عرض وفد الهيئة العليا للمفاوضات في جنيف نصر الحريري لـ"الشرق الأوسط"، مجريات ما حصل في محادثات جنيف 5، شاكيا من "ازدواجية" الدور الروسي بين ما تقوم به الطائرات الروسية ميدانيا وما يصدر عن دبلوماسيتها وتحديدا عن نائب وزير خارجيتها غينادي غاتيلوف الموجود في جنيف منذ بداية الأسبوع المنتهي.
ولم يستبعد الحريري أن يكون غاتيلوف بصدد الضغط على النظام كما فعل في الجولة السابقة، مشيرا إلى ان "النظام يقبل ثم يتراجع ويضع العصي في دواليب الحل السياسي وعنوانه عملية الانتقال السياسي".
واعتبر أن الحل لن يخرج من رحم محادثات جنيف التي لم تتحول بعد إلى مفاوضات بسبب رفض النظام السوري الانخراط فيها، لافتا إلى ان "أي تنازل سيكون بداية النهاية"، معتبرا انه "لو قبل النظام تسوية ما وهو أمر مستبعد لأنه يرفض حل الحد الأدنى، فإن إيران ستعارضها". كذلك شكا الحريري من "الغياب" الأميركي حيث تتمهل واشنطن في تحديد سياستها وخياراتها إزاء الملف السوري.
وإذ أعرب رئيس وفد الهيئة العليا عن قناعته بأن استمرار المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في مهمته، أفضل من وصول مبعوث جديد، معتبرا انه "رهينة النظام والمعارضة لأن الأسرة الدولية امتنعت عن فرض الحل". وأضاف "تتوفر لدى دي ميستورا معرفة تفصيلية للملف السوري وهو مر بمخاضات صعبة حتى استطاع أن يشكل الرؤى التي ربما تكون أرضية مناسبة للانطلاق باتجاه الحل السياسي. وفي اعتقادي أن شخصا خبيرا بالملف السوري وله القدرة أن يتعاطى معه بمعطياته الحقيقية، سيكون الأفضل، لأن أي مبعوث جديد سيحتاج إلى ستة أشهر حتى يطلع على ملف معقد عمره زاد على ست سنوات".