أكد السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين في كلمة له خلال احتفال السفارة الروسية في المركز الثقافي الروسي في بيروت بـ"يوم الدبلوماسية الروسية" في حضور الدبلوماسيين الروس ومديري المراكز الثقافية الروسية والجمعيات اللبنانية الروسية أنه "في 10 شباط نحتفل بيوم الدبلوماسية الروسية، وقد شكلت السياسة الخارجية والعلاقات الدولية جزءا لا يتجزأ من تاريخ روسيا منذ تأسيس دولتنا في القرن العاشر، بداية من علاقاتها مع الإمبراطورية البيزنطية. وكانت روسيا دائما جسرا بين آسيا وأوروبا واثرت على الاوضاع في جميع أنحاء العالم، وكانت تدافع عن حرية وسلامة الشعوب في وجه الغزاوات والاعتداءات الخارجية، ولعبت دورا حاسما في تعافي أوروبا من الغزو المغولي وبعد ذلك من محاولات فرض السيطرة من قبل الإمبراطورية العثمانية. وفي هذا العام نحتفل بالذكرى مئة سنة للثورة الاشتراكية العظمى التي اثرت تاثيرا كبيرا على تطور بلادنا في القرن العشرين وكذلك على نظام العلاقات الدولية".
وأشار زاسبيكين "اننا نعيش الآن فترة حساسة، لقد اعتبر الغرب بقيادة الولايات المتحدة انه انتصر في الحرب الباردة وحاول تثبيت هيمنته الجيوسياسية من خلال وسائل مختلفة، وبشكل خاص عبر توسيع الناتو وإسقاط الأنظمة. واستخدمت شعارات الديمقراطية كغطاء لانتشار التطرف والإرهاب، وأدى ذلك إلى فتن وفوضى ومشاكل في كل مكان، بما في ذلك في دول غربية نفسها. واليوم تسعى روسيا الى تنقية الأجواء الدولية، ولدينا رؤية استراتيجية لحل الصراع في سوريا وأوكرانيا. وبشكل عام تعتمد خططنا على الحوار الوطني والتوافق في المجتمع وتعزيز الاستقرار والأمن".
وحول دور روسيا في مكافحة الارهاب، أشار الى انه "لا بد من الإشارة الى سابقة عالمية عندما خلق الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تحالفا معاديا لهتلر، وتجاوزت الخلافات بينها ووحدت جهودها من اجل تدمير الية عسكرية وايديولوجية فاشية. ويجب ان نعود الى هذه التجربة ونوحد صفوف المجتمع الدولي لإنقاذ البشرية من الوباء الإرهابي".
وعن الحل في سوريا، لفت زاسبيكين الى أنه "تتوجه الدبلوماسية الروسية الى إيجاد توازن المصالح واحترام حقوق جهات أخرى، فننطلق من ان كل قضية ممكن حلها وراء طاولة المفاوضات"، متمنياً للشعب اللبناني "انجاز الاستحقاق الدستوري من خلال اجراء الانتخابات البرلمانية لمصلحة جميع فئات المجتمع وللحفاظ على الميزات اللبنانية الأساسية، وبالدرجة الأولى العيش المشترك، ولتكن الانتخابات نموذجا للديمقراطية الحقيقية".