شدد الامين العام لـ"حزب الله" السيدحسن نصرالله على ان ملف الضرائب وسلسلة الرتب والرواتب الذي يشغل اللبنانيين جميعا يجب مقاربته بعيدا عن المزايدات وتصفية الحسابات.
وفي كلمة له بمناسبة ولادة السيدة الزهراء، لفت الى ان "بعيدا عن الأكاذيب عن ضرائب غير موجودة وبعيدا عن المزايدات اقول للقوى السياسية: الشعبوية في هذا الملف لا تنفع لانه كما ان هناك ملايين من الناس المتهيبين للضرائب بالمقابل هناك 260 الف عائلة يعني ما يقارب المليون لبناني ينتظرون سلسلة الرتب والرواتب ومقاربة الأمر بشكل شعبوي لا يربح".
واعتبر ان المطلوب مقاربة الملف بإنصاف، وعلى الانسان ان يتصرف بما يمليه عليه ضميره والمصالح الوطنية، مؤكدا اننا نؤيد سلسلة الرتب بقوة، مشددا على ان السلسلة حق طبيعي ويجب تحقيقه، ومن جهة ثانية تمويل السلسلة يجب ان يكون هناك عمل جاد لتمويلها لأن تطيير التمويل يطير السلسلة.
اضاف:"بالنسبة لنا نقول ما يلي: هناك نوعان من الضرائب مثلا على الأملاك البحرية والكماليات وما المشكلة هنا؟ ولكن الضرائب يجب ان تكون منصفة ويحب ان لا نزيد الضرائب على الفقراء ونحن نقول لا تزيدوا الضرائب على الفقراء وذوي الدخل المحدود وهذا موقفنا منذ العام 1992 ولم نصوت في يوم من الايام على زيادة ضريبة على ذوي الدخل المحدود".
وسأل:"اذا لم نقوم بهذه الضرائب كيف نمول السلسلة؟"، قائلا:"هناك بدائل ولكن هي بجاجة لقرار وجرأة ويجب ان يتنازل بعض الناس عن نفقات لا طعمة لها".
واشار الى ان بعض الناس يريدون تحميل الضرائب للفقراء، يجب مقاربة الملف بطريقة توصله إلى نتيجة، لافتا الى اننا نريد اكل العنب لا ضرب الناطور ولا نريد استخدام الملف كتصفية حسابات سياسية، كاشفا ان ما عرفته انه تم الاتفاق على لقاء تتمثل فيه كل الكتل ونحن من جهتنا سنقدم طرح عن البدائل ولن اقولها في الاعلام.
وشدد على انه يمكن تمويل السلسلة دون زيادة ليرة واحدة على ذوي الدخل المحدود ولكن بحاجة إلى ارادة، متوجها الى القوى السياسية بالقول:"لمرة واحدة كونوا الى جانب الفقراء وشرفنا ان نكون مع الناس وهنا القوة"، مطالبا القوى السياسية التي قالت انها ترفض زيادة الضرائب ان تفي بوعدها.
من جهة اخرى، لفت الى انه قد ضاق الوقت بشأن قانون الانتخاب واللعب على حافة الهاوية بات خطيرا وبعض القوى تؤجل لنصل الى حافة الهاوية، معتبرا انه عندما يصل اللبنانيين الى خيارات اما الفراغ او قانون الستين أو التمديد فهم امام خيارات سيئة واسمعوني جيدا هي خطيرة ايضا.
وراى انه خلال ما تبقى من ايام يجب مقاربة قانون الانتخاب بطريقة جيدة وموقفنا المبدأي معروف ونحن لا نقترح قانون انتخاب على قياسنا، لافتا الى اننا نقترح قانون دائم وليس لمرة واحدة وما نطمح اليه هو تمثيل عادل لكل الشعب اللبناني ولكل الجماعات الصغيرة وأوسع مشاركة في المجلس هي مصلحة وطنية والعدالة في التمثل ايضا مصلحة وطنية.
واشار الى انه عندما تحذثنا عن النسبية في معزل عن التقسيمات، القانون الذي يؤمن اكبر صحة تمثل هو الذي يعتمد على النسبية الكاملة، ونحن تنخفض حصتنا وما المشكلة، والذي يأخذ اكبر من حجمة يجب ان يتواضع ويقبل ان يعود الى حجمة الطبيعي، مضيفا:"عندما نتحدث عن المعالجة فبطبيعة الحال نتحدث عن تسوية وتنازلات واذا تمسك كل فريق برأيه لن نصل الى مكان، ولا يستهين احد في المكان الذي سنذهب اليه اذا لم نقر قانون جديد"، مشددا على ان قانون الانتخاب هو أوجب الواجبات وهو اهم من السلسلة والموازنة، ويجب تقديم تنازلات لنحاول ان نتفق خلال ما تبقى من ايام.
في سياق اخر، اشار الى كل الذين اجتمعو في بداية الاحداث بسوريا من دول اقليمية ودولية تحت عنوان اصدقاء سوريا وتآمروا على سوريا وراهنوا على امكانية السيطرة عليها خلال شهرين واليوم هم امام حقيقة دامية هي الخيبة والفشل وهذه الدول الكبيرة في العالم وصلت إلى الفشل.
ولفت الى انه خلال ست سنوات عشرات المليارات من المال العربي، تركيا وفرنسا وبريطانيا لم تدفع الاموال بل العالم العربي، وهذا المال كان يمكن ان ينهي الفقر لدى العرب والمجاعة في الصومال وكان يمكن ان يفعل الكثير من الامور في العالم العربي، مشيرا الى ان مئات الالاف الاطنان من الذخيرة صرفت في سوريا وجاؤا بالاف المقاتلين في العالم من اجل تحقيق هدف اسقاط سوريا واخراجها من محور المقاومة والسيطرة عليها.
وشدد على ان اليوم النتيجة واضحة خيبة وفشل وتراجع، وفي بداية العام السابع فلنتذكر بداية العام الاول ولا ننكر ان بعض الناس كانت تريد الاصلاحات وبعض القوى منذ الاسابيع الاولى كشفت عن نواياها الطائفية.
واشار الى "انه يذكر ان في العام الاول خاطبت القاعدة وداعش وقلت لهم انتم جيئ بكم الى سوريا لتجميعكم هناك ولاستخدامكم في القتال لتحقيق الهدف الاميركي والاسرائيلي وسيتم القضاء عليكم في النهاية بعد استخدامكم، ودعوتهم في البداية ان ينتبهوا وان لا يتحولوا الى حطب في نار اميركا واسرائيل وهي التي تتآمر عليهم، لكن حماقتهم لم تعطيهم فرصة وظنوا انهم يتسخدمون اميركا وتركيا لاقامة دولتهم وهذا قمة في الغباء".
واكد ان داعش الى نهاياتها في العراق ولم يعد لها اي مستقبل وفي سوريا لن يكون لها اي مستقبل عسكري او سياسي، لافتا الى ان العمليات الانتحارية هي تعبير عن الفشل الاستراتيجي والعسكري، وهذا انتقام وليس قتال وهذا مستقبل داعش والنصرة.
واشار الى ان اليوم النصرة وداعش تُقصفان من الجميع من اميركا والتحالف الدولي ومن تركيا روسيا، لافتا الى انهم بعد تدميرهم سوريا اليوم استيقظوا ان اميركا مخادعة، ومع ذلك اسرائيل تتدخل كل يوم بحجج متنوعة كضرب اهداف لحزب الله كما ادعت قبل ايام.
وشدد على ان اليوم هذا المشروع الاستكباري والهيمنة على سوريا فشل وسوريا انتصرت ولكنها مازلت تنتظر الانتصار الحاسم، مشيرا الى ان داعش والنصرة والفصائل التكفييرية الى زوال والقضية مسألة وقت، لافتا الى ان بقية فصائل المعارضة تائهة بين السفارات واجهزة المخابرات ويبقى الرهان على بعض القوى الوطنية.
اضاف:"لكل الذين يقاتلون في جبهة العدو في سوريا اناديهم واقول لهم هذا المشروع فاشل، رئيس مجلس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ذهب حبوا الى موسكو للتوسل امام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لانه خائف من هزيمة داعش، لأن هزيمة داعش هي فشل له"، معتبرا ان الارهابيين من حيث تعلمون او لا تعلمون فأنتم قاتلتم في جبهة اميركا واسرائيل، الا يكفيكم هذه الدماء، داعيا اياهم الى القاء السلاح والخروج من جبهة اميركا واسرائيل الى جبهة المقاومة ومازال الأمر متاحا، مشددا على انه منذ البداية قلنا محور المقاومة لن يهزم او ينكسر في سوريا والعراق واليمن.
في سياق اخر، اشار الى انه قبل ايام اصدرت منظمة "الاسكوا" تقريرا توثق فيه جرائم اسرائيل تجاه الفلسطينين ويتهم التقرير اسرائيل بسياسةالتمييز العنصري فقامت قيامة أميركا واسرائيل ومارسوا الضغط على الامم المتحدة وعلى امينها العام الجديد من أجل سحب التقرير، والامانة العامة خضعت للضغوط بالقول انها لم تكن على علم.
ولفت الى ان منظمة الأمم المتحدة تهتز وتخضع عندما تهددها الولايات المتحدة بقطع التمويل وهذا ليس جدي.
واشار الى ان الأمين العام الجديد للامم المتحدة خضع للضغوط وأمر الأمينة التنفيذية بسحب التقرير وهذا ليس جديدا على الأمم المتحدة فالامين العام السابق خضع للضعوط قبله وسحب تقريرا يتعلق بجرائم السعودية في اليمن، الا ان الأمينة التنفيذية ريما خلف رفضت سحب التقرير وقدمت استقالتها وقبلها، ونحن هنا أمام مشهدين اولا خصوع الامم المتحدة لاميركا واسرائيل ونحن نعرف ان هذه المؤسسة خاضعة وذليلة لأميركا وهي اضعف من أن تدافع عن حق وهذا المشهد يعني انه لا يمكن الرهان على هذه المنظمة وقراراتها لتعيد لنا اراضينا المتحلة في لبنان وفلسطين ولتعيد لن اسرانا وهي اعجز من ان تفعل ذلك، مضيفا:"اما المشهد الثاني هو موقف سيدة عربية تضحي بموقعها وبعملها وقد تتحمل في الآتي القريب اتهامات بمعاداة السامية وهي قد عبرت عن جرأة وانسجام مع الضمير وانا باسمي وباسم كل المقاومين احييها على موقفها الكبير واتمنى ان يلقى موقفها كل التقدير من كل الشرفاء بالعالم كما نطالب جامعة الدول العربية والمنظمات الاسلامية بمتابعة تثبيت هذا التقرير في الامم المتحدة"، لافتا الى انه في هذا السياق يؤكد الفلسطينيون المستهدفون بنظام الفصل العنصري على روح الثبات والمقاومة وصلابة المقاومة كما شهدنا بتشييع الشهيد باسل الأعرج والحضور الشعبي الكبير والمميز والهتافات القوية والثابتة.