أشار وزير الاعلام ملحم الرياشي إلى انه "صحيح أن أناسا كثيرين كانوا يبنون مجدهم على الخلاف بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، تماما كما يحدث عندما يختلف العمالقة يكبر الأقزام. هذه سنة الطبيعة وطبيعة الحياة. الذنب ليس ذنبهم في أنهم يبنون مجدهم على هذا الأمر، بل الذنب ذنبنا لاننا كنا على خلاف، وعندما وقع الخلاف بيننا، بطبيعة الحال يحاولون ايجاد لأنفسهم مكان أو أماكن أخرى. كنا معتادين أن يكون هناك يوميا خلاف بين القوات والتيار منذ ثلاثين سنة وليس منذ ثلاثين يوما. اعتدنا أن يقع خلاف كل يوم على مواقع التواصل الإجتماعي، في الجامعة، في شارع ما، ويبدأ الخلاف في بيروت ولا ينتهي إلا في أوستراليا أو في أميركا أو في مونتريال في كندا، وكل أوروبا تسمع به، في وقت لا يتعدى كونه خلافا تافها، بمقدار ما أن حجم التيار الوطني والقوات هو كبير، على مساحة لبنان ومساحة الانتشار، وحيث يوجد مسيحي في لبنان وفي العالم العربي وفي الإنتشار، لا بد أن يكون هناك إما قوات وإما تيار"، معتبرا ان "هذا الحجم لا يلغي أحدا، بل يفرض نفسه بحكم الطبيعة، والذين كانوا يبحثون عن مجد على حساب القوات والتيار كانوا كما يقول سفر الحكمة: "مجد كالثلج في الصيف وكالمطر في الحصاد، هكذا المجد للجاهل".
وخلال لقاء حواري بدعوة من مختار بلدة مار شعيا المزكه بول شختورة في فندق "برنتانيا" برمانا، أوضح ان "العلاقة بين القوات اللبنانية والتيار تتطبع يوما بعد يوم والقاعدة تختلط مع بعضها البعض ولم يعد يشعر أحد أنه تيار أو أنه قوات بالمعنى الضيق للكلمة. مؤكد هناك تيار وهناك قوات وهناك تماه كبير بين بعضنا البعض ومؤكد هناك نقاط اختلاف بين بعضنا البعض، ولكننا اتخذنا قرارا وبات هذا القرار خطا أحمر وجازما ونهائيا، بأن أي اختلاف لن يتحول بعد اليوم والى أبد الآبدين، الى خلاف، لأن مصلحة المسيحيين، مصلحة لبنان، تقضي بأن تكون فوق كل اعتبار، فوق كل اختلاف مهما بلغ من مبلغ". وقال: "القوات والتيار أثبتا وجودهما، وأثبتا بعد تفاهم معراب أهمية التحالف بينهما بأنهما أوصلا الى رئاسة الجمهورية، رئيس جمهورية، وكانت العملية مائة بالمائة لبنانية، بعدما كانت تتطلب كل دول العالم حتى توقف بالكاد، الجمهورية، على قدميها، اتفاق صغير في معراب بين سمير جعجع وميشال عون صنع رئيس جمهورية. فكم بالأحرى إذا جرى تعميم هذا الاتفاق على مساحة الوطن، وعلى مساحة الاغتراب والانتشار. الذين يعتقدون أن المصالحة هي مجرد خطوة بسيطة وسهلة وحصلت بين شخصين، يكونون على التباس كبير ومشتبه عليهم، لأن المصالحة حصلت في كل بيت لبناني، ولأكون أكثر دقة، في معظم البيوتات اللبنانية، لأن معظم بيوتاتنا المسيحية فيها قوات وفيها تيار".
ولفت إلى اننا "اليوم نشهد صراعا بين بعضنا البعض في لبنان على قانون الإنتخاب، وهذا صراع مشروع وديمقراطي، لكن في ما يتعلق بقانون الإنتخاب، القوات والتيار وحدا المعايير. والمعيار الأساسي لأي قانون انتخاب، أن يصحح التمثيل المسيحي وألا يأتي بهذا التصحيح على حساب الشريك المسلم. لا نريد رفع الظلم عنا وظلم الآخرين، لكن بالتأكيد نريد رفع الظلم عنا، ولن يكون هناك إنتخاب على قانون الستين لأن قانون الستين ظالم وجائر بحق المسيحيين. لن يكون هناك أي قانون جائر بحق المسيحيين وننتخب عليه. الا نجري الإنتخابات هو افضل من إجراء انتخابات تظلم المسيحيين وتمنعهم من تمثيل نفسهم".
وفي ما يتعلق بمستوى التنسيق بين التيار والقوات اكد ان "التنسيق يبدأ من رأس الهرم وصولا الى القاعدة. من سمير جعجع وميشال عون وصولا الى آخر عنصر وآخر عضو في القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، في آخر ضيعة وفي آخر دسكرة في لبنان وفي الإنتشار. انا زرت كندا منذ أسبوعين، وكان الإستقبال من التيار مماثلا لإستقبالي من القوات، وكان العونيون والقواتيون يدا بيد يبيضون وجه لبنان ويعلموننا أصول المصالحة بين بعضهم البعض أكثر مما كنا نعتقد، لأن الإنتشار بالفعل مدرسة للوطن الأم لان فيه الشوق الأساسي للوطن الأم الذي لا نشعر به نحن، لأننا لا نعيشه، فنحن نعيش هنا كل يوم".