مثلت حارسة السجن، أنغيلا ماغديتسي، أمام محكمة الاستئناف بمدينة ديتيكون السويسرية، بتهمة تهريب أحد السجناء، فيما بررت أنغيلا فعلتها، قائلة إن دافعها الوحيد كان "الحب"، وذلك خلال جلسة الثلاثاء 24 كانون الثاني 2017.

وأثناء محاكمتها، اعترفت بأنها في ليلة 9 شباط سنة 2016، فتحت أبواب السجن لأحد المحكومين، الذي يدعى، حسن كيكو، لأنها كانت تحبه كثيراً، بحسب ما نقلته صحيفة Sued Deutsche الألمانية.

ولم تكن تبريرات أنغيلا مقنّعة، إذ أصدرت المحكمة ضدها حكماً بالبقاء تحت المراقبة 15 شهراً.

كيكو وهو لاجئ سوري صدر في حقه حكم بالسجن بتهمة الاعتداء الجنسي، وبعدما فتحت له أنغيلا باب السجن تمكن الحبيبان من الفرار خارج البلاد إلى إيطاليا.

حادثة هرب السجانة وحبيبها شغلت الرأي العام السويسري، فقد عكست هذه الواقعة صورة سيئة عن نظام العدالة والحبس في سويسرا، بعدما ادّعت السجانة أن التهمة الموجهة لكيكو مجرد افتراء، كما تساءل المواطنون عن كيفية هرب الحبيبين من البلاد بهذه السهولة، إذ لم تكتشف الواقعة إلا في اليوم التالي بعدما انتبه زملاؤها إلى غيابها.

وفي نهاية شهر آذار، أي بعد ستة أسابيع من الحادثة، ألقت الشرطة الإيطالية القبض على كيكو وأنغيلا وسلمتهما للسلطات السويسرية.

وبعد شهر، أطلق سراح الفتاة، بينما بقي الشاب في السجن بتهمة الاغتصاب.

غرامة مالية نظير تغيير أقفال السجن


وطالبت النيابة العمومية بسجن أنغيلا لمدة 27 شهراً، على أن تقضي 20 شهراً تحت المراقبة، بعد أن وجهت لها تهم تهريب سجين وسوء السلوك وعدم الانتباه.

لكن المحكمة أصدرت في نهاية المطاف حكماً مخففاً في حقها، كما طالبت إدارة السجن حارستها السابقة، التي تبلغ من العمر 33 عاما بدفع غرامة مالية بقيمة 100 ألف يورو، لقاء تغيير ما لا يقل عن 900 قفل لكل أبواب السجن.

ورغم أن محامي الدفاع رفض هذا المطلب نظراً لأنه ليس هناك أي دليل على أن الأقفال قد تم تغييرها في شهر أيار 2016، أي بعد عملية الفرار، كما أن فاتورة تغيير الأقفال لم تذكر أن إدارة السجن اعتمدت نظام حماية حديثاً، لكن المحكمة رفضت طلبه مبررةً ذلك أنه من اختصاص القضاء المدني.

وفي الواقع كان من الممكن أن تواجه هذه المرأة عقوبة أكثر صرامة، إذ إنها هربت مرتدية سروال العمل، الذي يقدر بحوالي 60 فرنكاً، وكانت تحمل المفتاح الرئيسي للسجن في جيبها.

في النهاية اعتذرت الجانية


وخلال المحاكمة، كانت أنغيلا مقيدة اليدين، وكان كل حديثها يدور حول "الحب" و"الأحاسيس"، وقالت إنها وثقت في كيكو وأحبته كثيراً، خاصةً أنها تعتقد أن حبيبها بريء من تهمة الاغتصاب.

وأضافت: "لقد كنا ساذجين عندما فكرنا في الهرب إلى إيطاليا دون وثائق رسمية، كنا نعتقد أننا سنقضي بقية حياتنا معاً".

وفي نهاية المحاكمة، اعتذرت ماغديتسي من عائلتها وزملائها في العمل بعيون دامعة.

السجانة تشعر بالندم

وأكد المحامي أن موكلته تشعر بالندم الشديد مما فعلته، خاصةً أن سجلها يخلو من السوابق العدلية.

وعلى أي حال، دفعت أنغيلا ثمن خطئها، حيث أصبحت مشهورة لدى الرأي العام، وصارت تتعرض يومياً للعديد من من التهديدات والإهانات عبر شبكة الإنترنت.

لكنها لم تنس حبيبها!

لحسن الحظ تمكنت السيدة السويسرية التي انفصلت عن زوجها بعد أن وقعت في حب كيكو، من العثور على وظيفة بدوام كامل، على الرغم من أنها تحولت إلى وجه معروف في كل سويسرا.

كما تعمل ليلاً لدى وكيل مواد غذائية، حتى تتمكن من جمع المال الكافي لمساعدة كيكو الذي يقبع في السجن، وفقاً لما ورد على لسانها.

وفي كانون الأول سنة 2016، أصدرت المحكمة العليا بزيوريخ، حكماً في حق كيكو، الذي يبلغ من العمر 28 سنة، يقضي بسجنه لمدة أربع سنوات بتهمة اغتصاب قاصر، تبلغ من العمر 15 سنة.

وإثر انتهاء المحاكمة، انهار الحبيبان يبكيان، وحين سؤال كيكو عن برامجه المستقبلية، أجاب: "نريد أن نتزوج".