ورشة العمل ستبدأ فور انتهاء اجازة الاعياد ومع اول جلسة لمجلس الوزراء نهار الاربعاء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس ميشال عون، وستكون دسمة ومنتجة، وحسب المعلومات سيتم فيها نقاش مراسيم النفط والغاز والصندوق السيادي وربما اقرارها، وهذه المراسيم متوقفة منذ عام 2013. وكان قد تم الاتفاق بين الرئيس نبيه بري والوزير جبران باسيل على هذا الملف الذي عرف بالاتفاق النفطي. كما سيتم النقاش في ملف الاتصالات، وتحدثت معلومات عن امكانية اقرار تعيينات في هذا الملف كما سيتم فتح ملفي انشاء السدود المائىة والقانون الانتخابي، وبالتالي ستكون جلسة مجلس الوزراء منتجة وستعوض نقص الفراغ في تنفيذ المشاريع وحاجات الناس بعد ان عطلت الخلافات والمناكفات حكومة الرئيس تمام سلام.
وفي المعلومات انه بموازاة انطلاق العمل الحكومي، فإن الرئيس عون يعمل على فتح ابواب التواصل بين حزب الله و«القوات اللبنانية» والرئىس عون فاتح الدكتور جعجع بأمر  التقارب مع حزب الله وكان «الحكيم» منفتحا ووديا وايجابيا وبادره حزب الله بالانفتاح نفسه وترجم ذلك في خطاب السيد نصرالله وكلام رئىس المجلس السياسي السيد ابراهيم امين السيد من بكركي عن استعداد حزب الله للحوار مع الجميع وتحديدا «القوات اللبنانية» ورسالة السيد من بكركي قابلتها «القوات اللبنانية» بايجابية وكانت محط ترحيب. غير ان هذا لا يلغي النقاط الخلافية مع التركيز بالانفتاح على الساحات المشتركة لكن الرسائل الودية بين الطرفين وحسب مصادرهما لم تترجم حتى الان بأي اتصالات ثنائىة الا عبر اللقاءات العامة بين نواب الطرفين في المجلس النيابي والبحث بمواضيع تشريعية. واشارت المعلومات الى ان ما صدر عن الطرفين قد يمهد لعقد اجتماع يرعاه الرئيس ميشال عون.
اما في ملف العلاقات بين حزب الله وتيار المستقبل فأشارت المعلومات الى ان اللقاءآت متواصلة بين الطرفين في عين التينة وبحضور الوزير علي حسن خليل، لكن اللقاء بين السيد حسن نصرالله والرئيس الحريري تلزمه مناخات مغايرة وظروف افضل، رغم انه لم يجر الحديث حتى الآن عن لقاء بين الرجلين.
وفي المعلومات انه في اطار الانفتاح الذي يمارسه وزير الاعلام ملحم الرياشي فقد بث تلفزيون لبنان خطابي السيد حسن نصرالله الاخيرين وبقرار من الوزير رياشي بعد ان توقف تلفزيون لبنان بقرار من الحكومة السابقة عن بث خطاب السيد جراء احتجاجات من تيار المستقبل وفريق 14 آذار، بحجة ان سماحة السيد يهاجم دول الخليج ولا يجوز للاعلام الرسمي ان يهاجم اي دولة عربية، علما ان تلفزيون لبنان كان يبث خطب كل القيادات السياسية ولا يجوز تغييب خطب السيد، واللافت ان رياشي يمارس مهامه الاعلامية كرجل دولة، ينقل مواقفها التي تتعارض احيانا مع توجهاته السياسية كممثل للقوات اللبنانية وهذا كان موضع ثناء من القوى السياسية.
اما على صعيد قانون الانتخابات فإن الاتفاق بات واضحا للوصول الى «نسبية جزئىة» وليس شاملة.
وهذا الامر يزيل قلق البعض وهواجسهم وتحديدا النائب وليد جنبلاط والابقاء على  عاليه والشوف دائرة انتخابية واحدة وعدم ضم قضاء بعبدا، وهذا هو مطلب جنبلاط الاساسي، حيث ساد اللقاء الاخير بين حزب الله و«الاشتراكي» في كليمنصو اجواء ودية ونقل الحاج حسين خليل تحيات السيد الى جنبلاط والاطمئنان عليه وسأل عن نتائج العملية الجراحية التي اجريت «لعيني» جنبلاط الذي رد بالسؤال عن احوال السيد وصحته، وكان ذلك مدخلا لنقاش ودي في مواضيع عامة. كما ان الحاج حسين خليل قال لجنبلاط وبوضوح «انت المقصود بخطاب السيد الاخير عندما تحدث عن الهواجس والقلق». فرد الوزير غازي العريضي بأن الثقل الاساسي للدروز هو في الشوف وعاليه، «ويجب مراعاتنا». وكان رد الحاج حسين خليل «اننا نتفهم الهواجس» لكن ذلك وحسب المعلومات لا يعني ان حزب الله تراجع عن موقفه في النسبية او ان جنبلاط وافق عليها، لكنه تم الاتفاق على تنظيم الخلاف وتشكيل لجنة من الطرفين لبحث القانون الانتخابي مع امكانية تأجيل تقني للانتخابات لعدة اشهر، لكن الطرفين اكدا على متانة العلاقة بينهما منذ سنتين تقريبا ولم تشبها اي شائبة، في ظل التواصل اليومي بين جنبلاط والحاج وفيق صفا، لكن الطرفين حاذرا الدخول في الملف السوري لانه موضع خلاف واضح وعلني، وفي مقابل الود بين حارة حريك والمختارة ستتمدد الاجواء الايجابية لتشكيل لجنة من المستقبل وحزب الله والاشتراكي لدرس قانون الانتخابات، حيث يتقدم القانون المختلط المقدم من «القوات» و«الاشتراكي» و«المستقبل» 68 اكثري - 65 نسبي، وقانون الرئيس بري 64- 64، والتأهل في القضاء اكثريا، والانتخاب نسبيا في المحافظة.
واشارت المعلومات الى ان الرئيس عون متمسك باجراء الانتخابات في موعدها والتعجيل في عقد الاجتماعات خلال شهر كانون الثاني لاقرار قانون عادل للجميع كي تجرى الانتخابات النيابية على اساسه.
وعلم ايضا ان لجنة من الخبراء تمثل كافة الاحزاب والتيارات السياسية تعقد اجتماعات ثنائىة وثلاثية للوصول الى توافق حول القانون، في حين اكد وزير الداخلية نهاد المشنوق بعد زيارته قصر بعبدا ان الوزارة جاهزة لتطبيق اي قانون عادل يحظى بوفاق سياسي بين اللبنانيين.
وفي موازاة هذه الايجابيات يبقى اللبنانيون اسرى عجقة السير والبقاء في سياراتهم لساعات وساعات دون اي معالجة جدية من الدولة، رغم جهود عناصر مفرزة السير وبالتالي المطلوب خطة للاعياد، في ظل مجيء اكثر من 350 الف مغترب لبناني لقضاء عطلة الاعياد في ربوع لبنان، حيث شهدت الحركة التجارية تحسنا ملحوظا وهذه الاجواء لم يشهدها لبنان منذ سنوات، علما ان القوى الامنية ستواكب الاعياد بخطة في كل المناطق اللبنانية لحفظ الامن وتأمين افضل الاجواء للمواطنين اللبنانيين وسيتم نشر حواجز ثابتة ومتنقلة مع دوريات راجلة وانتشار للعناصر الامنية في المناطق الحساسة.
كل الاجواء تبشر بسنة 2017 لبنانية مغايرة للسنوات السابقة مع عهد جديد برئاسة الرئيس ميشال عون الذي سيتابع كل الملفات الحياتية وسيخوض معركة قاسية ضد الفساد، علما ان هذه المعركة تتطلب ايضا دعما من كل الشعب اللبناني والتفافا حول العهد ورئىسه.