تحت عنوان "تطويل القامة جراحة صعبة... فهل تستحق المُخاطرة؟" كتبت جنى جبور في صحيفة "الجمهورية": "لا يعتبر قصر القامة مرضاً خطيراً يهدّد الحياة، الّا أنّ مجتمعنا الشرقي يملك خلفية نفسية في هذا الموضوع ويعتبر أنّ الطول يعطي سحراً خاصاً وجاذبية مميّزة لصاحبه، ما يفسّر اللجوء الى عملية تطويل القامة في الفترة الأخيرة. فكم سنتيمتراً يمكن أنّ تزيد هذه العملية على القامة؟ وهل من طرق طبيعية تجعلنا أطول؟مع التطور الطبّي الحاصل، لم يعد القصر محتّماً على الشخص، خصوصاً بعد أن سمحت جراحة العظام بتطويل قامة كلّ مَن يرغب بذلك. ولكن عملية التطويل هذه، ليست سهلة أبدّاً وتحتاج لوقت طويل وقدرة على تحمّل الأوجاع.

الأدوية والأعشاب

وفي هذا الاطار، كان لـ"الجمهورية" حديث خاص مع الاختصاصي في جراحة العظام والتنظير وتغيير المفاصل وزمالة جراحة عظام الأطفال، الدكتور قاسم اسماعيل الحشيمي الذي نفى أن "تلعب الأدوية والأعشاب والمواد الكيميائية دوراً في تطويل قامة الانسان، خصوصاً وأنّ لوحة العظام (العامل الاساسي للطول) يتوقف نموها عند عمر الـ15 عاماً".

لبنان وتجميل القامة

إذاً، لا يمكن تطويل قامة الانسان إلّا بالطريقة الجراحية التي أصبحت شائعة في لبنان، وحيث يتمتع الإختصاصيون في هذا المجال بخبرّة طويلة متقدمة ومتطورة، إن كان من الناحية الطبية أو التجميلية.

ويشير الحشيمي الى أنّ "هذه الخبرة ناتجة عن النجاح في علاج حالات عدّة من قصر الأطراف، وفقدان قسم من عظام الأطراف خلال الحرب، وبعض الحالات المرضية كالأورام الخبيثة التي يُستأصَل إثرها قسم كبير من أحد اطراف المريض.

ولا تقلّ الخبرة في المجال التجميلي عن الطبي، وتشهد عيادتنا أشخاصاً أقصر من 140 أو 150 متراً، يرغبون في تطويل قامتهم، ولاسيما النساء منهم".

لبنان وتجميل القامة

إذاً، لا يمكن تطويل قامة الانسان إلّا بالطريقة الجراحية التي أصبحت شائعة في لبنان، وحيث يتمتع الإختصاصيون في هذا المجال بخبرّة طويلة متقدمة ومتطورة، إن كان من الناحية الطبية أو التجميلية.

ويشير الحشيمي الى أنّ "هذه الخبرة ناتجة عن النجاح في علاج حالات عدّة من قصر الأطراف، وفقدان قسم من عظام الأطراف خلال الحرب، وبعض الحالات المرضية كالأورام الخبيثة التي يُستأصَل إثرها قسم كبير من أحد اطراف المريض.

ولا تقلّ الخبرة في المجال التجميلي عن الطبي، وتشهد عيادتنا أشخاصاً أقصر من 140 أو 150 متراً، يرغبون في تطويل قامتهم، ولاسيما النساء منهم".

طرق التطويل

الى ذلك، وبعيداً من العلاجات الطبّية التي تكون حاجة ضرورية للمريض مهما كان جنسه أو عمره، يفرض اللجوء الى تجميل القامة أن يكون الشخص بين عمر الـ18 أي بعد اكتمال لوحة العظام لديه، والـ60 قبل أن يترهّل العظم وتصعب إعادة تكوينه بالسرعة والنوعية نفسيهما قبل هذا العمر.

ويشرح الحشيمي طريقة الحصول على قامة أطول قائلاً: «تُقَصّ العظام في أماكن معيّنة من الطرفين السفليين، ويتم إبعادها من بعضها البعض بسرعة بطيئة بينما يحاول الجسم لحمها، وذلك إمّا داخلياً من خلال جهاز يدعى «betzbone» أو خارجياً بواسطة الجهاز الذي يُعرف بالـ«Ilizarov».

وفي كل مرة تحاول الالتحام يتمّ سحب طرفي العظام أكثر من المرة الاولى فيزداد طولها. بعدها نتوقف عن السحب فتلتحم العظام بطريقة أطول عن ما كانت عليه، ويتم التخلص من الجهاز».

كم «سم» تزيد العملية؟

يمكن أن تزيد العملية حوالى الـ15 في المئة من طول الانسان، أي يمكن زيادة من 5 الى 12 سنتيمتراً في كل طرف من الطرفيين السفليين، ويفصّل الحشيمي «يجب أن يُؤخذ في عين الاعتبار تناسق القسم الادنى والاعلى بعد العملية.

ويمكن تطويل عظام الفخذين والساقين بمعدل 5 سم فوق وتحت الركبة. وتعتبر هذه الطريقة أفضل من تطويل 10 سم في عظمة واحدة، وذلك للحد من طول وقت العملية ولتخفيف الألم.

ويستغرق تطويل كل سنتيمتر حوالى شهر علاج، أي كل 6 سنتيمتر طول تحتاج الى 6 أشهر علاج، مع المواظبة على تناول أدوية لتخفيف الألم والالتهاب.

وعلى المريض أن يعلم أنّ هذا النوع من العمليات موجع وأن يكون جاهزاً لتقبل الاوجاع وطول وقت الاجراء. كما أنّ ثمّة مرضى لا يتحملون فترة العلاج بالكامل قيتوقفون عنه قبل إنتهائه، فلا يحصلون على الطول الذي يرغبون».

المضاعفات

لا تحمل عملية التطويل المضاعفات على المدى الطويل وتكون قوة العظام المطوَّلة طبيعية بالكامل، وحتّى أقوى من العظام الطبيعية، ولكن تكثر المضاعفات خلال إجرائها، ويعددها الحشيمي على الشكل الآتي:

• عدم إلتحام العظام بعد التطويل لأسباب صحية أو لاعتماد طريقة تطويل أسرع من اللازم لاختصار الوقت.
• تأثر الأعصاب والشرايين خصوصاً إذا عدّل جهاز التطويل بطريقة أسرع من اللازم (أي أسرع من 1 ملم في اليوم).
• إلتحام طرفي العظام المقصوصة قبل انتهاء العلاج
• إلتهاب الجرح والعظم خلال عملية التطويل
• إلتهاب جهاز التطويل الخارجي وانكساره نتيجة عدم التعامل معه بطريقة صحّية
• الندبات على الفخذ والساق مكان دخول الجهاز

مضيفاً: «يجب أن يعلم المريض أنّه في حال اجرى تطويل لطرفيه السفليين في الوقت نفسه، عندها سيحتاج الى كرسي متحرك طول فترة العلاج».

الكلفة

وفي هذا السياق، كانت الدراسات كشفت أنّ تطويل 10 سم للطرف الأسفل لا يفقد الجسم تناسقه، أمّا فوق هذا الطول فيمكن أنّ يظهر فارق بين الطرفين السفليين والعلويين (اليدان). وتختلف كلفة العملية حسب نوع الجهاز المعتمد وبحسب الحشيمي «تُعتبر كلفة الجهاز الداخلي (betzbone) مرتفة جدّاً، فيصل سعر التطويل بواسطته الى الـ50 الف دولار للعظمة الواحدة. أمّا الجهاز الخارجي (Ilizarov) والذي يُعتبر الاكثر استعمالاً في لبنان، فتصل كلفة تطويل كل عظمة الى حوالى الـ10 آلاف دولار».

إجعلوا اطفالكم أطول قامة!

وأخيراً، من المهم أن يعلم الأهل الطرق الصحيحة التي يمكن إعتمادها مع أولادهم لتأمين نموّهم بشكل صحيح وللحدّ من القصر. وفي هذا الاطار، يلفت الحشيمي الى أنّ «هناك عوامل غير الوراثة تؤثر على طول القامة، كنقص التغذية قبل عمر الـ15 عاماً، وأسلوب الحياة والبئية الصحية، وصحته العامة.

ومن المهم في حال لاحظ الأهل أنّ ولدهم أقصر قامة من رفاقه في الصف أو بالنسبة لعمره، التوجه عند الاختصاصي للتأكد من حسن تغذيته وسلامة هرموناته وإخضاعه لصورة فحص عمر العظام، التي تبيّن اذا كان نموّ العظام طبيعياً، او اذا كانت اكبر او اصغر من عمر الولد، وعندها يفيد هذا الفحص في العلاج الباكر قبل أن يكتمل نموّ لوح العظام الجانبية للأطراف.

واختتم حديثه ناصحاً «المواظبة على التمارين الرياضية المختلفة التي تزيد من طول الشخص خصوصاً قبل عمر الـ15 عاماً، لاسيما تمارين الليونة والسباحة التي نعتبرها من أهم الرياضات التي تفيد في هذا الموضوع».