لفت عضو المكتب السياسي لتيار "المستقبل" مصطفى علوش في ندوة الى أن "الأحداث التي تلت يوم 14 شباط 2005 وما يحدث حتى الآن تؤكد على أن دور رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري كان شديد الأهمية على المستوى الاستراتيجي المحلي والإقليمي، إذ لم يكن يعلم الاخير يوم أتى إلى عالم الشأن العام في لبنان، أن عدوه بدأ بترصده وأخذ يتحين الفرص ويخطط ويرسم في وكر من الأوكار ليقتله، لأن هذا العدو اعتبر رفيق الحريري بأنه يسعى إلى إنهاء دوره المبني على اليأس والحرب والفوضى، من خلال زرع الأمل والسلام والإستقرار"، مضيفا: "لست أدري لماذا استهتر رفيق الحريري بقدرات عدوه، هل كان ذاك الميل إلى الإيمان بالقدرية والتسليم؟ هل كان ذاك التفاؤل الأسطوري؟ هل كانت تلك الثقة بأن الرعاية تحميه؟".
واشار الى أن "رفيق الحريري اغتيل وكان رد الفعل الشعبي المنطقي المبني على تجارب سنوات الوجود السوري هو أن بشار الأسد هو من أصدر الأمر، وأن المنظومة الأمنية التابعة له هي من نفذت، رغم شكوك عابرة حول عدم إمكانية حصول عملية ضخمة ومعقدة كعملية الرابع عشر من شباط من دون علم أمن "حزب الله"، لافتا الى أن "عائلة الحريري والقوى التي ساندتها تجاوزت هذه الفرضية، وقررت الذهاب إلى تسويات داخلية كان عنوانها التحالف الرباعي، أملا في إقناع "حزب الله" بفك تحالفه مع النظام السوري"، مشددا على أن "الفرصة أصبحت متاحة للتمديد أمنيا وسياسيا على كل مساحة لبنان تحت شعار المقاومة حينا، وتحت غفلة قوى الرابع عشر من آذار أحيانا"، ومضيفا: "عندما تحدث ملك الأردن عبد الله الثاني بعيد دخول الولايات المتحدة إلى العراق عن هلال شيعي، ظن الكثيرون أنه مجرد تصور مضخم لأمر لا يمكن أن يحدث لكن الوقائع التي تتابعت بعد ذلك دفعت قيادة مشروع ولاية الفقيه إلى رفع رايات النصر وإعلان الهلال الشيعي، وكانت الإشارة واضحة عندما أسقط "حزب الله" حكومة سعد الحريري معلنا أن أي حكومة ستأتي في لبنان ستكون حتما تحت عباءة حسن نصر الله وبالتالي ولاية الفقيه".
ورأى أن "هذا المشروع لم يعد بعدها محتاجا لممارسة التقية، فقد صرح المقيمون عليه مرارا بأنهم سيطروا على أربع عواصم عربية بعد أن دفعتهم البهجة إلى التمدد نحو اليمن وكسر كل الخطوط الحمر وتحدي كل المنظومات القائمة. "، لافتا الى أنه "وبعد إحدى عشرة سنة على اغتيال رفيق الحريري تكشفت شيئا فشيئا أسباب اغتياله، لم يكن اغتياله مسألة معزولة بل كان محطة اساسية على طريق غزوة الولي الفقيه للدول العربية"، متسائلا "كيف نواجه المشروع اليوم إذن؟ علينا الإلتفاف أكثر من كل يوم بالحفاظ على إرث رفيق الحريري من خلال تياره".
وأكد علوش أن "قاتل رفيق الحريري مستمر بمحاولته القبض على الشرعية السياسية من خلال السلطة ومن باب مجلس النواب بالذات عبر اختراع قوانين موجهة لمصلحته، وعلينا التحضير للمواجهة من خلال الإلتفاف حول قيادة التيار وتوجهاتها".