"بتحب تغنّي؟ بتحب تسجّل أغنية خاصة إلك بأفضل تقنية وأروع توزيع ودعم أغنيتك عالـ Mazzika؟ جديد بس بـ 1500 دولار. الدّعم عليك.. والتسجيل والتوزيع علينا.. للإستعلام...".

هذا الكلام ليس مزحة أو خيالاً، بل هو إعلان حقيقي يبثّ على أثير إحدى المحطّات الإذاعية اللبنانية المحلية عدّة مرات خلال اليوم.

واللافت في الأمر أنّ السؤال المطروح في الإعلان يقتصر على: "بتحبّ تغنّي؟"، أي أنّ الشخص مهما كان صوته وأداؤه، إذا كان فقط يحبّ الغناء فهو أمام فرصة تاريخية لينتج أغنيته الخاصة ويصبح أحد مشاهير الفن على الإذاعات، وفقط بـ 1500 دولار. لأنّه عادة ما تسأل برامج المواهب ما إذا كان الشخص موهوباً أقلّه ويمتلك الحد الأدنى من القدرات الصوتية ليقوم بالتجربة أمام لجنة، وإذا كان فعلاً مؤهلاً ليكون فنّاناً تتم مساعدته لإنتاج أغنيته الأولى ومن ثمّ ينطلق في مسيرته حتى تتبنّاه إحدى شركات الإنتاج، أي أنّ المسألة ليست بـ"كبسة زر" أو بـ 1500 دولار.. هي مزيج من الموهبة والكاريزما والسعي وتعلم أصول الغناء والموسيقى.

كما أنّه من المعلوم أنّ الإذاعات تموّل نفسها من خلال الإعلانات التجارية، أمّا الجديد هنا أنّ الإذاعة صاحبة الإعلان تريد أن تموّل نفسها من خلال الناس العاديين الذين قد يغريهم هذا الإعلان، ويسقطوا في فخ هذه الإغراءات.

الإعلان السحري ليس إلا حلقة في مسلسل هبوط الفنّ في لبنان، لكنّه الحلقة الأخطر، لأنّه حوّل الفنّ إلى تجارة، أو بمعنى آخر إلى "احتيال" مقنّع. لذلك، "إذا بتحب تغنّي.. انتبه".