفي هذا السياق، ندّد البيت الأبيض بقوّة بـ"الهجوم الكيميائي"، معتبراً أنّه "لا يُمكن القبول به". وقال المتحدّث باسم البيت الأبيض شون سبايسر، إنّ "الهجوم الكيميائي الذي وقع اليوم في سوريا واستهدف أبرياء بينهم نساء وأطفال (هو) مشين"، مندّداً بهذا العمل "المروّع" الذي اتّهم نظام الرئيس بشّار الأسد بارتكابه.