اعتبر رئيس الحكومة سعد الحريري، في كلمة له خلال لقاء حول "سيدتنا مريم"، "انني قد جعلت شعار حكومتي استعادة الثقة وهو لا يعني فقط استعادة الثقة بالدولة ومؤسساتها واعادة احضار لبنان في محيطه العربي والعالم بل اني كنت اعني ايضا الثقة بما يمثله لبنان من قيم يبدو كل العالم بحاجة اليها اليوم"، لافتاً إلى "انني أرى في وجوه الحاضرين ما يعبر خير تعبير عن رحابة التلاقي والاخوة والتسامح والاعتدال وهذا ما يريحني في اختيار ذلك الشعار".
وأشار الحريري إلى أن "بعض بلدان العرب ضربتها في السنوات الاخيرة عواصف الحروب وممارسات الاجرام باسم الدين على يد اقلية ضالة تستهدف قيم الاسلام والانسان"، متسائلاً "اين نحن اليوم ازاء هذه التحولات وقد نالنا الكثير من عمليات الارهاب في لبنان حيث سقط شهداء ابرياء من المدنيين والجيش اللبناني وسائر الاجهزة الامنية؟".
وأضاف الحريري "لا يزال لنا اسرى اعزاء لدى الارهابيين لا يمكن ان ننسى قضيتهم والتضحيات التي يقدمونها"، مشيراً إلى "اننا مدركون تماما بوسائل حماية لبنان بمختلف النواحي العسكرية والسياسية والدبلوماسية ونحن حريصون اشد الحرص مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وقيادات المجتمع على الحؤول دون اي انقسام، واليوم نحمل قضية كبرى وهي حماية لبنان في ظل عواصف الشرق في هذه الفترة المفصلية التي تتزاحم فيه المصالح الدولية واننا اليوم نحمي انفسنا اولا بوحدتنا وحرصنا على الوفاق والحوار وهو اساس في حياتنا ونحمي انفسنا عبر نموذج الاعتدال فنحن اهل الاعتدال واهل التواصل والتعقل والتسويات النبيلة ونحن ورثاء أجيال من العطاء الفكري والعلمي".
ورأى الحريري أن "كل استبداد هو كم للأفواه والافكار معا وتخلف ونحن اليوم في عصر الانفتاح العالمي حيث العالم بات قرية كونية يتسابق فيها التطور مع التقنيات المستجدة كل يوم"، مشيراً إلى أن "الاخوة العرب في طليعة من يعترف بالنموذج اللبناني كنموذج يمثّل الحيوية والانفتاح والابداع وهم حريصون على ان يبقى لبنان تلك الواحة الانسانية قبل الفكرية كمصدر عطاء للعقول والقلوب المنفتحة".
وأعلن الحريري أنه "بعد طلبكم ان يكون هناك أرض لبناء مركز مريم للحوار الاسلامي والمسيحي تم الاتصال من قبل الوزير بيار رفول مع الرئيس ميشال عون وقررنا منحكم كل هذه الطلبات لكم".
وذكّر الحريري أنه "عقد منذ ايام في الازهر الشريف مؤتمر حول الحرية والمواطنة والتنوع وصدر عنه اعلان الازهر للمواطنة والذي اختصر كلمات المشاركين من رجال دين مسلمين ومسيحيين وضيوف كبار من العالم الاسلامي والفاتيكان ومجلس الكنائس العالمي اضافة لحضور المفكرين اللبنانيين، وذكر البيان ان الدولة لا تقوم على الدين بل على العقد السياسي والاجتماعي بين المواطنين ودان الممارسات التي تتنافى مع المواطنة ودعا لشراكة متجددة بين المواطنين العرب تقوم على التفاهم والاعتراف المتبادل".