إنّ الأغراض غير المؤمّنة والمثبّتة بشكل جيد داخل السيارة، مثل زجاجات الماء والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وغيرها من الأغراض المبعثرة هنا وهناك، قد تهدّد حياة الركّاب أثناء القيادة.يحمل معظم الأشخاص ما يشبه المقذوفات في سياراتهم دون أن يعلموا بذلك. يمكننا ملاحظة ذلك من خلال السيارات التي أصبحت مملوءة بأغراض يمكن أن نكون بحاجة لها وأمور أخرى لا حاجة لها على الإطلاق.

وهذه الأغراض تكون مرميّة على المقاعد الخلفية أو الأمامية وحتى على المسافة بين مساند الرأس والزجاج الخلفي وعلى التابلو الأمامي.

مقذوفات خطرة

تتحوّل الأغراض غير المؤمّنة إلى مقذوفات بوزن يعادل 50 ضعفاً من وزنها عند إجراء عملية كبح كاملة على سرعة 50 كيلومتراً في الساعة. وعلى سبيل المثال لا الحصر، إنّ الهاتف الجوال الذي يزن 300 غرام، يمكن أن يتحوّل إلى مقذوف بوزن 15 كيلوغراماً يرتطم برأس السائق أثناء الإصطدام، بينما قد تتحوّل زجاجة الماء سعة لتر واحد إلى مقذوفة بوزن 50 كيلوغراماً.

أما الحاسوب اللوحي بوزن 2.2 كيلوغرام فقد يتحوّل إلى مقذوف بوزن 110 كيلوغرامات، وهو ما قد يشكل خطراً حقيقياً على حياة السائق والركاب.

كذلك إنّ تخزين الحقائب والأمتعة وطيّ المقاعد الخلفية لتحميل أكبر قدر من الامتعة والإنطلاق سريعاً، يؤثر سلباً على نسبة الأمان أثناء الرحلة، وقد يؤدي ذلك الى التعرّض لكوارث محققة واحياناً قد يصل الامر الى حدّ الإصابات المميتة.

فقد أوضحت نتائج إختبارات التصادم التي أجراها نادي السيارات الألماني أخيراً أنّ الأغراض الخاصة بالرحلات المخزّنة في السيارة بشكل خاطئ، قد تكون أحد الأسباب الرئيسة التي يكمن وراءها التعرّض للعديد من المخاطر اثناء القيادة، وهذه المعلومة يجهلها الكثيرون.

وأثبتت نتائج إختبارات التصادم أنّ الأغراض المحمّلة بالسيارة والتي يتمّ وضعها بشكل غير صحيح، يمكن أن تتسبّب في حدوث أضرار بالغة في حالة التعرّض لأيّ تصادمات أمامية اثناء قيادة السيارة على سرعة 50 كيلومتراً في الساعة، هذا ناهيك عن إنزلاق الأمتعة المؤمّنة بشكل خاطئ الى مقصورة السيارة، الأمر الذي قد يتسبّب في تعرّض الركاب الى العديد من المخاطر منها إصابات بالغة الخطورة في المخ والعنق، والسبب في ذلك يرجع إلى أنّ وزن هذه الأمتعة الذي قد يزداد بمقدار 50 مرة بالمقارنة مع وزنها الحقيقي.

وفي هذه الحال قد لا تتحمّل الفقرات بالعنق أو رؤوس الركاب إصطدام مثل هذه الأغراض بها. كذلك إنّ ما يزيد الطين بلة، هو أنه عادة ما يجلس الركاب بسياراتهم بشكل متحرّر للغاية، وقد يحدث أثناء ذلك وضع الساقين على حافة موضع التخزين في الأبواب، الأمر الذي يشكّل عامل خطورة على الركاب ويهدد حياة الأطفال في حال وجودهم بالسيارة عند التعرّض الى أيّ صدام.

سبل الوقاية

ترتبط سبل الوقاية من إصابات الأغراض والمقذوفات في السيارة بأمور بديهية وبسيطة. ونختصرها بعدم ترك أغراض لا حاجة لها في المقصورة، ووضع الأغراض التي ننقلها معنا في أماكن مصمّمة لنقل هذه الأغراض داخل المقصورة أو في اسوأ الأحوال بطريقة لا تصطدم بنا أو بالركاب في حال حصول إصطدام. كذلك عند الحاجة الى طيّ ظهر المقاعد الخلفية لنقل الأغراض، يجب تثبيتها وربطها جيداً وعدم تركها مكدَّسة فوق بعضها معتمدة على وزنها.