مع تصاعد الدخان الوطني الأبيض من المقررات الاستثنائية التي اتخذها مجلس الوزراء في باكورة اجتماعاته أمس الأول، انطلقت عملياً «ورشة العهد» التي يعلق اللبنانيون آمالهم النهوضية عليها، واضعةً البلاد على سكة تعزيز الاستقرار والمضي قدماً نحو مرحلة النهوض المأمول. فمن القصر الجمهوري إلى السرايا الحكومية، امتداداً إلى سائر الوزارات والمقرات، يبدو لبنان الرسمي مع انطلاقة العام الجديد أشبه بخلية نحل تعمل بشكل متّسق ومترابط على مختلف المستويات والاهتمامات والملفات السيادية والمؤسساتية والاقتصادية والمالية والاجتماعية والحيوية في سياق متوازٍ ومتفاعل مهمته الأساس: العبور إلى الدولة.

أمنياً، التأم أمس مجلس الدفاع الأعلى برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحضور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في قصر بعبدا حيث جرى البحث في الأوضاع العسكرية والأمنية وفي التدابير والإجراءات المتخذة على هذا الصعيد في مختلف المناطق. في حين شدد عون خلال الاجتماع على ضرورة التنسيق بين القوى العسكرية 

والأجهزة الأمنية لضمان نجاح هذه الإجراءات، مؤكداً على مسؤولية الدولة في مواجهة العدو الإسرائيلي والإرهاب، مع الإشارة إلى «أهمية الاستمرار في التصدي للإرهاب استباقياً وردعياً حتى القضاء عليه وقطع الطريق أمام أي محاولة لزعزعة الأمن والأمان في البلاد«، لافتاً إلى أن «الدولة بكل مؤسساتها وأجهزتها وإداراتها تشترك في وضع استراتيجية كاملة لمواجهة أي حرب أو خلل« أمني في المستقبل.

أما في السرايا الحكومية، فترأس الحريري أمس سلسلة اجتماعات للجان التي قرر مجلس الوزراء تشكيلها لمتابعة مقرراته، بحيث بحث رئيس الحكومة مع اللجنة الوزارية المكلفة دراسة مشروع قانون الموارد البترولية في الأراضي اللبنانية إدخال بعض التعديلات على المشروع الذي كان قد طُرح سابقاً من قِبل وزير الطاقة السابق أرتور نظاريان، كما تناول خلال ترؤسه اجتماع اللجنة الوزارية المختصة ملف الأحكام الضريبية المتعلقة بالأنشطة البترولية. 

كذلك انعقدت أمس اللجنة المكلفة درس موضوع المناقصة العمومية المفتوحة لتلزيم مشروع تحديث وتطوير وتشغيل المحطات الموجودة للمعاينة والكشف الميكانيكي للمركبات الآلية، وتركز البحث خلال الاجتماع حول دراسة الشروط الفنية لمناقصة الميكانيك ومدى جدواها. في وقت برز بالتزامن إصدار وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق قراراً استثنائياً مساءً نصّ على السماح «ولغاية 27 شباط المقبل، باستيفاء رسوم الميكانيك من دون إخضاع الآليات للمعاينة، وذلك عن العام 2016 والأعوام السابقة، فقط للآليات التي سبق لها أن خضعت للمعاينة خلال العام 2015، وذلك نتيجة للأزمة التي نشأت بسبب الإغلاق القسري لمراكز المعاينة الميكانيكية، والتي تسببت بازدحامات كبيرة أمام المراكز خلال الأيام الأخيرة«.

العسكريون المخطوفون

على صعيد وطني آخر، تبلغ أهالي العسكريين المخطوفين من رئيس الجمهورية خلال زيارتهم قصر بعبدا أمس تأكيده العمل على معالجة هذه القضية «بدقة لا سيما وأنه ملف حساس يجري التعامل فيه مع عصابات مسلحة إرهابية تختطف وتقتل ولا تلتزم بأي شيء«، واعداً الأهالي بأنه سيحمل قضية أبنائهم الأسرى المخطوفين في رحلاته إلى الخارج سعياً لأي مساعدة ممكنة، وقال عون للأهالي: «ثقوا بأن الدولة لن ترتاح قبل إغلاق هذا الملف ولن تتردد في تأمين كل المتطلبات الضرورية لذلك«.

بدوره، كشف المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم للأهالي أنّ الوسيط الذي يتم التعامل معه حالياً في هذا الملف هو الوسيط رقم 13، شارحاً المراحل التي قطعتها عملية التفاوض. ولاحقاً، زار ابراهيم خيمة أهالي العسكريين في رياض الصلح معرباً أمامهم عن أمله بأنّ يشهد هذا الملف «تطوراً في الوقت القريب يعطي خواتيم سعيدة«، مؤكداً أنّ الجهود المبذولة هي «جهود جدية» ومتمنياً «أن يكون عيد أهالي العسكريين قريباً هو عيد تحرير أبنائهم المختطفين«.