كلنا يذكر المشترك طوني كيروز الذي خلع ملابسه على مسرح "نقشت-Take me out" البرنامج الذي عُرض مؤخراً على شاشة الـ"إل بي سي أي"، خالقاً بذلك ضجة إعلامية وحرباً "أخلاقية" على برنامج "فكاهي" حصد من أرقام المشاهدات الخيالية، ما يقارب صولات وجولات الحروب التي تناولته.

مع إنتهاء الموسم الأول من "نقشت" والبدء بتحضيرات الموسم الثاني، شكل "طوني كيروز" الحالة الأبرز التي ظهرت بكل ما تحمله هذه الشخصية من جدلية وإندفاع وخروج عن المألوف في بيئة "غير مألوفة" فصاحب فكرة تبديل ملابسه أمام الشاشة الصغيرة، تلتمس منه حماساً لمعاودة الكرة التي لا يرى فيها "عيباً" ويؤكد أن من إنتقده "ذهب بعيداً في نقد غير مهني حوّر الموضوع والغاية منه، على ما يقول "طوني" لموقع "ليبانون ديبايت" في مقابلة خاصة.

من أين أتت الفكرة، هل هي فكرته أم فرضتها عليه سياسة البرنامج، كيف كانت ردود الأفعال على "فعلته" الجريئة، وهل غيّرت هذه التجربة حياته؟ يكشف طوني لـ"ليبانون ديبايت" خفايا إنتقاء المشتركين، والذي كانت آليته تتم عبر إختيار أشخاص ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، يتم التواصل معهم عبر الهاتف بشكل أولي، تُعرض عليهم فكرة البرنامج، وللمشترك أن يقبل أو لا... قبل طوني عرض "نقشت" الغير مدفوع أبداً، على حد قوله، "لأن فكرة البرنامج جديدة ومهضومة"، ويتابع "ذهبت إلى البرنامج تعرفت على المسرح، فريق العمل، المشتركات والمشتركين، إستشاروني في الأغاني التي أريد دخول المسرح عليها وقمت بتجربة تمثيلية، أعجبتني، وعليه مضيت عقداً مع البرنامج يتضمن التعهد بعدم تسريب أي معلومات قبل عرض الحلقات".

وعن فكرة تبديل الملابس، فقد طالب طوني بداية تقديم مهارات لها علاقة بـ"السبور" إنطلاقاً من طبيعة عمله كمدرب رياضي في أحد النوادي المعروفة، ولكن كانت الفكرة مستهلكة من قبل مشترك سابق، "ما حتّم عليّ البحث عن فكرة ثانية، وإستغرق التوصّل لفكرة تبديل الملابس يوماً كاملاً من التفكير بمخرج، وإخترت أن أبدل ملابسي على المسرح لأظهٍر جسمي وتقسيماته الرياضة التي تعبت عليه لأعوام طويلة". 

"طوني" إختار الفكرة بعد الإطلاع على النسخ الغربية من البرامج المشابهة، وتأكده بأنها فكرة "مييزة، مجنونة، جريئة، ولم يستعملها مشترك لبناني أو غربي من قبل، بل كان خلع الملابس يقتصر على الملابس العليا" ورداً على سؤال حول إستشارته أحد أجاب ضاحكاً: "الفكرة حازت على تشجيع والدتي التي سألتها قبل عرضها على فريق العمل".

وعن البرنامج ككل، يؤكد "طوني" على أن كل ردات فعل المشتركين والمشتركات ، لم تكن مركبة، كما كان يتوقع الجميع، بل كانت ردات فعل عفوية، الأمر الذي أدخل البرنامج إلى بيوت الكثير من اللبنانيين. ويلفت طوني في حديثه لـ"ليبانون ديبايت" على أنه كان يفضل تسمية ما عرضه على المسرح بالجنون وليس بالموهبة. "كنت أتمنى لو أن فؤاد قال لي فجر جنونك بدلاً من فجّر موهبتك، لأن هذه ليست موهبة بقدر ما هي جرأة وجنون". ويرى طوني بأن "الإعلان المروّج للحلقة، والذي كان فيه تصوير مبالغ فيه للتجربة هو الذي خلق كل هذا الجدل حول ما قمت به الذي لم يأتِ أبداً من بوابة التعري كما ظهر".

يلفت طوني إلى وجود برامج "فاقت في ما تعرضه على الشاشة ما أقدمت أنا على فعله" غامزاً من باب "الأفلام الغربية التي فيها مشاهد ساخنة وأكثر من شاب بدّل ملابسه" كما أنه يعبر عن دهشته حين يوجه له إتهام بالتعري وهناك "شاشات ومواقع تخصّص مساحات شاسعة للفنانات اللواتي يخلعنّ ملابسهنّ ويقمنّ بحركات معيبة وبأكثر من خلع ملابس" بينما أنا رجل "أقوم أيضاً بإعلانات أزياء وهذا أمر مباح ولا ريب فيه".

أما تجربة طوني فيصفها بـ"المميزة"، ويقول: "تعرفت من بعد تجربتي في نقشت على سطحية وسخف ناس كثر، وعلى عمق ومحبة آخرين، لا سيما الذين يعرفون طوني خلفيته الثقافية، فأنا مهندس إتصالات ومدرب رياضي ولست أبن شارع كما سوّق البعض". لافتاً إلى أن هذه التجربة فتحت له أبواب "عمل لائق" كثيرة. "أصبحت معروفاً من قبل شريحة كبيرة من الناس، زادت طلبات الصداقة والمتابعة على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل جنوني، وقًدم لي الكثير من عروضات إعلانات وجلسات تصويرية". واعداً الناس في ختام حديثه، بأنه سيقدم لهم "مفاجأة" جديدة قريباً... فماذا ستكون المفاجأة؟


ليبانون ديبايت