شدد الرئيس ميشال عون على إن "لبنان يدافع عن عودة اللاجئين والاعتراف بالوطن الفلسطيني ومواجهة دعاوى التوطين". واشار إلى أن "عارا تاريخيا" سوف يلحق بالعرب لو نجحت إسرائيل فى إلغاء الهوية والأرض الفلسطينية وتفريغ الأماكن المقدسة من المسلمين والمسيحيين.

ولفت عون في حديث الى صحيفة "الاهرام" المصرية، الى إن التفاهم مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يسبق اللقاء بسبب خلفيتهما المشتركة في إشارة إلى تاريخهما فى المؤسسة العسكرية في البلدين. وتحدث الرئيس عون عن أجواء الزيارة التي تبدأ غدا، فقال إنه مهتم بتلبية دعوة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب لزيارة الأزهر الشريف، إيمانا منه بما تعلمه فى الصغر من احترام لحرية العقيدة وحرية المعتقد، واحترام الحق في الاختلاف.

ورأى ان الاختلاف في الآراء والمواقف السياسية بين اللبنانيين أمرا طبيعيا، ويقول إن منهجه في الحكم هو "عدم إلغاء أحد للآخر، وأن الخلاف هو الاستثناء والتفاهم هو الباقي".

وحول الازمة السورية، اشار الرئيس عون الى إنه ينتظر "صوتا صارخا" ينطلق من الجامعة العربية يدعو الجميع إلى الهداية ويرى أن القمة العربية المقبلة يجب أن تتحرك في اتجاه إحياء الجامعة "المشلولة" وتقليص دور الغرباء عن المنطقة في التعامل مع أزماتها.

وحول وجوده في الحكم لمدة 100 يوم، لفت الى "إن هناك صعوبات غير موجودة في بلد آخر بسبب إرث يصعب تغييره يحتاج من وجهة نظره إلى تصحيح"، ويقول: "أنا من الإصلاحيين" الذين يريدون تصحيح طريقة الحكم وطريقة التعامل مع القضايا العامة من خلال تطبيق الدستور والقوانين. والعادات التي تسمح بتجاوز الدستور والقوانين لابد أن تتوقف.

وحول طرح مسألة اعتبار حزب الله منظمة إرهابية في السعودية، اوضح الرئيس عون: من جهتي لم أطرح هذا الموضوع، لأن حزب الله فى لبنان هو شريحة كبيرة من الشعب اللبناني وهم سكان الجنوب، وهم ليسوا مرتزقة كما جاء المرتزقة إلى سوريا من مختلف البلدان، هم لبنانيون يدافعون عن أرزاقهم وأملاكهم بالدرجة الأولى وبالطبع يتلقون العون من الآخرين، فلا يمكن أن نكون مع إسرائيل ضد قسم من شعبنا وأرضنا هي التى يتم تخريبها، وبالنسبة لي فإن البيت اللبناني ليس شيعيا، والأرض اللبنانية ليست شيعية ولا سنية ولا مسيحية هى أرض لبنانية للجميع ولبنان للكل. وكل منا لديه معتقده وهذه هى حرية الاعتقاد، ولكن كلنا متضامنون - على هذه الأرض - على أن نعيش متفاهمين معا وبالطبع الخطاب يأخذ أحيانا طابعا ناريا فى السياسة، ولكن لا تندلع النار.

ولفت الرئيس عون الى ان هناك نحو مليون ونصف مليون نازح سوري وهذا حمل كبير وآثاره واضحة فى لبنان اقتصادية وأمنية وسياسية، فالوضع بالفعل صعب جدا اليوم: وكـ"لبناني" ومن كل قلبي أقول إن الشعب اللبنانى "قديس"، فأنت لا تتصور كيف يتحمل هذا العبء من جراء هذه المشكلة. فالكثافة السكانية فى المدن فى لبنان كبيرة نحو 400 نسمة في الكيلومتر المربع زادت إلى 600 نسمة بإضافة مليوني سوري وفلسطيني.. ومساحة لبنان صغيرة فلدينا أرض زراعية كلها مخيمات. ومن هذه النواحي إلى جانب أرضنا الجبلية ومشكلة الإسكان، بالإضافة إلى حدودنا مع إسرائيل حيث توجد القوات الدولية والحدود الشرقية التي ينتشر فيها الجيش اللبناني وتحتاج إلى تأمين دائم والصدامات التي تحدث أحيانا مع المتسللين من منظمات إرهابية من الشمال الشرقى اللبناني، مع ذلك كله استطعنا بحمد الله الحفاظ على سلامة الحدود وسلامة الأهالى بيقظة من أجهزة الإعلام ويقظة أجهزة المعلومات "الأجهزة الأمنية".

واعتبر الرئيس عون ان ايران وتركيا دول متجاورة، وهذه الدول يجب أن تحتفظ بعلاقات متميزة لأن هناك مصالح كثيرة مشتركة بين أي دولة ودولة أخرى مجاورة لها، أكثر مما بين أي دولة ودولة أخرى بعيدة عنها، وإذا وجد التفاهم تتميز العلاقات إما بالخير وإما بالشر ولأن الجغرافيا هي التى تتحكم بالسياسة، فلابد من حسن الجوار الذي يتعلق بالدرجة الأولى بالأمن والمصالح الاقتصادية، وأخرى مشتركة مثل المياه والأحواض النفطية الحدودية والاستثمار المتبادل وكلها أمور إيجابية، فلا شيء محرم لحسن العلاقة سوى شن الحرب.

واوضح الرئيس عون انه من الصعب التقدير مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب، فأنت لا تستطيع التمييز بين الخطاب الانتخابي الشعبوي، والحقيقة الأميركية، فوفقا لما يقوله يجب قلب أميركا رأسا على عقب قبل أن "يقلبنا نحن"، لأن هذا الوضع الذى يريد أن يخلقه غير طبيعي والمخاوف في أميركا أكثر من المخاوف لدينا فى المنطقة التي يمكن أن تكون عن لا وعي، لكن الضرر سيكون لديهم قبلنا، لذلك يجب علينا عدم التسرع بالتأييد وعدم التسرع بالمعارضة، لأن التسرع بالتأييد يمكن أن يكون خطأ وكذلك التسرع بالمعارضة يمكن أن يكون خطأ أيضا، وأرجحية أن تصيب أحدهما فهذه مقامرة.