استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة، قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال جوزف فوتل، على رأس وفد مرافق، بحضور السفيرة الأميركية إليزابيت ريتشارد، وتناول البحث العلاقات الثنائية بين جيشي البلدين، وحاجات الجيش اللبناني من الأسلحة والأعتدة المتطورة لتحصين لبنان من خطر التنظيمات الإرهابية، والأزمات التي تشهدها المنطقة.
 
وتوجه قهوجي بالشكر إلى قيادة الجيش الأميركي، والسلطات الأميركية على "المساعدات العسكرية النوعية التي قدمتها للجيش اللبناني"، كما ثمن للجنرال فوتل "اهتمامه الشخصي بأوضاع المؤسسة العسكرية اللبنانية، وتعاونه اللافت في سبيل تعزيز قدراتها القتالية".
 
من جهته، أشار فوتل إلى أن "الشراكة الأمنية بين الجيشين الصديقين راسخة وقوية"، وعبر عن "ثقة بلاده بكفاءة الجيش اللبناني واعجابها بما حققه من إنجازات بارزة في مكافحة الإرهاب وضبط الحدود والحفاظ على استقرار لبنان"، مؤكدا "العزم على مواصلة التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات، خصوصا لجهة دعم الوحدات الخاصة في الجيش اللبناني".
 
وعقد فوتل مؤتمرا صحافيا في نادي الضباط - اليرزة بحضور قهوجي وعدد من الضباط والسفيرة ريتشارد قال فيه: "شكرا جزيلا حضرة العماد على هذا الاستقبال اليوم، وأنا مسرور لعودتي مجددا الى لبنان ورؤيتكم من جديد. دعني أشكرك شخصيا لدوركم في العلاقات القوية المتبادلة بيننا لمدة طويلة، ونحن نكن لكم عميق الاحترام والامتنان لهذه العلاقة. إنه لشرف عظيم أن أعود إلى لبنان مجددا. لقد عقدنا اجتماعات قيمة حتى الآن، والتقينا قائد الجيش العماد جان قهوجي، ووزير الدفاع الوطني".
 
اضاف: "عدنا للتو من القصر الجمهوري، حيث التقينا فخامة رئيس الجمهورية، الذي أجرينا معه نقاشات ممتازة، وقد أتيحت لي الفرصة للتعبير عن انطباعاتنا حول علاقاتنا المميزة والعمل الممتاز القائم مع الجيش اللبناني. وقدمت الشكر لجميع المسؤولين على العمل الممتاز الذي تقوم به وحدات الجيش اللبناني في مواجهة تنظيم داعش الارهابي على الحدود الشرقية".
 
وتابع: "إن هذا العمل هو عمل نوعي، لا تقتصر أهدافه على حفظ أمن لبنان وحسب، بل يساهم في العمليات التي يقوم بها التحالف. لدينا علاقات طويلة وممتازة مع القوات المسلحة اللبنانية، وبالأخص الوحدات الخاصة، ونحن نتطلع قدما للحفاظ على هذه العلاقات".
 
وعن المناطق الآمنة التي جرى تداولها مؤخرا من قبل السلطات الأميركية، أشار فوتل إلى أن "مبدأ المناطق الآمنة هو مبدأ قابل للحياة، وهناك الكثير من النقاشات الدائرة حول هذا الموضوع، كما تتعدد الخيارات حول الرؤية لهذه المناطق، بحيث يجب أن تتأمن جميع الموارد المطلوبة لها، وذلك استنادا إلى ما نحاول تحقيقه، فإذا أردنا أن نقيم مثل هذه المناطق، يتوجب علينا أن نؤمن الموارد العسكرية المناسبة من أجل إنشائها ودعمها. هناك بعض النماذج من الدول التي أقيمت فيها مناطق آمنة، وتحصل على المساعدات الإنسانية، في الوقت الذي تستمر فيه عمليات حفظ الأمن والاستقرار. اعتقد أنه ما زال لدينا الكثير من العمل المطلوب انجازه في هذا المجال، كما أن التخطيط له والنقاشات لا تزال مستمرة".
 
وقال: "في ما يتعلق بالشراكة مع الجيش اللبناني، هناك العديد من الامور التي نقوم بها، خصوصا لجهة تطوير قدرات الوحدات الخاصة، والمساهمة في تحسين مستوى التنسيق بين وحدات المناورة وأنظمة الاستطلاع. كذلك نحن نعمل معها بشكل فعال في ميدان التنسيق بين منظومات الدعم الناري وغرفة العمليات. اعتقد أن هناك الكثير الذي يمكن انجازه، ونحن نتابعه معا".
 
اضاف: "بالنسبة الى موضوع اللاجئين السوريين وضبط تدفقهم الى لبنان، نحن مهتمون بالعمل مع الجيش لتنمية قدراته في مجال ضبط الحدود، وبذلك نساهم في ضبط تدفق اللاجئين الممكن قدومهم الى داخل لبنان، كذلك فإن إنشاء بيئة آمنة وخصوصا عند الحدود، يساهم في ضبط هذا التدفق".
 
وختم: "بالنسبة الى التعاون العسكري مع الجيش اللبناني هناك العديد من برامج المساعدات العسكرية، اذ تسلم الجيش مؤخرا طائرة "سيسنا"، ومن المرتقب تسلمه عددا من طائرات نوع "سوبر توكانو" في المستقبل القريب، وهذه المساعدات ستساهم في تحسين قدراته العسكرية، وأنا مسرور جدا من التقدم الذي أحرزناه، مع الاشارة الى أن البرامج لا تتعلق فقط بتقديم العتاد فحسب، بل أيضا تدريب العناصر بصورة كاملة لتمكينهم من استخدام هذا العتاد وصيانته على المدى البعيد".