رعى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في القاهرة حفل تدشين مدارس القديس يوسف المارونية التي تم ترميمها وتجديدها، في حضور راعي الابرشية المطران جورج شيحان، وراعي ابرشية بيروت المطران بولس مطر والهيئتين الإدارية والتعليمية في المدرسة ولفيف من الكهنة وحشد من الطلاب والأهالي.

وألقى الراعي كلمة قال فيها: "يسعدنا اليوم أن نكون معكم لكي نهنئ سيدنا المطران جورج شيحان الولي على المدارس والأب جورج نبيل هب الريح ورئيس الهيئتين التعليمية والإدارية والطلاب والاهل على اعادة ترميم مدرسة مار يوسف".

وأضاف: "من أهم رسائل الكنيسة في العالم ولا سيما هنا في القاهرة وتحديدا المارونية، انشاء المدرسة. واليوم نحن نترحم على المؤسسين لهذه المدرسة الذين اهتموا بها منذ عام 1906، وهم يشفعون بنا في السماء ويفرحون معنا فرحا كبيرا لأن المدرسة ما زالت تنمو بالبشر والحجر. وقيمتها أن الكنيسة تؤمن بخدمتها التربوية التي هي عزيزة على قلبه. وفي المناسبة يرافقنا اليوم المطران بولس مطر الذي يشرف على سبع مدارس هي مدارس الحكمة في بيروت اضافة الى جامعة الحكمة وهي انكلوفونية وفرانكوفونية كذلك تضم فروعا للفندقية والمهنية. وسيدنا مطر من محبي التربية، لذلك هو مرتاح جدا بوجوده معنا اليوم وفرحته كبيرة".

وتابع: "نحيي الكنيسة والمجتمع والدولة. ونحيي كل من يساعد طلابنا على صوغ شخصيتهم بكل أبعادها العلمية والروحية والأخلاقية والوطنية. هؤلاء الطلاب يسلمهم الأهل الى مدارسنا التي بدورها تسلمهم الى المجتمع والكنيسة في مصر لكي يكونوا مواطنين مخلصين لوطنهم ومؤمنين لأبناء الكنيسة. وهنا لا بد لي من ان احيي طلابنا من المسلمين واهلهم، ويسعدنا وجود طلاب مسلمين ومسيحيين في مدارس مار يوسف المارونية".

وأشار الراعي الى "أننا أتينا من مؤتمر ناجح جدا تمحورت مواضيعه الأربعة الأساسية حول الحرية والمواطنة والتنوع والتكامل. وكان تشديد في هذا المؤتمر على اهمية تربية اجيالنا على هذه القيم الأربع. فركزنا على المدارس التي هي المنطلق الأساسي الذي نربي من خلاله اولادنا على هذه القيم. لقد كنتم حاضرين معنا في المؤتمر على الرغم من انكم لم تشاركوا لأن التركيز كان على المدرسة بكل مكوناتها، فهناك تهيأ الأجيال. التفاعل الإيجابي كان لافتا والجميع أحس بهذا المؤتمر الذي تمثلت فيه 60 دولة وبلغ الحضور نحو 200 شخص أتوا من كل البلدان والطوائف. لقد شعروا جميعا بان عالم اليوم بحاجة الى تنشئة اجيال جديدة وبحاجة الى عالم يعيد للإنسان حريته الحقيقية التي هي عطية من عند الله. ربنا يقول انا حررتكم لكي لا تستعبدوا لأحد وعلمتكم الحقيقة لأنها تحرركم وهي تجمعكم، لذلك فالحرية هي عطية كبرى من الله. لقد شعر المؤتمرون بأن هناك حاجة الى وجود تربية في المدارس والبيوت والمجتمع على مفهوم الحرية الحقيقية وعلى المواطنة التي يعيش من خلالها الناس متنوعين بانتماءاتهم السياسية والدينية والحزبية، ولكنهم يكونون مجتمعا واحدا ووطنا واحدا مبنيا على الحقوق والواجبات".

وأردف: "لذلك للمدرسة دور كبير جدا لكي تهيئ شبابنا واجيالنا الصاعدة على قيم الحقوق والواجبات. بعضهم عرض لفكرة التكلم عن الواجبات، انطلاقا من واجباتي انا تجاه وطني والمجتمع والله والكنيسة بعدها ستصلني حقوقي بالتأكيد. وهناك تركيز على فكرة التنوع، فالعالم لا يمكنه ان يعيش بالآحادية. المدرسة تضم الجميع على تنوعهم ونحن نتعلم انه داخل المدرسة وخارجها علينا ان نحترم بعضنا بعضا باختلافنا لأن هذا الإختلاف والتنوع يجعلنا نبني عائلة بشرية واحدة. في المدرسة نربي الأجيال الجديدة وفي المدرسة نربي لعالمنا العربي مجتمعا يخرج من تمزقه وحروبه ومن النزاعات الكبيرة التي تشرذمه".

وختم الراعي: "من هنا نحيي جمهورية مصر العربية تحية كبيرة جدا، ونحيي رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي ونقول له إن هذه المدرسة هي في خدمتكم وفي خدمة الوطن، لذلك يمكنكم أن تكونوا مرتاحين لأن الاجيال يتم تربيتها أفضل تربية في هذه المدارس. أحيي أهلكم ومجتمعكم المسلم وكل الكنائس وكنيستنا بنوع خاص لأنه من هنا يتخرج المواطنون والمؤمنون المخلصون".