باغت تنظيم الدولة، الخميس، بهجوم شنهة على القوات المشتركة قرب ضفة نهر دجلة في الساحل الأيسر من المدينة والتي سيطرت عليه القوات العراقية قبل ايام.
 
وقالت مواقع عراقية، إن "تنظيم الدولة نفذ عملية تسلل عبر نهر دجلة إلى ضفة الساحل الأيسر في ساعة متأخرة من ليل أمس، أعقبتها اشتباكات عنيفة بين عناصره والقوات المشتركة على أطراف النهر وسط المدينة".
 
وأضافت أن "القوات المشتركة وبمساندة الطيران الحربي تمكنت من صد الهجوم الذي، حيث نفذ الطيران ضربات جوية استهدفت عناصر التنظيم بالشريط المحاذي لنهر دجلة بالجانب الأيمن، في منطقة حاوي الكنيسة وشارع كورنيش والجوسق وقرب البلدية ونادي الضباط، ما أدى إلى مقتل وجرح عناصر التنظيم وانسحابهم".
 
إلى ذلك تتخذ قوات الرد السريع العراقية مواقعها على سطح أحد المنازل مع تخطيط خصومهم من تنظيم الدولة لتحركهم القادم على طول خط الجبهة بين شرق وغرب الموصل.
 
في بعض الأحيان يجدف المتشددون بقوارب صغيرة عبر نهر دجلة ليلا لشن هجوم مباغت أو يطلقون قذائف "مورتر" يمكن أن تزلزل أحياء بأكملها.
ويشكل قناصة المتشددين تهديدا دائما إذ يتمترسون على طول صف من الأشجار على بعد نحو 600 م.
ويشن الجانبان حرب استنزاف مع استعداد القوات الحكومية للتوغل في غرب المدينة بعدما استعادت السيطرة على معظم جانبها الشرقي خلال الشهور الثلاثة الماضية.
 
وقبل ليلتين تقريبا كان الحظ حليفا للقوات العراقية. فقد تمكنت باستخدام مناظير الرؤية الليلية من رصد 20 متشددا عبروا النهر في قوارب خشبية وأخذوا في الزحف عبر حقل صوب معسكر صغير للجيش.
 
فتحت قوات الرد السريع النار وقتلت المتشددين الذين تم تعريفهم جميعا على أنهم مقاتلون أجانب وهم الفئة الأشد صلابة في صفوف تنظيم الدولة.
 
رفع جندي شاب هاتفا نقالا ليظهر لقطات لجثث المتشددين الذين كانوا يرتدون ملابس عسكرية.
 
وقال ظافر عظيم الجندي بوحدة الرد السريع وهو يقف وسط فوارغ طلقات تناثرت على السطح إلى جوار صواريخ وبندقية قنص "يحاولون فعل كل ما يمكنهم فعله"، لافتا إلى أن "هؤلاء الرجال لديهم كل أنواع الأسلحة.. قنابل يدوية وبنادق وذخائر كثيرة".
معركة أشد في غرب الموصل
 
وتوشك معركة الموصل آخر معقل كبير للدولة في العراق على دخول مرحلة حاسمة. واكتسبت القوات العراقية الثقة والقوة الدافعة بتقدمها في شرق الموصل غير أن القتال على الجانب الآخر من النهر قد يكون أشد تعقيدا.
 
فالدبابات والعربات المدرعة لا تستطيع السير في شوارع غرب الموصل الضيقة فيما يحرم القوات الحكومية من ميزة كبيرة.
 
وسقوط الموصل سيشكل فعليا نهاية الخلافة التي أعلنها التنظيم في 2014 عندما اجتاح قرابة 800 متشدد فقط ثاني أكبر مدن العراق دون مقاومة تذكر من الجيش العراقي.
 
وبرغم أن خسارة التنظيم للموصل ستمثل ضربة ساحقة له فمن المتوقع أن يواصل شن هجمات في العراق ويظل مصدر إلهام لهجمات في الغرب.
 
المصدر: وكالات