أكد رئيس الحكومة سعد الحريري في تصريح له خلال استقباله وفدا من رجال الاعمال اللبنانيين في جدة أن "وجودكم في الخليج امر مهم وحيوي للبنان، وانتم قد دفعتم في مرحلة ما ثمن بعض الممارسات السياسية، ولكن هذا الانقسام كسر، وسأعمل لكي لا يعود إن شاء الله"، مشيراً إلى أن "البلد اليوم أكثر ارتياحا، سياسيا وحتى نفسيا"، آملا "أن ينعكس ذلك إيجابا على مختلف الصعد".
ورأى الحريري أن "زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون للسعودية سيكون لها دور كبير، خصوصا أن السعودية مهتمة بهذه الزيارة بشكل كبير، وهو أيضا أرادها أن تكون أول زيارة له للخارج، وهذا الامر سينعكس إيجابا عليكم إن شاء الله"، مؤكداً "اننا سنتابع بشكل متواصل كل الأمور التي تخص اللبنانيين في الاغتراب، وسنقوم بكل ما يلزم لكي نشجع كل المواطنين على العودة الى لبنان والاستثمار فيه والعمل من اجله ويجب أن نعمل لإعادة الثقة لدى كل اللبنانيين، ونحن نضع خططا لتأهيل مختلف القطاعات من بنى تحتية وكهرباء ومياه واتصالات و مستشفيات ومدارس وغيرها".
وتوجه الحريري بالشكر لـ"رجال الأعمال الذين ساهموا في بناء القنصلية اللبنانية"، مشيراً إلى "اننا كدولة نحاول أن نعمل على برنامج يكون اللبناني في الخارج فخور بها، ونريد علاقات مميزة مع الجميع، ولكن ضمن إطار الاحترام المتبادل".
ولفت إلى "اننا في هذه المرحلة في عين العاصفة. ولذلك، عملنا على التوصل الى تسوية من شأنها ان تفعل الوضعين السياسي والاقتصادي في البلاد وترسي الاستقرار، خصوصا أننا وفخامة الرئيس حريصون على القيام بانجازات مهمة، والرئيس نبيه بري متعاون في هذا الاطار الى أقصى الحدود"، مؤكداً أن "الاعتدال هو اساس العيش المشترك والوحدة الوطنية، والتطرف من أي نوع يؤدي إلى تطرف أكبر من قبل الآخرين، إن الاعتدال ليس ضعفا، بل يشكل الطريق الصحيح للتقدم وتقبل الآخر"، معتبراً انه "علينا أن نكون اشداء في محاربة افكار التطرف، خصوصا أن المتطرفين يحاولون زرع الخوف في العالم".
وأعرب الحريري عن اعتقاده بـ"التوصل قريبا الى قانون للانتخابات النيابية"، معلنا أن "الحكومة في صدد اتخاذ عدد كبير من الاجراءات التي تحفز الاستثمار في لبنان وتدعم مختلف القطاعات الاقتصادية فيه".
من جهته، هنأ قنصل عام لبنان في جدة زياد عطالله الحريري بتشكيل الحكومة"، مشيراً إلى أن "الجالية اللبنانية في المملكة كبيرة وموحدة وغير منقسمة، ولديها الحس الكامل بالوعي الوطني وبالانتماء الى لبنان فقط، واننا نهنئك ايضا على الاداء المميز للحكومة ازاء الضحايا وعائلاتهم، بعد اعتداء اسطنبول وعلى ما قمت به عشية رأس السنة، مما ولد شعورا بالطمأنينة لدى جميع المغتربين بأنهم غير متروكين وبأن دولتهم توليهم الاهتمام اللازم اينما وجدوا".
ولفت إلى "أننا أردنا اليوم ان نطلعك على اعمال ونشاطات القنصلية والجالية، والتي كان آخرها إنشاء مبنى ضخم للقنصلية في جدة بتمويل من رجال أعمال لبنانيين وسعوديين بلغت قيمته الاجمالية حوالى الـ15 مليون دولار، مما مكنها من ان تكون اهم بعثة للبنان في الخارج، وإننا نأمل في أن تعود العلاقات بين لبنان والمملكة الى سابق عهدها ورفع تحذير الرعايا السعوديين من المجيء الى لبنان".
ثم التقى الحريري سفير الإمارات حمد الشامسي وعرض معه الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها.
من ناحية أخرى، أبرق الحريري إلى الأمين العام الجديد للامم المتحدة أنطونيو غوتيريس، مهنئا باستلامه مهامه الجديدة.