اوقف أحد قادة المعارضة في قرغيزستان بتهمة الفساد، مما ادى الى احتجاجات في مختلف انحاء هذا البلد في آسيا الوسطى الذي يشهد تصاعدا للتوتر قبل 9 أشهر من الانتخابات الرئاسية.

وأعلنت لجنة الدولة للأمن القومي في بيان توقيف زعيم حزب "أتا ميكن" الاشتراكي عمر بيك تيكيباييف (58 عاما) بعيد هبوطه في مطار العاصمة آتيا من اسطنبول. وجاء في البيان أن تيكيباييف المعروف بمعارضته الشديدة للرئيس ألماظ بك أتامباييف، سيحتجز لـ48 ساعة على الأقل في سياق تحقيق في قضية فساد واحتيال داخل شركة اتصالات.

ووصف انصار المعارض هذه الاتهامات بانها "ملفقة". وادى توقيف المعارض الى موجة احتجاجات عبر البلاد. وتجمع الف شخص بعد ظهر اليوم امام مقر لجنة الدولة للامن القومي في بشكيك، وهتفوا "الحرية لتيكيباييف".

وقال كاني بيك ايما علييف، النائب عن حزب المعارضة، ان "هذا الفعل الذي اقدمت عليه السلطات جعل صبر الشعب ينفد"، واصفا التوقيف بانه "بداية اعمال قمع" في قرغيزستان. واشار الى انه تم خلال اسبوع فتح تحقيقات جنائية "لا اساس لها" ضد 3 نواب من حزب اتا ميكن".

ونظمت تظاهرات عدة جمعت بين 20 و250 شخصا في مدن اخرى، خصوصا في الجنوب الذي يتحدر منه المعارض. وقال علييف "ان آلافا من انصار المعارضة من كل المناطق يتوجهون الى بشكيك" العاصمة، محذرا من "انقلاب جديد" في حال رفضت السلطات الافراج عن تيكيباييف". واشار الى انه من المقرر تنظيم تظاهرة اخرى امام لجنة الامن الاثنين.

وكان تيكيباييف الذي لم يترشح حتى الآن للانتخابات الرئاسية في 19 تشرين الثاني 2017، دعا اخيرا إلى الشروع في بدء اجراءات لإقالة الرئيس. كذلك، دعا السلطات إلى التحقيق بشأن أتامباييف وعائلته للاشتباه بضلوعهما في الفساد.

وشهدت قرغيزستان الجمهورية البالغ عدد سكانها 6 ملايين نسمة، معظمهم من المسلمين، ثورتين منذ نيلها الاستقلال قبل 25 عاما، أطاحتا بالرئيس العام 2005، ثم في 2010، فضلا عن مراحل كثيرة تخللتها أعمال عنف اتنية.

ومنذ وصول أتامباييف إلى السلطة سلميا العام 2011، تقاربت البلاد مع روسيا، حيث يعمل مئات الآلاف من مواطنيها. ويختلف الوضع السياسي في هذا البلد عنه في أوزبكستان وتركمانستان، حيث انتخب الرئيسان شوكت ميرزيوييف وقربان قولي بردي محمدوف بأكثر من 85% من الأصوات.